ينتشر "السمّاق" بكثرة في مدينة "اللاذقية" وريفها، على التخوم وهوامش الأراضي الزراعية، فيكوّن حماية لها من الانجراف، كما يعدّ مصدراً اقتصادياً كبيراً لمن يزرعه ويدرك أهميته ويعتني به.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 29 آب 2017، المهندس الزراعي "بسّام حداد"، الذي تحدث عن شجرة "السمّاق" وأماكن وجودها في "اللاذقية"، قائلاً: «السمّاق نبات شجيريٌّ متساقط الأوراق، ويسمى "سمّاق الخلّ" أو "سمّاق الدباغين"، ينتشر في مختلف بيئات "اللاذقية" من البحر إلى أعالي الجبال، فنجده بنوعه البريّ في "صلنفة"، و"كسب"، و"البسيط"، و"مشقيتا"، و"الشبطلية"، حيث يناسبه المناخ المعتدل، ويعطي محصولاً أكبر عند زراعته والعناية به، ويعدّ من الزراعات الاقتصادية المهمة. يتكاثر السمّاق بالبذرة، والخلفات؛ (وهي أغصان تنبت في جذع الشجرة)، التي يعطيها النبات بعدد كبير كل عام، وعند زراعة شجرة واحدة نحصل على مئات الخلفات بعد سنوات عدّة، وتتم زراعته على تخوم البساتين (حدود فاصلة بين الأراضي)، وأطراف الغابات والأراضي شديدة الانحدار لكونه مثبتاً للتربة ويمنع الانجراف، وهو من مصدّات الريح الجيدة. وتعدّ أزهاره الغنية بالرحيق مصدراً ممتازاً لنحل العسل».

زرعت شجيرات السمّاق الصغيرة على تخوم الأرض، يتميز بامتداد جذوره بكثافة، والذي ساهم بوجوده بكثرة في المنطقة المزروعة ويُنقل من مكان إلى آخر، وتكثر زراعته في قرية "الشبطليّة" والقرى المحيطة "البرج" و"صليب التركمان" و"زغرين"، وخاصة بعد أن تعرّف الناس إلى قيمته ومردوده الاقتصادي، فقد بلغ سعر الكيلو الواحد 800 ليرة سورية، وفي أماكن أخرى يُباع بألف ليرة سورية، وهناك بعض التجار يأتون لشرائه بكميات كبيرة، نظراً لأهميته ومردوديته الاقتصادية

وعن فوائده الطبية ومحاذير استخدامه، يقول: «للسماق فوائد طبية عديدة؛ فهو محمّض لبعض الأطعمة، ومنكّه جيد ومنقوع أو مغلي البذور يستعمل غرغرة لعلاج مشكلات البلعوم والحنجرة وعلاج بعض حالات التسمم بالمعادن الثقيلة، إضافة إلى مغلي القشور الذي يعالج فطريات الجلد، وله محاذير طبية وأخرى زراعية؛ فتناول كمية كبيرة من البذور الطازجة تؤدي إلى الوفاة، وكذلك تناول الحيوانات لأوراقه تسبب تسممات غذائية، أما المحاذير الزراعيّة، فيجب عند زراعته إزالة الخلفات باستمرار وتربيته على ساق واحدة؛ لأنه ينافس المحاصيل الأساسية ويهاجم الأراضي الزراعية».

المهندس بسام حداد

فيما يتحدث المدرّس "هيثم حمدان" من أهالي قرية "الشبطليّة" عن زراعته للسمّاق، بالقول: «زرعت شجيرات السمّاق الصغيرة على تخوم الأرض، يتميز بامتداد جذوره بكثافة، والذي ساهم بوجوده بكثرة في المنطقة المزروعة ويُنقل من مكان إلى آخر، وتكثر زراعته في قرية "الشبطليّة" والقرى المحيطة "البرج" و"صليب التركمان" و"زغرين"، وخاصة بعد أن تعرّف الناس إلى قيمته ومردوده الاقتصادي، فقد بلغ سعر الكيلو الواحد 800 ليرة سورية، وفي أماكن أخرى يُباع بألف ليرة سورية، وهناك بعض التجار يأتون لشرائه بكميات كبيرة، نظراً لأهميته ومردوديته الاقتصادية».

وعن طريقة العناية بشجيراته، يضيف: «لدي مساحة مزروعة بالسماق موزعة على أطراف بستان الليمون منذ اثنتي عشرة سنة، أعتني بها باستمرار، لأنني أعرف قيمتها، وبالدرجة الأولى أقوم بالتقليم والقص الدائم للشجيرات، حيث يساعد ذلك على كبر العناقيد والإنتاج الأفضل، وهي تحتاج إلى السقاية ووضع السماد في بعض الأحيان، ومعروف عنها أنها شجرة بعليّة، وتنتج من دون عناية كبيرة، لكن أهميتها الاقتصادية شجّعت الناس على الاهتمام والتقليم وتقديم ما يطور إنتاجها. نقطف السماق من نهاية شهر تموز، ولغاية 15 آب، وقد يصل إنتاج بعض أهالي القرية ما يقارب مليون ليرة سورية».

شجرة سماق
قطاف السماق