تعد "معرين" من القرى القليلة في "سورية" التي مازالت تحافظ على تربية الماعز، حيث يوجد في القرية الجبلية الوعرة أكثر من 150 رأس ماعز موزعة على عدد من المربين.

يقول "علي صقر" وهو راع منذ حوالي 50 عاماً: «إنها تربية رابحة وذات إنتاج جيد، شريطة وجود راع يتولى الاعتناء برؤوس الماعز وإطلاقها في المراعي البرية بشكل يومي حتى تتغذى من الطبيعة».

لبن الماعز دسم جداً، وهو غذاء مفيد لطالما تفاخرنا به

ويضيف "صقر" في حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 أيلول 2014: «الماعز يأكل كل شيء في البرية من أشجار وأعشاب، ما عدا بعض الأعشاب التي تفيد الإنسان: (الطيون، الزوفا، الزعتر.... إلخ)، وبالتالي فإن رعيه ليس صعباً جداً شريطة وجود المساحة الكافية ومراقبته لكي لا يعتدي على المزروعات والأشجار، في السابق كان هناك عدد أكبر من رؤوس الماعز في القرية، وكانت جميعها تخرج للرعي تحت إشراف دوري من قبل أهالي القرية».

الماعز

يتميز الماعز بالانضباط في القطيع؛ هذا ما يؤكده "صقر"، ويضيف: «معروف بقدرته على تحمل البرد وحتى الأمطار، كما أنه ذكي منضبط يحفظ طريقه بشكل جيد، لدرجة أنه في مرحلة من المراحل عانيت من وعكة صحية عجزت إثرها عن الخروج للرعي، ما اضطرني لإطلاق القطيع لكي يرعى بمفرده، حيث كان كل يوم يعود تلقائياً مع غروب الشمس».

تنتج أنثى الماعز حليباً لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 أشهر، بحسب الراعي "صقر" الذي تحدث عن دورة حياة الماعز قائلاً: «تحمل أنثى الماعز لمدة لا تزيد على خمسة أشهر قبل أن تضع وليدها (2 إلى 3 رؤوس ماعز) في الفترة ما بين شباط ونيسان، الجدي الذي تضعه لا يلبث أن يمضي 15 يوماً بعد الولادة حتى يلحق بأمه إلى المراعي، وعند بلوغه الشهرين من العمر تفطمه أمه عن الرضاعة نهائياً، ويبدأ حياته الفعلية التي قد تمتد 15 عاماً».

أشجار تحولها الماعز إلى مراعٍ

ويتابع "صقر": «كل قطيع يحتاج فحلاً للتلقيح، وقد يكون أكثر من فحل بحسب حجم القطيع وتعداده، وكلما ازداد القطيع كلما ازداد منتجه من السماد الطبيعي الذي يخدم الطبيعة البرية ويخدم الزراعة ويحسنها في القرية؛ الأمر الذي يعود بالفائدة على الجميع».

وجود الماعز في هذه القرية عاد بالفائدة الكبيرة على أهلها، هذا ما يقوله السيد "آصف زهرة" ويوضح: «الأبناء الذين تغذوا في طفولتهم على منتجات الماعز من الحليب ومشتقاته تميزوا ببنية جسمانية قوية امتدت معهم حتى بلغوا من العمر سن الشيخوخة، ومكنتهم من الحفاظ على قوتهم وتوازنهم».

ويتابع "زهرة": «كما أن تربية الماعز ساهمت في تأمين مصدر دخل للأهالي الذين استثمروا منتجات حليبها من: "لبن، ولبنة، وجبنة، وشنكليش، ....إلخ"، وقاموا ببيعها وتأمين دخل منها أو مبادلتها بحاجيات أخرى كما كان يحدث في السابق».

ويختم "زهرة": «لبن الماعز دسم جداً، وهو غذاء مفيد لطالما تفاخرنا به».

يذكر أن قرية "معرين" تعد من القرى التي حافظت طويلاً على تربية الماعز، وقد تأقلم رعاتها مع ظروف تربيتها شتاءً وبنوا "المشتاية"، وابتكروا وسائل الرعي في الثلج وما إلى ذلك، إلا أن تربية الماعز تراجعت مؤخراً بسبب أذاه للأحراج على الرغم من الفوائد الكبيرة له من ناحية الغذاء للبشر وللطبيعة.