ما تزال بعد أن بلغت من العمر عتياً تعيش في بيت ترابي ترفض أن تغادره، يحيط بها أكثر من 314 حفيداً وحفيد الحفيد لتكون أكبر معمرة في المنطقة.

تربّت "ماري معروف" في منزل والدها الشيخ "ديب حمد معروف" من مشايخ قرية "الدالية" المعروفين من تاريخ ولادتها عام 1910 حتى عام 1926، حين تزوجت وانتقلت للعيش في منزلها الذي ماتزال فيه حتى الآن رافضةً أن تسكن عند أي من أبنائها لأنها تراه الأمثل لذكرياتها منذ ذلك الوقت لليوم.

كنا نعمل في الأرض ونرعى الماعز والأبقار ونطبخ معاً مع كل الجيران ونسهر جميعاً حول "الدفيّة" لا نترك فقيراً يجوع مع أننا كلنا فقراء

يقع منزلها الحالي على أطراف قرية "الدالية" في ريف "جبلة"، وهو ما يزال من التراب، تزينه عريشة من العنب، وما إن تستقبلك "أم علي" بابتسامتها الريفية وتدخل إليه حتى تذهب في رحلة عبر الزمن.

السيدة ماري معروف

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 16 أيلول 2015، المعمرة "ماري" في منزلها، تقول "أم علي": «حين بني هذا البيت تساعد أهل القرية جميعاً في بنائه، كما كل البيوت حيث كان التعاون هو الصفة الأوحد بعد المحبة بعكس هذه الأيام التي نعيشها الآن للأسف».

تضيف "ماري": «كنا نعمل في الأرض ونرعى الماعز والأبقار ونطبخ معاً مع كل الجيران ونسهر جميعاً حول "الدفيّة" لا نترك فقيراً يجوع مع أننا كلنا فقراء».

مجموعة من أحفاد الأحفاد

للسيدة "ماري" سبع بنات وصبيان و75 حفيداً و212 ابناً و29 حفيد الحفيد، ويعيشون في مختلف أنحاء "سورية"، ومنهم الطبيب والشاعر والمهندس وطالب المدرسة وحفيد الحفيد الذي لم يتجاوز السنوات.

عاشت "ماري" مختلف أنواع الأحداث التي مرت على البلد وتتذكر بعضاً منها، منها احتفالات "الدالية" بعيد الاستقلال عن الفرنسيين عام 1946، وتفخر بقريتها "الدالية" وبصفات الكرم والمحبة وإكرام الضيف والتآلف بين أبنائها على الرغم من بعض العادات الجديدة التي تغيرت في الناس.

المنزل ما زال على حاله تقريباً

يقول الابن الأكبر الشاعر "علي حيدر أحمد": «أمي مثلها مثل جميع النساء الريفيات التي تعيش من أجل أن توفر حياة كريمة لزوجها وأبنائها، وتميزت بأنها كانت مرضعة لنصف أطفال الحي الذين أعرفهم».

تمضي "ماري" أيامها في بيتها تستقبل أحفادها برعاية وحب محافظة على ذاكرتها ومتقيدة بطعامها الصحي والبسيط بعيداً عن تعقيدات الزمان.