استضاف متحف الفن الحديث معرض فني تعبيري لثلاثة فنانين سورين هم العالميين المغتربين طلال معلا وبهرام حاجو .. والفنان رامي صابور

وذلك ضمن خطة إدارة متحف الفن الحديث التي تسعى للارتقاء بالفن في اللاذقية من خلال جذب أسماء سورية لها حضور على خارطة العالم..

عن المعرض أكد مدير المتحف الفنان هشام إسماعيل أن أعمال الفنانين تجمعهم التعبيرية.. ومن خلال علاقاته مع مدراء صالات العرض التي تعنى بالفن التشكيلي مثل أوتيل

الفنان هشام اسماعيل

Art House وسعى لنقل أعمال كل من الفنانين معلا وحاجو إلى المتحف وهي المرة الأولى التي يتم استضافة أعمال هذين الفنانين في اللاذقية فالفنان معلا له سنوات خارج سورية كما أن الفنان حاجو له 35 سنة في ألمانيا فمن الضروري أن يطلع المهتمون بالفن من أبناء اللاذقية وفنانيها على رسائل الفنانين اللذين قدما لوحات نابضة بالحياة وتجاربها ومليئة بالموسيقى التي تتماهى مع كل شفراتها الفنية لتفصح عن مكنوناتها المستلهمة من الواقع..

ويشاركهما الفنان صابور المتأثر ببيئة اللاذقية، ويستمر المعرض لغاية السابع والعشرين من آذار ولن يكون هذا المعرض الوحيد هذا العام بل هناك برنامج موسع يستضيف فنانين سورين آخرين على مدار العام..

مدير الثقافة محمد حطاب

خص مدير الثقافة الأستاذ محمد حطاب elattakia بعد أن افتتح المعرض بتصريح قال فيه: "المعرض متميز باللوحات الجميلة التي تحمل الفن التعبيري لتعرض الحياة بكل ما فيها من معاناة وأمل. وهؤلاء المبدعون يغنون الحياة ويجعلونها صفحة ملونة مليئة بالدلالات، ولا بد من الاهتمام بفن فنانينا لأنهم يقفون في وجه كل المحاولات التي تسعى لمحو الهوية الثقافية لاسيما وأننا نعيش عصر العولمة التي تبغي القضاء على كل ما هو أصيل في بلادنا.

وقدم الفنان رامي صابور في أعماله رسالة لتجميل الواقع وخلق واقع أجمل من الواقع المعاش وخلق ألوان أجمل أيضاً من الألوان المتواجدة لضرورة رؤية الجمال قائلاً: "مهمة اللوحة أن تكون لراحة المتلقي سواء البصرية والجسدية والنفسية من خلال رؤية العمل الفني وأحياناً تولد لديه القلق لخلق الأفضل، فقيمة العمل الفني بالفن الحديث تظهر من خلال توازن اللوحة. إن كان بالشكل أو بالتكوين أو حتى باللون، وأضاف: أخذت اللون المتوازن واعتمدت على التضاد القوي بين الأسود والأحمر المضيء أو بين بقعة خضراء تحاط بها الألوان الحمراء.. مضيفاً نحن العارضين الثلاثة تجمعنا الحالة التعبيرية باللوحة نسعى بها للتعبير عن هموم الإنسان وأفراحه، ويعود الفضل لإدارة متحف الفن الحديث وهذا المتحف صرح حضاري هام يجب على كل من يهتم بالفن والعمارة أن يرتاد هذا المتحف.

من لوحات المعرض

ويرى الناقد د.عبد الحكيم الحسيني أن المعرض بادرة خير، ومجموعة الأعمال لها خط إبداعي أو تشاركية إبداعية من خلال التعبيرية كاتجاه فني فيرى طلال معلا أن التعبير يجب أن يكون من خلال الإنسان إلى الإنسان، وبهرام حاجو يرى أن هذا الإنسان هو ذاته، بينما صابور فيستعير اللون ويضيء الإنسان فها هو صابور يعرض أعمالاً ملونة فيها خطوط ووجوه تعبيرية وفيها انطباعات عن المحيط مأخوذة من سجاد شعبي مأخوذة من التكوينات البشرية، ومن الطبيعة والبحر وأجواء مختلفة لكنها هي بيئية بشكل غير مباشر وهي لوحات لها طابع تجريدي والتجريدية الحقيقية نوع فني منفصل بذاته لكنّ صابور يضع على هذه التجريدات انطباعاته الخاصة. وهو لا يشترك مع الفنانين الآخرين فبهرام حاجو يرسم ويغلب الرسم على أعماله لكننا نرى اللون عنده صريحاً فيضع رسومات وتخطيطات تشبه الموتيف الصحفي لتشبه الحالة التعبيرية الموجودة في التعبيرية الألمانية وهو يعتمد بشكل أساسي على الجسد البشري الكامل كنوع من أنواع التعبير ويضع شخوصاً يرسم نفسه في جميع اللوحات وأحياناً يضع نفسه إلى جانب زوجته كأداة للتعبير. ففي اللوحة الأولى مثلاً نراه مكبل ومربوط، وفي لوحة أخرى يرسم نفسه باللون الأحمر على الجدار تعبيراً عن دموية الحالة بينما تقف المرأة نراها من الخلف تشاهده دون أن نرى انطباعات على وجهها، وفي الوقت ذاته تظهر حالات مشابهة رجلان ينظران إلى امرأة واحدة ونراهما من الخلف في حالة أخرى فالتعبيرية عند حاجو معاناته الشخصية ولا يمكن القول أنها معاناة تشبه المعاناة التعبيرية الألمانية. بينما يعتمد طلال معلا في التعبير على الوجه البشري عما يريد إلى درجة أنه يحول الوجه البشري أحياناً إلى حالة في الطبيعة إلى بحر ورمل إلى مشهد ساحلي وآخر صحراوي ويستخدم أدوات أخرى مختزلة كصورة العروس مع العريس كما أنه يستخدم وجهاً تكاد أن تكون أقنعة دون أن يظهر عليها انفعالات وهو مقل في الدرجات اللونية ليزيد من قوة التعبير، فما يقوم به الفنان معلا هو اتجاه عالمي حديث مثله مثل الفنانين الآخرين.