حقق عدد من طلاب الثانوية إنجازاً علمياً كيميائياً بصنع "بولمير حمض اللبن" بزمن قصير نسبياً، منطلقين من الهم البيئي، معتمدين على قابليته للتفكك والتحلل بسهولة وجدواه الاقتصادية؛ وهو ما أهله ليدخل في مجالات حياتية مهمة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 آب 2015 "سليم حنا" طالب في المركز الوطني للمتميزين بمدينة "اللاذقية"؛ الذي أعدّ بحثاً علمياً لمادة الكيمياء مع عدد من زملائه عن "بولمير حمض اللبن"، الذي يعدّ مركباً كيميائياً صديقاً للبيئة ويدخل في عدد من المجالات الحياتية المهمة، وعن المشروع وفكرته يقول: «أردنا أن نقدم مشروعاً مميزاً ومفيداً، فانطلقنا من الواقع الحياتي الذي نعيشه ومما يهدد حياتنا من المخلفات البلاستيكية الملقاة في البحر أو الطبيعة، لهذا تم توجيهنا من قبل الدكتور "إسكندر منيف" مدير المركز إلى العنوان العريض: "بولمير حمض اللبن"؛ لقابليته للتفكك بسهولة والتحول إلى سماد مفيد للتربة، وجدواه الاقتصادية، حيث يمكن إعادة تصنيعه بأقل التكاليف.

أردنا أن نقدم مشروعاً مميزاً ومفيداً، فانطلقنا من الواقع الحياتي الذي نعيشه ومما يهدد حياتنا من المخلفات البلاستيكية الملقاة في البحر أو الطبيعة، لهذا تم توجيهنا من قبل الدكتور "إسكندر منيف" مدير المركز إلى العنوان العريض: "بولمير حمض اللبن"؛ لقابليته للتفكك بسهولة والتحول إلى سماد مفيد للتربة، وجدواه الاقتصادية، حيث يمكن إعادة تصنيعه بأقل التكاليف. اعتمدنا على مراجع أجنبية لقلة الدراسات العربية في هذا المجال، وهذا تطلب منا تقسيم العمل وترجمته ثم توزيعه فيما بيننا لإجراء التطبيقات والتجارب العملية، لإدخاله في عدة تطبيقات بيئية وصحية وصناعية وتجارية

اعتمدنا على مراجع أجنبية لقلة الدراسات العربية في هذا المجال، وهذا تطلب منا تقسيم العمل وترجمته ثم توزيعه فيما بيننا لإجراء التطبيقات والتجارب العملية، لإدخاله في عدة تطبيقات بيئية وصحية وصناعية وتجارية».

الطلاب المشاركون بالمشروع

ويتابع: «بدأنا المشروع العام الماضي عندما كنا طلاباً في الصف الحادي عشر، وتم تقسيم مراحل العمل على مدار سنتين دراسيتين، فالمشروع مؤلف من جزئين: الأول يعتمد على دراسة "حمض اللبن" وخواصه، ثم كيفية تحضيره وقابليته للتفكك حيوياً وضوئياً وجرثومياً، مع القيام بالتجارب العملية والتطبيقات المختلفة للتأكد من صحة الدراسة النظرية. والجزء الثاني يتضمن دراسة شاملة لتطبيقات "البولمير" بمختلف المجالات الطبية والبيئية والصناعية والتجارية. وأخيراً الجزء العملي وهو الأهم لاصطناع "البولمير" انطلاقاً من "حمض اللبن النقي"، حيث تمكنا من الحصول على ليتر واحد من أحد المستودعات الطبية وبتكلفة 1000 ليرة سورية فقط، الذي استخدم سابقاً لكي بسامير اللحم والثآليل التي تظهر على سطح الجلد».

