يبحث الروائي السوري د."فارس الحاج جمعة" عن النقاط المختلفة في المجتمع، لينسج من خلالها رؤيته في واقع افتراضي.

يضع "الحاج جمعة" نفسه ضمن أبرز الروائيين العرب وهو الذي حصد جائزة النقد والإبداع من دار الفكر في "بيروت" و"دمشق"، وقد كان لموقع "eLatakia" معه هذا الحوار بتاريخ:

الرواية عند الدكتور "فارس" هي عالم مختلف من حيث طريقة التركيب وهيكلة الأشخاص، إضافة إلى أنه يرسم شخصياته بكثير من العناية

  • بدأت في مجال القصة القصيرة وسرعان ما انتقلت إلى عالم الرواية فما هي آليات الانتقال في الكتابة عندك؟
  • ** دخلت هذا العالم منذ طفولتي فالرواية عالم كبير جداً، بحاجة إلى نظرة عميقة للحياة ونظرة صامتة عندما أسير صامتاً أرصد كاللاقط الالكتروني الدقيق كل التفاصيل التي لا يراها المواطن العادي بكل تفاصيلها، وجنونها، وتداعياتها، وإرهاصاتها الإنسانية الصغيرة، التي قد تكون كبيرة في عالم الغد أو حتى اليوم.

    الرواية عالم خصب، يتنوع بشخصياته وعوالمه ورصده أحداث الحياة اليومية، وإشباع طموح الإنسان ونظراته البعيدة إلى ما يتوق لظهوره ولا يستطيع رؤيته بعينه المجردة.

  • هل ساهمت إقامتك في فرنسا وقراءتك للرواية الغربية بشقيها الشرقي "الروسي" والغربي "أوروبا الغربية" في نضج خاص للرواية التي تكتبها؟
  • ** أقر بوجود خيط إنساني يربط بين الجميع، أضف، أنني أقمت لمدة سنة كاملة في فرنسا وعايشت الطباع الغربية في باريس مع قراءتي التي سبقتها في سورية سواء من روس وفرنسيين كـ "بلزاك" و"هيجو" و"بودلير" و"تشيخوف" و"ميشيل هنري".

    ربما يمتلك الإنسان الموهبة الأدبية، ولكن من الممكن ألا يمتلك طريقة توظيفها في الوقت المناسب، لذلك أنا عندما أربط الخيط بين الشرق والغرب وبين الإنسان والإنسان أربط المشاعر المتشابهة ولكن يبقى الاختلاف الذي هو الواقع المحيط في الحياة العامة.

  • ضمن النسيج الروائي هناك نفحة شعرية تطالعنا بها بين السطور لتتحول الرواية إلى قصيدة شعرية، حدثنا عن الرواية ذات الطابع الشعري في روايتك؟
  • ** ليس الجميع قادرون على التقاط أو فهم اللغة الشعرية، وإن بعضهم يعيد القراءة مرات عديدة، ولكن المتعة الموجودة في هذا الأسلوب تشبع الحس الثقافي والجمالي عند القارئ، وهذه اللغة تمتزج بالواقعية، وأرى أن من يكتب بلغة شاعرية تكون كتابة واسعة الطيف.

  • ماذا يحمل طرحك الروائي، وكيف تصنف الرواية العربية اليوم؟
  • ** في طرحي الروائي هناك عدة رؤى فلسفية وعدة مواضيع ونظريات مختلفة للحياة ذات إيقاع جميل جاذب للقارئ، وأرى الرواية القديمة متعبة وهذا لا يعني التقليل من قيمة الرعيل الأول ممن أسسوا للرواية العربية، ولكنها كانت رواية حكائية، أما اليوم، فالرواية هي رواية تنحو لأن تكون متضمنة محمولاً ثقافياً إضافة إلى المحمول الجمالي والذي هو ضرورة من ضرورات العمل الروائي.

  • ما المحاور الرئيسية للطرح الروائي عندك؟
  • ** هناك ثلاثة محاور للطرح الروائي، المحور الأول هو محور فلسفي بعيد المدى والمحور الثاني هو محور واقعي والمحور الثالث هو محور حكائي وهو الهيكل.

    إن الأسلوب التقليدي للرواية العربية، صار ثقيلاً والقارئ في حالة انتظار سواء انتظار آني أو انتظار لاحق، فالكتابة أحياناً تعبر عما تجيش به نفس القارئ ولا يستطيع أن يبوح بها وهذا يندرج ضمن المحمول الفلسفي، أما المحمول الإنساني الثاني فهو العلاقة بين الشرق والغرب، الشرق الدافئ الحضاري والغرب المدني البارد، أما البعد الثالث فهو القصة وهو الحامل الأساسي للرواية وهو الهيكل وهو القصة الحكائية.

  • حدثنا حول جائزة النقد الأدبي؟
  • ** قامت دار الفكر المعاصر في "بيروت" و"دمشق" بمنح روايتي "على لائحة الانتظار" الجائزة الأدبية الرفيعة بعد دراسة مستفيضة للكتاب من خلال لجنة قيمة من أساتذة النقد في الجامعات السورية واللبنانية، وافتخر بها لأنها صدرت عن أدباء وأناس مرموقين حيث إن الرواية تتكلم من خلال لغة ومحمول ثقافي وأفكار واستشراف للمستقبل وتتضمن نقلة نوعية في اللغة.

    * ما جديد الأديب "فارس"؟

    ** أحضر لإصدار روايتي الرابعة "بغداد وألف ليلتها" بالإضافة لاتجاهي مجدداً نحو كتابة القصة القصيرة.

    أما الروائي "أنس زمشكري" والذي تحدث حول الراوية التي يكتبها الدكتور "فارس" فقال: «الرواية عند الدكتور "فارس" هي عالم مختلف من حيث طريقة التركيب وهيكلة الأشخاص، إضافة إلى أنه يرسم شخصياته بكثير من العناية».

    الجدير بالذكر أن الكاتب له ثلاث روايات وهي على التوالي "على لائحة الانتظار" الحاصلة على جائزة الإبداع الأدبي والنقد من دار الحوار والفكر في بيروت ودمشق، و"أوراق رجل حر" و"ذاكرة في الجدار".