لم تمنعها دراسة الطب من أن تكون فنانة بالكلمة كما اللحن واللون، فالشابة "زينة علي" لا تترك وقتاً للفراغ في حياتها ولو للحظة واحدة، على الرغم من أنها ما زالت هاوية لتلك الفنون.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 5 أيار 2016، مع الشابة "زينة علي" عبر "الفيسبوك" لتتحدث عن بداياتها مع الموسيقا، فقالت: «بدايتي في العزف كانت على آلة البيانو، لست من اختارها بل هي من اختارتني، وأنا في الرابعة عشرة من العمر، وجمعت في السادسة عشرة بينها وبين الغيتار من خلال انتسابي إلى معهد "أورنينا" الموسيقي، وكان لأساتذتي "طارق عيد"، و"هشام نداف" لآلة البيانو، و"نورس ليوس" على الغيتار دور كبير بتطوري الموسيقي، وبالتأكيد لكل عازف قدوة تحرضه على الالتزام والعمل بجد كي يصبح مميزاً، وأعدّ الموسيقي "نورس ليوس" قدوتي من حيث التزامه وتفانيه في تعليم الموسيقا بأسلوب متفرد ومحبب لقلوب جميع الطلاب، كما كانت ومازالت أسرتي التربة الخصبة التي احتضنت بذور الإبداع لدي منذ الصغر».

شابة واثقة من نفسها، متعددة المواهب الفنية والأدبية، شخصية محبوبة، تمتلك خيالاً واسعاً وطاقة كبيرة

وعن اختيارها لآلاتها الموسيقية تقول: «كنت مأخوذة ومسحورة دوماً بقدرة البيانو التعبيرية عن مختلف المشاعر والانفعالات، هي آلة أنيقة ومفعمة بالحس، وإذا كانت آلة البيانو أنثى رقيقة، فالغيتار حتماً العاشق الشاعري، آلة ساحرة بغجريتها ورنينها الرومنسي، هي آلة للحب والفرح، ومن جمالياتها أنها مصاحبة لعازفها بعكس البيانو».

خلال مشاركتها بإحدى الحفلات

أما عن تعريفها للموسيقا، فتقول: «الموسيقا من أرقى ما أنتجه العقل البشري، فهي قادرة على نقلنا إلى أزمنة وأماكن أخرى، تغسل الروح من الهموم وتساعدها للوصول إلى الفضيلة، وبالنسبة لي العزف سيبقى هواية لأنني بحكم دراستي للطب لا أمتلك الكثير من الوقت لاحترافه، فالاحتراف يحتاج إلى الاستمرارية والكثير من الوقت الذي لم يعد بإمكاني توفيره في الوقت الحالي».

وعن مشاركاتها تقول: «شاركتُ بعدة حفلات موسيقية، منها حفلان أقامهما المعهد الموسيقي على مسرح المركز الثقافي في "المزة"، حيث شاركت فيهما بالعزف المنفرد على البيانو والغيتار».

نورس ليوس

وعن علاقتها بالكتابة تضيف: «قصتي مع الكتابة بدأت بعد إنهائي لمرحلة الثانوية العامة، فقد شهدت حياتي تبدلات وتقلبات فكرية وعاطفية ونفسية متعددة قادتني نحو الكتابة، وجدت نفسي محاطة بالكثير من المشاعر والشحنات التي لم أستطع إفراغها إلا بكلمات أبوح بها للورق، وأصبحت منذ ذلك الوقت جزءاً أساسياً في حياتي، ألجأ إليها في ضعفي وحزني لتمنحني القوة والسعادة، تأثرت في البداية بشاعر الحب والياسمين "نزار قباني"، فقد كان أول شاعر أقتني له ديوان شعر عن الحب وأنا بسن الثانية عشرة؛ حيث أهدتني والدتي ديوانه "الرسم بالكلمات"، وكانت تقرأ لي منه كل ليلة قصيدة، كانت ساعة من الحلم قبل النوم، كونت لدي حب الشعر والرغبة في دخول عالمه الساحر».

وعن العلاقة بين دراستها وتعدد مواهبها تقول: «الفن كان من أسباب اختياري لدراسة طب الأسنان؛ فالطبيب هو المسؤول عن إعادة ابتسامة المريض، وإضفاء التعديلات والتغييرات المناسبة كي يمنحه الصورة الجمالية التي يرغب بها، وبالتالي منحه الشعور بالثقة والراحة، وهذا مشابه لعمل الفنان الذي يبدع لوحة بتناسق لوني جميل، وما يفعله الموسيقي حين يعزف على آلة موسيقية ليسعد المتلقي ويشعره بالراحة، لكي تكون طبيب أسنان ناجحاً عليك التمتع بنظرة جمالية وأصابع فنان».

أحد أعمالها الفنية

وتتابع الحديث عن علاقتها بموهبة الرسم: «رافقني الرسم منذ أن أمسكت بأقلام التلوين في طفولتي، أكثر ما أنجذب إلى رسمه هو المناظر الطبيعية لحبي الشديد للطبيعة، أحب رسم كل ما هو جميل تقع عيني عليه، أو ما لا أستطيع تجسيده بالشعر أحوله إلى لون يكسر بياض الورق، أستخدم في الرسم الألوان الزيتية والأكريليك فهي الخامة المفضلة لدي، ولي بعض المشاركات، منها: معرض للرسم والنحت أقامته وزارة التربية».

عنها قال الموسيقي "نورس ليوس": «مع تعدد مواهبها إلا أنها تميزت في المجال الموسيقي، وكانت طالبة مميزة جداً، فهي جدية ومواظبة ومهتمة ومتحمسة جداً، لفتني تطور أدائها السريع؛ حيث كانت ببضعة أشهر تنجز ما يعجز غيرها عن إتمامه بسنوات، طموحة جداً وتعشق الموسيقا، فهي عازفة مميزة، ومستمعة ذواقة أيضاً، وصاحبة إحساس مرهف، طالبة مثقفة ومهذبة بكل ما تعنيه كلمة تهذيب من معنى، صاحبة شخصية قوية ومرحة في الوقت نفسه».

وأضافت التربوية "نوار يوسف": «شابة واثقة من نفسها، متعددة المواهب الفنية والأدبية، شخصية محبوبة، تمتلك خيالاً واسعاً وطاقة كبيرة».

يذكر أن الشابة "زينة علي" من مواليد "دمشق" 1996، وهي تعيش في مدينة "جبلة".