أضافت "فاطمة حاجي محمد" الطالبة في كلية الفنون الجميلة في جامعة "تشرين" تعديلاً إلى "نظارة غوغل الذكية"، وطورتها بتبديل مكان الكاميرا من الأمام إلى الخلف؛ لتتحول إلى نظارة تمكّن من يرتديها من تصوير من يتابعه من الخلف.

مدونة وطن "eSyria" التقت الطالبة "فاطمة حاجي محمد" بتاريخ 21 شباط 2016، التي أشارت إلى أنها قامت بهذا التعديل على النظارة بعدما قرأت دراسات متنوعة في عدة مجلات تشير إلى أن تموضع الكاميرا على النظارة ليس ذا قيمة كبيرة، حيث يمكن الاستعاضة عنها بأي كاميرا عادية في اليد، وعن هذا التطوير قالت: «تلتقط الكاميرا المتحركة المثبتة خلف النظارة الصور، حيث يتم تخزينها على بطاقة الذاكرة، ويستطيع الشخص إرسالها عبر جهاز التحكم الذي قد يكون هاتفاً محمولاً تمت برمجته لهذا الغرض إلى أي وسيلة تواصل أو رقم شخصي».

اتجهت إلى الفنون الجميلة لأنني أحب هندسة الديكور، وأتطلّع إلى دمج الاختراع في هندسة الديكور من خلال التصميمات لاحقاً

لم يتم تطبيق هذا التطوير الذي قامت به "فاطمة" بشكل مصغر على النظارة بسبب عدم توافر الإمكانية لذلك، لكن تم تجريبه عبر كاميرا عادية وشاشة حاسوب محمول، والتصميم في البداية كان بأحجام كبيرة، حيث تضيف: «حصلت على المركز الأول في مسابقة الإبداع والاختراع التي أقامها "اتحاد شبيبة الثورة" في "طرطوس" كمشتركة عن فئة الهواة من فرع "اللاذقية" عن اختراعي هذا؛ بعد اطلاع اللجنة حول إمكانية تطبيق هذا الاختراع قبل إعلان النتيجة، وسبق أن شاركت عندما كنت في السنة الأولى بمعهد تقنيات الكهرباء في مسابقة الإبداع والاختراع في "دمشق" باختراعات أخرى لم أنلْ فيها ترتيباً لأنني لم أكن أعرف معايير الاختراع بدقة، لذا كانت تلك المشاركات دافعاً لزيادة السعي لاختراعات أفضل وذات جدوى اقتصادية أكبر، مثل: "دارة حماية عربة الطفل من الحرارة"، و"دارة توليد طاقة عن طريق سرعة الطائرة"، و"دارة حماية القطار من السكة المقطوعة"، ولديّ دارات كثيرة لم أقم بتطبيقها، لكنني وضعت فرضيات لها».

المدرّس هيثم عبد الرحيم

بدأت "فاطمة" التمهيد لفكرة الاختراع من خلال وضع فرضيات لقوانين فيزيائية جديدة في الصف الأول الثانوي المهني تخصص كهرباء، عندما كان مدرّس الفيزياء "هيثم عبد الرحيم" يقول بعد كل قانون يشرحه: «فكروا بمضمون القانون أي كيف تشكّل»، ويعطي للطلاب أمثلة علمية من الواقع المحيط، فبدأت تقرأ عن قوانين مشابهة للقوانين الموجودة في المنهاج الدراسي وتضع فرضيات لقوانين جديدة، وتعرضها لأستاذها.

وفي حديث مع الأستاذ "هيثم عبد الرحيم"، مدرّس الفيزياء في ثانوية "طنوس قازنجي" يقول: «أثناء تقديمي للدرس ولأمثلته كان تركيز "فاطمة" يختلف عن زميلاتها وتساؤلاتها تحتاج إلى تأمل في القوانين، فاكتشفت ذكاء هذه الطالبة من الحصة الأولى، ومن نقاش إلى آخر وصلنا إلى أبحاث القوى الكهروطيسية والتحريض الكهروطيسي والصوت والضوء والمرايا. فوجدت لديها إلماماً كبيراً، وتنمية هذه الموهبة تحتاج إلى اختصاصيين، فأنا لست مخترعاً، لكن أوضح الفكرة فيزيائياً كأنني اخترعتها، فتبسيط المفاهيم للطالب تحرض لديه إمكانية تطبيقها من خلال التجربة، و"فاطمة" كانت تطبق كل فكرة نناقشها وتعود وتسألني عن ذات الموضوع أسئلة مختلفة، وتقدم أفكاراً جديدة، فمثلاً قد أعطيها قانوناً فتضع هي قانوناً مشابهاً وجديداً من افتراضاتها، والتطبيق ذاته أطبقه على القانون الحقيقي العلمي، وتكون نتيجة صحيحة تماماً».

من حفل التكريم

بعد تخرجها في معهد تقنيات الكهرباء بدأت "فاطمة" الدراسة في كلية الفنون الجميلة، تقول: «اتجهت إلى الفنون الجميلة لأنني أحب هندسة الديكور، وأتطلّع إلى دمج الاختراع في هندسة الديكور من خلال التصميمات لاحقاً».

الجدير ذكره، أن الطالبة "فاطمة حاجي محمد" من مواليد مدينة "اللاذقية"، عام 1994.

جميع المكرمين في المسابقة