بإدراك تام من السيد "فائز" لأهمية التأريخ الشعبي؛ بدأ من سن الخامسة عشرة تسجيل الأحداث اليومية بزمانها ومكانها في مفكرته الخاصة، حتى بات مرجعاً يستثمر بين الحين والآخر.

في قرية "حرف الساري" التابعة لمدينة "جبلة" يسكن السيد "فائز إسماعيل" مدون القرية الشعبي ومرجع معلوماتها بصحة زمانها ومكانها في بعض الأحيان، وبعضهم يقصدونه لإدراك المواعيد الصحيحة للزراعة والحصاد وأبرز الأحداث المهمة، وهنا قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 27 كانون الثاني 2015: «أسجل أبرز الأحداث اليومية الشخصية والعامة في هذه المفكرة الجيبية الصغيرة، ومنها حالات الولادة والوفيات الطبيعية والشهادة، كما أدون المتفوقين ودرجاتهم، إضافة إلى يوم تساقط الثلوج مثلاً، وما ينجم عن هذا التساقط في القرية والقرى المحيطة بنا، ويوم تساقط الأمطار، وكيف هي انعكاساتها على الناس والمزارعين والمحاصيل الزراعية، إضافة إلى مواعيد الزراعة بمختلف أصنافها، وأهمها القمح والتبغ، وكيف كانت نتائج هذه الزراعة في هذا الموسم، وذلك لإجراء المقارنات بين النتائج واختيار الأفضل منها بالنسبة للزراعة.

في كثير من الأحيان يأتي بعض الأشخاص لزيارة "أبي قصي" لسؤاله عن حدث معين يهتمون به أو دارت حوله نقاشات مهمة، للتأكد من زمانه ومكانه وتفاصيله بدقة، فهم يثقون بقدرته وصدقه بتدوين الأحداث بكل موضوعية وحيادية، فهو مرجعية في الكثير من الحالات والأحداث والمواسم الزراعية، ومن هنا تأتي أهمية ما يقوم به منذ عشرات السنين، ومتوافر بين يديه بسهولة وبطريقة مفهومة وبخط جميل

وأعتقد أن الحدث الأبرز في هذا الموسم الشتوي ضمن محيطنا القروي ظهور "نبع القبيسية" بعد انقطاع عدة أعوام، وهو عبارة عن فوارة مياه تظهر من باطن الأرض، وهنا استعنت بصديق يسكن بجوار الفوارة ليخبرني بلحظة ظهورها، لكونه مدركاً لما أقوم به من تدوين شعبي في مفكرتي.

مفكرة السيد فائز

كما أنني أسجل أحداثاً محلية مهمة، كالانتخابات والأحداث السياسية التي لها انعكاسات لا يمكن تكرارها بالزمان والمكان، لتبقى ذكريات أسترجعها بعد الاطلاع على العناوين العريضة المدونة لها».

ويتابع السيد "فائز": «نشأت الفكرة من مراقبتي لأحد أقاربي الذي عرف على مستوى القرية بصدقه ومواقفه الإنسانية، وهو بالعموم خالي السيد "علي إسماعيل" الذي كان يسجل بعض تفاصيل حياته اليومية، وكان لها أثر جيد به وبالآخرين، وهذه الطريقة في التسجيل كانت منتشرة كثيراً في الحياة التراثية لأجدادنا الذين نحن امتداد لهم، وحينها اقتنعت بالفكرة وبدأت التسجيل اليومي، وذلك منذ كان عمري خمسة عشر عاماً.

السيد فائز إسماعيل

واليوم أمتلك الكثير من المفكرات التي تجمع ذكريات حياتي وحياة أبناء قريتي، وأتمنى أن تستثمر بالوجه الأمثل مستقبلاً، وأنا مهتم في هذه الفترة بعد وصولي لسن التقاعد الوظيفي وزيادة ساعات الفراغ، بزيادة تجوالي وتكثيف ما أقوم به من تدوين ليشمل جميع مفاصل الحياة بمختلف مراحلها».

السيد "فائز إسماعيل" -كما يصفه بعضهم- أرشيف القرية ومحيطها، وهنا تقول السيدة "كفا إسماعيل" من أبناء وسكان القرية: «في كثير من الأحيان يأتي بعض الأشخاص لزيارة "أبي قصي" لسؤاله عن حدث معين يهتمون به أو دارت حوله نقاشات مهمة، للتأكد من زمانه ومكانه وتفاصيله بدقة، فهم يثقون بقدرته وصدقه بتدوين الأحداث بكل موضوعية وحيادية، فهو مرجعية في الكثير من الحالات والأحداث والمواسم الزراعية، ومن هنا تأتي أهمية ما يقوم به منذ عشرات السنين، ومتوافر بين يديه بسهولة وبطريقة مفهومة وبخط جميل».

الجدير بالذكر، أن السيد "فائز إسماعيل" من مواليد عام 1954، وحاصل على الثانوية العامة.