بحضور كبار الفنانين والنقاد والمختصين السوريين والعرب، أعلن مدير مهرجان المونودراما الأستاذ "ياسر دريباتي" افتتاح النسخة السادسة لأعمال مهرجان المونودراما على أرض المسرح القومي في "اللاذقية".

اليوم وبعد النشيد العربي السوري أعلن افتتاح المهرجان، وأعلنت معه الطقوس والاحتفالات والنشاطات الموازية للعروض الرئيسية، وأعلن أيضاً عن حصان العربة المسرحية القديمة لتتحرك كمفاجأة غريبة ومميزة.

سعيدون بتواجدنا في "اللاذقية" للمشاركة في افتتاح مهرجان المونودراما، نحن في رئاسة رابطة الممثل الواحد الدولية سنقوم بدعم المهرجان لاستمراريته وتزويده بعروض مستضافة أجنبية للاطلاع على تجربة الغرب بهذا الفن، وهو فن الاحتفاء بالممثل الواحد

وفي لقاء مع لموقع eLatakia تحدث الأستاذ "ياسر دريباتي" مدير المهرجان ليقول: «الحمد لله انطلق المهرجان، في هذا اليوم العظيم، يوم جلاء المحتل الفرنسي عن أرض وطني، يوم عظيم بكل المقاييس، ما أستطيع الحديث عنه على جميع الأحوال أني أرحب ومن كل قلبي بضيوف المهرجان العرب والسوريين، وأتمنى أن يقضوا معنا أجمل اللحظات في غمار أعمال مهرجان المونودراما الثقافية والاجتماعية».

من لحظات التكريم

في معرض حفل افتتاح المهرجان رغم الحديث الكبير عن بساطته غير المعتادة إلا أنه زين خشبة المسرح بتكريم الكبير "عبد الرحمن أبو القاسم" أحد أهم قامات المسرح العربي وفن المونودراما على وجه الخصوص، ومعه تم تكريم العديد من داعمي المهرجان كرئيس بلدية "اللاذقية" "صديق مطره جي"، ورئيس رابطة الممثل الواحد الدولية ورئيس بلدية الفجيرة ومدير مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما "محمد سيف الأفخم"».

بدوره قال "محمد سيف الأفخم": «سعيدون بتواجدنا في "اللاذقية" للمشاركة في افتتاح مهرجان المونودراما، نحن في رئاسة رابطة الممثل الواحد الدولية سنقوم بدعم المهرجان لاستمراريته وتزويده بعروض مستضافة أجنبية للاطلاع على تجربة الغرب بهذا الفن، وهو فن الاحتفاء بالممثل الواحد».

عبد الرحمن ابو القاسم

وأضاف: «نحن نسعى لتحقيق توءمة ما بين مهرجان "اللاذقية" للمونودراما ومهرجان "الفجيرة" الدولي الذي انطلق بدعم من الفنانين السوريين من أمثال "أسعد فضة" و"ماهر صليبي" وجميع الاقتراحات مطروحة وسنقوم بتوءمة مع "اللاذقية" في المجالات الثقافية والبلدية أيضاً».

الممثل والمخرج المسرحي المشارك أيضاً في المهرجان الفنان "حسن عكلا" يقول: «السؤال الصريح الذي واجهناه في إقامة مهرجان للمونودراما في سورية، هو وبكل صراحة: ما جدوى العمل المونودرامي؟ وهل هناك من يستطيع تأسيس لمهرجان خاص بهذا الفن يجمع العديد من عمالقته وقاماته؟ ولكن مع مرور الوقت والزمن استطعنا أن نقيم هذا المهرجان ووصلنا اليوم إلى نسخته السادسة ضمن ظروف موضوعية شهدت تقدم وتراجع الحركة المسرحية في سورية وتقلباتها، وفعلاً وجدنا أن تياراً ما سيفرض نفسه على الساحة المسرحية في سورية والوطن العربي وهو فن المونودراما وفن الممثل الواحد باعتبار أن هذا الفن يعبر عن دلالة واضحة وصريحة عن ظروف مركبة وصعبة تعيشها مجتمعاتنا العربية وتفرز حالة مسرحية تشكل المونودراما كالعزلة والاغتراب والاضطهاد».

من حضور الافتتاح

المخرج المسرحي "هاشم غزال" مدير المسرح الجامعي في "اللاذقية" قال: «مهرجان المونودراما يعتبر من أهم المهرجانات التي تقام في الوطن العربي إن صح القول، وهو في طريقه إلى الحالة العربية المسرحية المتطورة، والتي بدأت تتوسع في جميع أبعادها من خلال مشاركة مجموعة من الأعمال العربية المتنوعة، وهناك حرص من إدارة المهرجان كما يبدو على تقديم كل ما هو أفضل خلال الدورات السابقة، أما هذه النسخة فأنا أتوقع الكثير منها، فهنالك عروض ستكون قوية بحق، تقوم عليها أسماء لها تاريخها الطويل وحضورها الواثق».

