كان "فيصل زيدان" طفلاً عندما أخذه والده معه للمساهمة في عملية "قشر البرغل" بواسطة "الباطوس"، حيث كلفه بالإشراف على دوران الدابة حول الباطوس، وهي مهمة تستمر قرابة ثلاث ساعات من الزمن.

"زيدان" أعاد إحياء التجربة بعد سنين من اندثارها، حيث تولى القيام بعملية قشر البرغل أمام العشرات من زوار مهرجان "عين البيضا" للتراث الشعبي.

ما قمنا به اليوم هو محاولة لإحيائها وتعريف الناس بها، لكن عملياً هذه الطريقة لم تعد مستخدمة، وقد استعيض عنها بآلة مخصصة لقشر البرغل، وهي الطريقة المعتمدة حالياً

يقول "زيدان" وهو متحدث بارع أن الباطوس أنواع، منها ما يتسع لأربع "تنكات" (أوعية)، ومنها ما يتسع لسبع، أو عشرة.

الباطوس

ويضيف متحدثاً لمدونة وطن "eSyria" في 22 نيسان 2015، عن آلية قشر البرغل: «يوضع القمح في الباطوس، ويتم مده على كامل مساحته، ثم يرش ببعض الماء (ترطيب)، لتدور بعدها حجرة الباطوس وتسمى (الخريز) فوقه، حتى يعزل القشر عن البرغل.

بعد القشر يوضع البرغل مباشرة في الشمس حتى يجف منعاً لتعرضه لـ"الخمة" بسبب رش المياه عليه أثناء القشر. ولا تنتهي العملية عند ذلك؛ فيحتاج البرغل بعدها إلى "التنسيف" بواسطة الهواء ثم الطحن ليصبح جاهزاً للطهي».

قشر البرغل

لم تعد هذه المهنة قائمة، يقول "زيدان" ويضيف: «ما قمنا به اليوم هو محاولة لإحيائها وتعريف الناس بها، لكن عملياً هذه الطريقة لم تعد مستخدمة، وقد استعيض عنها بآلة مخصصة لقشر البرغل، وهي الطريقة المعتمدة حالياً».

"الباطوس" الذي وجد لقشر البرغل له شكل دائري وهو مصنوع من الحجر الأحمر والإسمنت، ومن داخله يكون مفرغاً ويُملأ بالبحص ومن فوقه طبقة إسمنت خارجية.

الخشبة التي تعلق بالدابة

في وسط الباطوس يوجد وتد خشبي يرتكز عليه مد الخشبة إلى "الخريز" الذي يكون مفرغاً، وخشبة طويلة تلامس الوتد وتمر من داخل الخريز ويبلغ طولها قرابة مترين، من أجل سهولة حركة الدابة دائرياً، والكلام للعم "زيدان".

تجربة إحياء الباطوس فكرة الباحث التراثي "برهان حيدر" الذي رأى فيها خطوةً مهمة، ووصفها في حديثه مع المدونة بأنها لوحة فنية يجب توثيقها لتبقى خالدة للأجيال اللاحقة.

يذكر أن الباطوس كان جزءاً من متحف "برهان حيدر" للتراث الشعبي؛ ضمن مهرجان "عين البيضا" الذي أقيم مؤخراً.