ما زال "محمد نعمان" مصراً على أن يُسمح له ولزملائه بالدخول إلى الجامعة بواسطة الدراجة الهوائية "البسكليت"، مبرراً، بعدم وجود أي موجب يمنع إزالة القانون الذي يحرمهم من ذلك.

يرتاد جامعة "تشرين" عشرات الآلاف من الطلاب يأتون بوسائط نقل مختلفة؛ نقل داخلي، "تكسي"، ووسائط أخرى، وفي زحمة سير خانقة يواجهونها، كل يوم يسألون أنفسهم لماذا لا نذهب إلى الجامعة على "البسكليت"؟

إنها فكرة حضارية، والأمر ممكن، سأعمل شخصياً على تحقيقه، لكنه يحتاج بعض الإجراءات

مدونة وطن "eSyria" ترصد هذه الرغبة عند عدد من طلاب الجامعة، والتقت بتاريخ 8 تشرين الثاني 2014، الطالب "محمد نعمان"، ويقول: «في بداية العام 2014 حاول بعض الشباب استخدام الدرجات الهوائية وأطلقوا حملة حملت اسم "بسكليتات اللادئية" فتعثرت بقانون منع دخول تلك الدراجات إلى الحرم الجامعي، إلا أنني والكثيرين نجد فيه حلاً حقيقياً لمن يرغب بالتخلص من عبء خسارة الوقت والمال في باقي وسائط النقل، حيث أقضي يومياً من 1 إلى 2كم في طريق الذهاب إلى الجامعة مشياً ومثلها إياباً، وهذا ليس مشكلة بالنسبة لي، بقدر ما هو مشكلة لزملائي الذين يأتون من أماكن أبعد بكيلومترات كثيرة مشياً على الأقدام، وإن أرادوا استخدام وسائط النقل المحلية ستكون المشقة بانتظار سيارة تقلهم إن وجدت، لذلك أجد أن "البسكليت" ضرورة لنا نحن الطلبة».

محمد نعمان

ورغبة من المدونة بمتابعة هذه الحاجة للطلاب توجهنا بتاريخ 9 تشرين الثاني 2014، إلى جامعة "تشرين" لاستشراف المعوقات التي تقف في وجهها، وبعد زيارات متكررة للاتحاد الوطني لطلبة الجامعة، التقينا "محمود عاقل" رئيس مكتب الدراسات في الاتحاد، الذي تضامن مع الفكرة شفهياً ووعد بمتابعتها، وبعد ما يقارب الشهر استطعنا التواصل هاتفياً مع رئيس فرع اتحاد الطلبة في الجامعة "يوسف شاهين" الذي برر عدم القيام بأي خطوة، وقال: «أنا لا مانع عندي من أن يحضر الطلاب بالدراجة ولكن القانون في الجامعة لا يسمح بذلك، كما أن أياً من الطلبة لم يتقدم إلينا بطلب كهذا».

ولأن سؤالنا كان بالتحديد، لماذا لا يقدم الاتحاد الوطني لطلبة جامعة "تشرين" على حل هذه المشكلة بمبادرة شخصية منه؟ وجدنا أن الرغبة غير موجودة عند فرع الاتحاد بالمساعدة.

لذلك توجهت المدونة بتاريخ 4 كانون الأول 2014، إلى مكتب الدكتور "صلاح داؤود" أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في جامعة "تشرين" الذي كان أكثر صراحة ووضوحاً، وقال: «إنها فكرة حضارية، والأمر ممكن، سأعمل شخصياً على تحقيقه، لكنه يحتاج بعض الإجراءات».

مع وعد بالحل يستغرب "محمد نعمان" وجود هذا القانون، ويقول: «الجامعة يجب أن تشجع كل الطلبة على ركوب الدراجة، لا بل لماذا لا تمنح الجامعة قروضاً لمن يريد أن يقتنيها من الطلبة؟ هذا هو الوقت المناسب لذلك وسواء كان هناك موجبات تتعلق بالظرف الراهن أم من دونه ففكرة أن يحضر الطالب إلى الجامعة بدراجته فكرة مثالية تطبق في الكثير من الجامعات العريقة».

"محمد" لا يملك دراجة الآن ولكنه مستعد لشرائها ما أن يسمح للطلبة باستخدامها، ويقول: «كنت في صغري أستخدم "البسكليت" في كل تنقلاتي في الحي، وحتى خارجه ثم تخليت عنه لأن هذه الوسيلة لم تكن دارجة في ذلك الوقت، أما الآن ونتيجة الازدحام المروري وارتفاع أجور النقل أجدها وسيلة سريعة واقتصادية، عدا فوائدها الرياضية والبيئية، ولذلك أريد أن أذهب إلى الجامعة بالدراجة وأنتظر مع زملائي السماح لنا نحن الطلبة بإدخال دراجاتنا وتأمين مواقف خاصة بها قرب تجمع الكليات».