أما الكاتب "موفق مسعود" فتحدث لموقعنا بالقول: «في تجربة المونودراما نحن نراكم الخبرات الموجودة من أجل إكمال الأرضية الفنية والتقنية التي من الممكن أن تحتوي على أعمال مونودرامية في سورية والوطن العربي ككل، حيث يسلط الضوء على تلك الطاقات الإبداعية للممثل الواحد، ولكن ما حدث أنه وبعد تردي فن الممثل بوجود الميديا والتلفزيون، فأنا شخصياً أسمي الأعمال التلفزيونية أعمالاً إعلانية بامتياز، وانطلاقاً من هذه النقطة أردنا أن نؤكد حضور الممثل الواحد على المسرح بكل ما يملك من طاقة وحضور».

من هنا، من أرض المسرح القومي تنوعت الآراء والخيارات بكل صدق، ولكن لهذا المهرجان طعم بحجم مكانته وأكثر، فهو نفسه من يجلس ويصرخ ويعبر عما يجول في ثناياه، يحدثني وأنا جالس أراه وأتحدث عنه بعيني مراقب ومتابع وحاضر إن صح التعبير، إنه ممثل العمل المونودرامي بكل حضور وفخر.

تقول الأدبية "مناة الخير": «من الطبيعي تماماً أن تكون كل تجربة تتعمق وتكبر وتتجسد عاماً بعد عام، وأن ترتقي في أذهان الناس بكل تجلياتها، ونحن اليوم حاضرون على تلك المقاعد، سننتظر نهاية المهرجان حتى يحكم كل منا على حدة على مستوى ما ستقدمه النسخة السادسة لهذا المهرجان».

فيما يقول المؤلف الموسيقي والناقد المسرحي، "أحمد قشقارة": «أنا أتوقع أن تكون هذه العروض على درجة مهمة بسبب تنوعها واختلافها، ولكن ما استغربه من هذا المهرجان الكبير أنه خلال السنوات الماضية استغنى عن الكثير من النشاطات، وما نفتقده في هذا العام هي مجموعة من الندوات التي كنا ننتظرها من المهرجان كل عام، وهذه الندوات التفاعلية تهم الواقع المسرحي وعناصره الأساسية، بالإضافة إلى تقييمات الأعمال المشاركة من قبل لجان معنية بهذا الفن».

وقال المخرج والمشتغل باستمرار في هذا الفن "فرحان الخليل" في حديث خاص بموقعنا: «لم أر اليوم بكل صراحة افتتاحاً يليق بقيمة هذا المهرجان، بل كان مجرد كلاميات وتوزيع خطب وغيرها من التصرفات والبروتوكولات، ولاحظت هذا الشيء خلال الدورات الثلاثة الماضية لأن برنامج الافتتاح قد اختصر، وهذا العام وللأسف لم نر أي عمل يمثل "اللاذقية" المحافظة المضيفة لا في هذه النسخة من هذا المهرجان ولا حتى في المهرجان السابق له (الكوميديا)، وأستغرب لماذا يتخوف المخرجون والممثلون من التصدي للعمل المونودرامي، علماً أني كنت آخر المشتغلين بهذا الفن في المحافظة منذ أعوام».

أما "ياسر دريباتي" في معرض رده على ما قيل في المهرجان تحدث ليقول: «المهرجان هو مهرجان مسرحي من حيث الغاية والمبدأ، قوامه الأعمال المسرحية التي تعرض فيه، ونحن في هذه الدورة سعينا إلى تقديم افتتاح بسيط وأنيق يبلغ أوجه في لحظات تكريم الفنان "عبد الرحمن أبو القاسم" وتكريم الداعمين الحقيقيين للمهرجان، أضف إلى ذلك كان هناك عرض لمادة فلمية وبعض شواهد الأعوام السابقة من عمر المهرجان، ولكن الحدث الأكبر الذي تقصدنا أن يكون ضمن فعاليات يوم الافتتاح هو العمل الذي قدمه الفنان "أبو القاسم" ولمدة ساعة من الوقت رغم كبر سنه والذي نال إعجاب وتصفيق الكثيرين».

أيام المهرجان بدأت على كل حال، والعرض الأول منه انتهى وسط إعجاب كل من حضر، والمهرجان وكل لجانه الفنية والتقنية تعبوا كثيراً وراء الكواليس لإنجاح اليوم الأول منه ولا ننسى جهود الزميل "مضر سليمة" رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان والتي صبت في جلها لتقديم كل المساعدات اللازمة لتحضير هذا التقرير الشامل لأحداث افتتاح مهرجان المونودراما بنسخته السادسة.