حصل المهندس البحري "وهاد حاتم" على درجة 94% في رسالة ماجستير قدمها في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، قسم الهندسة البحرية، بعنوان: "دراسة وتحليل انتشار تسرب نفطي من السفن على سطح البحر".

قدم "حاتم" دراسة دقيقة تمثلت بنمذجة رقمية ثنائية البعد للانسكابات النفطية من السفن على سطح البحر كأداة مساعدة في الحد من انتشارها، وفي حديثه لمدونة وطن "eSyria في 1 حزيران 2016، يقول "حاتم": «اختيار البحث كان بتوجيه من الأستاذ المشرف "د.محمد شلوف" للبحث في موضوع التلوث عموماً. أما الدخول في موضوع النمذجة، فالسبب كان الاطلاع على مجالات البحث في الجامعات العالمية، والاطلاع على مقالات منشورة بمجلات علمية عالمية، وعدم وجود هذا النوع من الدراسة في "سورية" (على حسب اطلاعي)، والفائدة الكبيرة التي يمكن أن نحققها في حال قمنا بإنشاء أداة مساعدة في عمليات التنبؤ وتخمين انتشار البقع النفطية».

عند نجاح النموذج، قمت بإنشاء الحوض الخاص ببحثي؛ وهو حوض مستطيل بأبعاد 2000×4000 متر، يحوي 231 عقدة، و400 عنصر، عندما تم إدخال جميع البيانات على "الماتلاب" كانت النتيجة رائعة، ونشوة النجاح في لحظتها لا تقل عن التي شعرت بها عندما أنهيت البحث وناقشته

النمذجة بالإيجاز والاختصار بحسب "حاتم": «هي عبارة عن إنشاء محاكاة لحالات التلوث الممكنة أو التي توضع "بارامتراتها" من قبل المستخدم باعتماد النماذج الرقمية، يعني تقسيم حوض الاختبار إلى مجموعة كبيرة من العناصر الصغيرة اعتماداً على الطريقة المعروفة بطريقة العناصر المنتهية، حيث يتم وضع "البارامترات" الخاصة لكل عنصر، ومن ثم يكون الحوض الكلي عبارة عن مجموع العناصر بكليتها وتطبيق المعادلات الرياضية على كل عنصر بحسب مركز الانتشار، وتم استخدام برنامج "الماتلاب" في عملية النمذجة».

الدكتور محمد شلوف

ومن العقبات الكبيرة التي واجهت "حاتم" في بحثه أثناء تطبيق المعادلات، عملية تطبيق طريقة العناصر المنتهية، وتقسيم الحوض، وتعريف "الماتلاب" بالملفات المتضمنة بيانات الحوض، وعن هذا يقول: «هناك برامج خاصة، وكانت نقطة الضعف عدم القدرة على الحصول على هذه البرامج؛ (هذا كان في البداية) لكن في مرحلة لاحقة اكتشفت أن هذه العقبة التي أجبرتني على اتباع طريقة خاصة كانت مساعدة جداً، فأنشأت الشبكة ووضعت البيانات يدوياً، لم تكن لدي أي فكرة عن طريقة الإنشاء، لكن من خلال البحث وجدت ملف "gide"

لاستخدام برنامج لإنشاء الشبكات، وفي هذا الملف شرح بسيط عن الطريقة لشبكة لا تتعدى عناصرها ستة عناصر، فقمت بتجربة على طريقة الإنشاء على حوض صغير يتضمن 16 عنصراً، وأنشأت الملفات بطريقة يدوية؛ أي تم إدخال البيانات يدوياً، وطبقتها على "الماتلاب"».

العمل والجهد الذي بذله "حاتم" في بحثه تم أخذه بعين الاعتبار في الدرجة العالية التي حصل عليها لكن وجود معايير أخرى كالدفاع عن الرسالة كان له أثر أكبر لتقدير لجنة الحكم، فكان متمكناً جداً من معلوماته في البحث؛ لأن أغلب البحث نفذه بجهد شخصي، وكان صعباً عليه، حاول حله بطرائق يمكننا القول إنها مبتكرة مع أنها يمكن أن تكون بسيطة، وبالتوازي مع ذلك اللجنة دوماً ترفع مستوى النقاش عندما يكون الطالب بذل جهداً في بحثه.

الدكتور "محمد شلوف"، عن أهمية اختيار البحث وإمكانية التطبيق يقول: «البحث في التلوث البحري مهمّ، فقد تبينت لدينا الكثير من الأمور التي لو أُخذ بها يمكن أن يكون لها أثر إيجابي، فعندما يحدث التسرب النفطي ويبدأ الانتشار، كم يستغرق التفاعل معه من الزمن حتى يبدأ؟ إذا تركنا التسرب وكان رد الفعل لدينا بطيئاً، فقد يتبخر قسم كبير ويترسب قسم كبير أو قد ينتشر، ويجب اتخاذ إجراء فوري كي لا تستغرق عمليات المكافحة وقتاً أطول وتكلفة أكبر. مسألة الجدوى الاقتصادية مهمة أيضاً، فإذا تباطأنا، فكمية المواد والتكلفة ستزيد، والبقعة ستنتشر أكثر، ومساحة الترسب في البحر ستكون أكبر، هذه البقعة عندما تترسب كل الكائنات التي يتغذى عليها السمك في قاع الحوض المائي ستموت، ويمكن أن تقضي على بيض الأسماك، درسنا جزءاً بسيطاً من الدراسة التي يجب أن نقوم بها، لو أردنا أن نقوم بدراسة لكل الأمور، لم تعد رسالة ماجستير، بل رسالة دكتوراة، ستأخذ وقتاً طويلاً، وتشمل حلولاً كثيرة لمشكلات فرعية عن مشكلة أساسية وهي التلوث، استكمال البحوث لموضوع أطروحات الماجستير يكون من خلال افتتاح درجة الدكتوراة في قسم الهندسة البحرية، موضوع بحث "وهاد" مهم للاقتصاد الوطني والبيئة البحرية، ويحتاج إلى استكمال من خلال إحداث درجة دكتوراة، الهندسة البحرية علم قائم بذاته، والدراسات فيها تحتاج إلى مخابر كثيرة، الكادر التدريسي موجود، لكن التدريس وحده لا يكفي من دون تجارب ومخابر يعوض عن المخابر في حال تم التعاون بين الجامعة والمؤسسات الحكومية المختصة في المجال البحري لإجراء تجارب للأبحاث، "وهاد" نال الدرجة العالية بناءً على النتائج التي وصل إليها، مع الأخذ بعين الاعتبار الجهد الذي بذله؛ فالعمل يتم تقييمه بنتائجه، إضافة إلى المنهجية التي عمل وفقها والمراجع التي استخدمها. وبحثه حول وجود مشكلة لم يتم حلها حتى يجد حلاً لها، قد يكون هنالك بحث مشابه؛ فمشكلة التلوث عالمية، لكن مراكز الأبحاث العالمية لا تعطينا النتائج التي وصلت إليها أو كيفية الوصول، إذا لم يكن لدينا تجارب لن نصل».

وأخيراً يقول "حاتم": «عند نجاح النموذج، قمت بإنشاء الحوض الخاص ببحثي؛ وهو حوض مستطيل بأبعاد 2000×4000 متر، يحوي 231 عقدة، و400 عنصر، عندما تم إدخال جميع البيانات على "الماتلاب" كانت النتيجة رائعة، ونشوة النجاح في لحظتها لا تقل عن التي شعرت بها عندما أنهيت البحث وناقشته».