استطاع مجموعة من طلاب كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية إعادة تدوير عدد من مخلفات الكلية لتصبح نماذج تعليمية مبتكرة، انطلقت الفكرة لتجمع بين الحاجة إلى هذه النماذج وعدم القدرة على تأمينها من السوق المحلية أو الأجنبية، ووجود مخلفات من مشاريع سابقة موادها مناسبة للتطوير والتعديل وإعادة الاستخدام.

تقول المهندسة "سارة أديب إسماعيل" (قسم هندسة التصميم والإنتاج في كلية الهمك)؛ متخرجة حديثاً وممن شاركوا في هذا المشروع: «لكل الطلاب مشاريع فصلية وسنوية، من هذا المبدأ انطلقنا في جولة على مخابر الكلية لتفقد إمكانية الاستفادة من المشاريع السابقة غير القابلة للاستثمار؛ التي نفذها طلاب مثلنا وتخرجوا، بغية الاستفادة منها في تطوير مشاريع جديدة يمكن أن تكون نماذج تعليمية أو حتى تركيبات وآليات قابلة للاستفادة منها في العملية التعليمية أو الإنتاجية في الكلية».

لكل الطلاب مشاريع فصلية وسنوية، من هذا المبدأ انطلقنا في جولة على مخابر الكلية لتفقد إمكانية الاستفادة من المشاريع السابقة غير القابلة للاستثمار؛ التي نفذها طلاب مثلنا وتخرجوا، بغية الاستفادة منها في تطوير مشاريع جديدة يمكن أن تكون نماذج تعليمية أو حتى تركيبات وآليات قابلة للاستفادة منها في العملية التعليمية أو الإنتاجية في الكلية

من النماذج التي تم تصنيعها والاستفادة منها في بناء نماذج تعليمية محددة الوظيفة؛ تم تصنيع منشار منحنيات شريطي، يقوم هذا المنشار كما تقول "سارة": «بنشر الألواح الخشبية الرقيقة وتشكيل منحنيات بالشكل الذي نريد من دون أن تنكسر الأداة (الشريط المنشاري)، وهذا الأمر صعب جداً باستخدام المنشار الشريطي العادي، وقد تم تصنيع هذا المنشار معتمدين على مهاراتنا وخبراتنا المحلية بالتعاون مع الدكتور "هادي معلا" وإشرافه المباشر، وقد تم بناء هيكل هذا المنشار من اقتطاع وإعادة تدوير مقاطع معدنية من "خردة" مشاريع قديمة عديمة الفائدة.

طلاب مشروع خلط الرمال

كما قام زملاء آخرون لنا بتصنيع نماذج مساعدة في العملية التعليمية، مثل البراغي الخشبية والمثبتات، وآلة لصب المعادن باستخدام القوى الطاردة المركزية لتصنيع القطع الصغيرة».

وتشير "شارة" إلى أن هذا الاهتمام بتحويل المشاريع الفصلية إلى عملية ممتعة ومفيدة للطلاب وللكلية في آن واحد هو منهج يتبعه المشرفون على معرض الكلية كل عام، يحاولون فيه الربط بين الواقع والتعليم عبر استخدام الموجود من المواد لتحقيق وإنتاج مشاريع ذات فائدة عملية.

طلاب مشروع منشار المنحنيات الشريطي

من المشاريع العملية أيضاً نموذج حقيقي للوح تدريسي (سبورة) مركب عليه ماسحة آلية على كامل عرضه، قام به مجموعة من الطلاب، وعنه يقول الشاب "مصطفى حوا": «إن الفكرة هي التخلص من عملية المحو اليدوي لما يتم شرحه على اللوح التدريسي، هذه الفكرة تساعد في التقليل من عامل ضياع الوقت في الحصة الدرسية وتركيز الطلاب على العملية التدريسية بدلاً من ضياعها في أمور متعددة، فيستطيع المدرّس عن طريق جهاز تحكم بكبسة زر محو اللوح وبزمن ممتاز، وهذه الفكرة لاقت استحساناً وحماسة كبيرة من قبل كل من إدارة الجامعة والكلية وضيوف المعرض، ورجحوا أن يتم تعميمها وتجهيز قاعات ومخابر الكلية بها».

المشاريع الأخرى متنوعة، نذكر منها منساخ ميكانيكي لتفريز القطع الخشبية، حيث يقوم المنساخ بعملية نسخ للمخطط (النموذج) الهندسي للقطعة وتكبيره على القطع الخشبية المطلوب تصنيعها وفق نسبة تكبير محددة؛ وذلك باستخدام أداة قطع وتفريز خاصة.

مشروع الناسخ المحلي الصنع

يذكر الطالب "كمال ابراهيم" الذي نفذ المشروع: «إن هذا المنساخ يسهل عملية تصنيع قطع ذات حجوم أكبر من المخطط الهندسي وبدقة جيدة جداً، فعن طريقه يمكن أيضاً تصنيع أي نماذج نحتاج إليها بمجرد رسم المخطط، ثم يقوم المنساخ بنقله إلى اللوح الخشبي المطلوب تصنيع القطع منه. والجدير ذكره أن تصنيع هذا المنساخ تطلب تحضير رسومات في غاية الدقة ثم تصنيعها وتجميعها بالشكل المناسب، وكل ذلك تم بجهود شخصية وفي مخابر الكلية بالكامل، وقسم كبير من المواد الأولية كان من مواد مستعملة».

المشرف على المشاريع الدكتور المهندس "هادي معلا" وفي جولة لنا معه على مخابر الكلية يقول: «إن عملية الربط بين التدريس والواقع هي الهاجس الذي أحاول دوماً تطعيمه للطلاب مستفيداً من كون الكلية بحاجة إلى الكثير من المشاريع التي تنقل العملية التعليمية من واقعها الراهن إلى مواقع أفضل، إضافة إلى أن خلق الانتماء إلى المجتمع يأتي من تفهم حاجياته والسعي إلى تأمينها، من هنا تنشأ علاقة اهتمام لدى كل الأطراف بما يجري في نطاق عملية التعليم، فالتعليم ليس مجرد نظريات يتم تبادلها وحفظها بقدر ما هو تنفيذ واقعي لما نحتاج إليه في حياتنا اليومية؛ وخاصة في ظل الظروف السورية الراهنة التي يجب على الجميع فيها السعي للحفاظ على البلد ومقدراته، وأن يبتدعوا طرائق للمساهمة في بنائه ورأب ما تصدع».

يذكر أن مجموعة من الطلاب مؤخراً قاموا بعملية ترميم لطاولات قاعات الرسم الهندسي العاطلة عن العمل كجزء من المشاريع الفصلية؛ وقد تم ترميم أكثر من 100 طاولة في ظل زيادة عدد طلاب الكلية القادمين من جامعات أخرى.