نجح المهندس الزراعي "غياث جيفي" في تجربة زراعة النباتات الطبية البرية باستخدام طريقة التعقيل؛ لتحقيق أكبر فائدة من النبات الطبي عند تناوله أخضر من دون تجفيف.

يقول "جيفي": «علقت الفكرة في ذهني منذ أن سمعت عبارة من إحدى المدرِّسات في المرحلة الجامعية عن العودة إلى الطب النباتي، فدرست مع والدي بعض الكتب الطبية منها: كتاب باللغة الإيطالية عن الأعشاب، وكتاب باللغة العربية "موسوعة النباتات الطبية"».

"إكليل الجبل" كان تعقيله سهلاً، حيث حصلنا عليه كغرسةٍ صغيرة، أمَّا "المليسة، والمرتكوش" فنجحت زراعتهما عن طريق البذور

الحصول على بعض أنواع النباتات (المليسة وإكليل الجبل والمرتكوش) لم يكن سهلاً بداية الثمانينيات عندما بدأ "جيفي" رحلة البحث عنها مع والده، وهو ما دفعه في مرحلة لاحقة لاستقدامها من "إيطاليا"، يقول المهندس الزراعي في معرض حديثه لمدونة وطن "eSyria": «"إكليل الجبل" كان تعقيله سهلاً، حيث حصلنا عليه كغرسةٍ صغيرة، أمَّا "المليسة، والمرتكوش" فنجحت زراعتهما عن طريق البذور».

في مزرعته

ويضيف خلال زيارتنا لمشتله في قرية "البصة" (2كم عن مدينة "اللاذقية") في 4 أيار 2015: «في البداية فشلت عملية تعقيل "المريمية"، لكن بعد محاولات عديدة نجحت بالتعقيل الهرموني وهو (إضافة حمض "أندولبيوتريك") الذي يخلط مع الكحول والماء المقطر ويوضع لمدة ثوانٍ على العُقَل ويغرس في التراب خلال شهري شباط وآذار».

"جيفي" يحصل على عُقل النباتات من الطبيعة، مثل: "الشيح، والزعتر الخليلي، والزعتر الجبلي (الزعتر السوري)"، أمَّا "الخزامى" فقد استمرت رحلة البحث عنها عشر سنوات من قِبل والده وتابع مسيرة أبيه في البحث لأكثر من عشر سنوات أُخرى حتى شاهدها تستخدم لغرض تزييني في إحدى الحدائق، فتعرف إليها عن طريق الصورة في الكتاب الإيطالي، وبحث عن مصدر الحصول عليها وقام بتعقيلها.

صورة الخزامى في الكتاب المطابقة للحقيقة

يتحدث "جيفي": «تناول الأعشاب الطبية الخضراء يحقق فائدة طبية عظمى، فهذه النباتات لها طريقة خاصة لقطفها وتجفيفها في الظل، وإذا كانت مجففة بطريقة خاطئة أو مرَّ زمن طويل على تجفيفها تكون عديمة الفائدة، كما أنَّ بعض النباتات من الفصيلة العطرية تفقد القيمة الطبية للمادة العطرية عند التجفيف لذا أفضل تناولها خضراء».

يعد الاهتمام بالنباتات الطبية حاجة ملحَّة من وجهة نظر الصيدلي "عبد الحفيظ ناصر"؛ الذي يقوم بتركيب أدوية للأمراض الجلدية من مكونات طبيعية، حيث يقول: «أغلب الأدوية أساسها في التاريخ نباتي، وبعض المواد التي نستخدمها مستخلصة من النبات، نحاول تحسينها ببعض الإضافات الصناعية، لذا لا نلغي دور المكون الطبي الكيماوي، لكن الفائدة التي يأخذها الجسم من مكوِّن طبيعي تكون أكبر من الصناعي؛ ومن هنا تأتي أهمية ما يقوم به مزارع النباتات العطرية».

الدكتور "عبد الحفيظ ناصر"

يختم "جيفي" حديثه بالقول: «سأستمر في عملية التعقيل هذه، وأسعى لزراعة أنواع جديدة من النباتات الطبية البرية، فهناك محاولات لتطوير العمل وتوسيعه وزيادته، رغم أنَّ المردود المادي لهذا المشتل متواضع، لكن الفائدة العلاجية عظيمة».