"نغم المعراوي" إحدى المشاركات في المشروع تقول: «تمكنا في السنة الأولى من اصطناع "البولمير" بزمن قدره 15 ساعة متواصلة، إذ عملنا على تفاعل موجود مسبقاً، حيث دخلنا المخبر من السابعة صباحاً حتى الحادية عشرة ليلاً، ولأننا نريد أفضل الطرائق والوسائل الاقتصادية، كان التحدي بالنسبة لنا استبدال الأدوات الصناعية الغالية بأدوات متوافرة ورخيصة نسبياً وأساليب سريعة، فحققنا إنجازاً علمياً في هذه السنة إذ اختصرنا زمن الاصطناع من 15 ساعة متواصلة إلى 42 دقيقة، وذلك باستبدال الوسيط الذي يسرع عملية التفاعل من "أكسيد الزنك" إلى "القصدير"، وتأكدنا من النتائج بتحليل طيف IR لعينات من "البولمير" تبين أنه "بولمير حمض اللبن"؛ وهذا يؤكد نجاح وفعالية أسلوب "البلمرة" المستخدم، وهو ما يحقق أحد أهم أهداف المشروع.

مناقشة المشروع

كما تمكنا من إثبات فعاليته في تنقية المياه من الشوائب، حيث وضعنا "بولمير قصدير المعدن" في حوض مائي درجة حرارته 60 مئوية ولمدة 12 ساعة، فالتصقت فيه الشوائب».

وبالعودة إلى "حنا" يقول: «دخل المنتج في عدة تطبيقات بيئية وصحية وصناعية وتجارية لأنه يتميز بخصائص مميزة ومختلفة عن البلاستيك العادي فدخل في مجال الطب؛ فاستبدلت المعادن التي تثبت العظام بمواد قابلة للتحلل ويمتصها الجسم، واستخدم في الوصل الوعائي الدموي والمعوي، وإصلاح العظام وتعافي الجروح ونمو النسج وترميم الأعضاء، كما دخل في المجالات الصناعية لأن أليافه تلبي متطلبات منسوجات المنازل والمكاتب، من حيث اللمعان والمقاومة الممتازة للتجعد والروائح الكريهة والتلوث بالبقع، وله خصائص مقاومة للجراثيم والفطريات والقدرة على احتمال أشعة الشمس والقابلية المنخفضة للاشتعال، ومن المفيد استثماره في كثير من المنتجات الزراعية، كالأكياس الرملية وشبكات الحماية من الأعشاب الضارة وأحواض الإنبات الزراعية وغيرها، لتمتعه بخواص مهمة وهي الحفاظ على سلامتها البنيوية خلال مدة الاستخدام، في حين أن تحللها وفسادها يتم في التربة أثناء مدة الاستخدام، وتعد هذه "البولميرات" من المواد الآمنة لتغليف الأطعمة، وحلاً لمشكلات الاحتباس الحراري ونضوب الموارد النفطية».

المدرس المشرف على المشروع "لؤي حمرا"

وفي لقاء مع الأستاذ المشرف على المشروع "لؤي حمرا" والمدرس لمادة "الكيمياء" في مركز المتميزين يقول: «تأتي أهمية المشروع من كونه يقدم حلاً لمشكلة البلاستيك الضار الذي يمثل خطراً على البيئة والصحة وبأدوات بسيطة وغير مكلفة تمكنا من صنع "بولميرات" صديقة ومنها "حمض اللبن" الذي يعد منتجاً طبيعياً بجسم الإنسان وقابلاً للتفكك بسهولة، ولن ينتهي العمل هنا، إذ سنقوم بتحليله مستقبلاً باستخدام تقنيات أخرى، ومن العوامل التي ساهمت بإنجاح البحث الطريقة التي تم فيها توزيع العمل؛ إذ عملنا بروح الفريق ومنهجية البحث العلمي، واعتمدنا على التقصي العلمي للحقائق واستنباط الأفكار العلمية للبناء عليها، من خلال تحليل المعطيات العلمية والنظرية، ونأمل أن يصنع ويستخدم في "سورية" لقلة تكاليفه وجدواه الاقتصادية».