تعدّت الحاجة إلى البرمجيات بأنواعها، والهندسية منها بوجه خاص، الحاجة اليومية إلى مرحلة الابتكار والتصميم والتوقع الهندسي لأي مشروع، ولو بعد عقد كامل، ويلعب الشباب دوراً كبيراً في نقل هذه الخبرات المستحدثة إلى الأجيال الجديدة بلغة برمجية تعتمد الواجهات التطبيقية الذكية.

في عالم تتسارع خطاه التقنية يوماً بعد آخر، يبدو أنه على جيل الهندسات الشاب، والقادم إلى سوق العمل أن يكون ملماً بكثير من البرمجيات الهندسية التي انتقلت الحاجة لها إلى مرحلة الضرورة الاقتصادية لكل مؤسسة ولكل فرد سوف ينضم إلى عالم الأعمال.

توفر المخابر في أوقاتها التدريبية الاعتيادية والأيام المفتوحة مزيجاً من التفاعل بين الطلاب يحقق عملية بناء تراكمي معرفي مهم جداً في حياتنا الجامعية، يضاف إلى المخابر ما توفره شبكة الإنترنت من دروس "أونلاين" وبلغات كثيرة منها العربية

بعيد معرض البرمجيات الهندسية في كلية الهندسة بجامعة "تشرين" المقام بالتعاون الرئيس مع "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" تبادلت مدونة وطن "eSyria” وجهات النظر مع عدد من الطلاب حول الحاجة إلى هذه البرمجيات في سوق العمل وحول الطرائق المثلى في نقل وتوطين المعارف البرمجية لدى الطلاب أنفسهم، ومن ثم تحويلها إلى قواعد إنتاج حقيقية لدى الشركات والمؤسسات في المجتمع.

د.مريم فيوض

الطالب "سيمون نكزي" سنة خامسة من قسم الإنتاج والتصميم في كلية الهمك، وهو بالأساس خريج معهد تكنولوجيا هندسة إنتاج من "حلب"، قال لنا بتاريخ 26 تشرين الثاني 2014: «إن هذه البرمجيات بالأساس هي برمجيات غربية الصنع، معاييرها التقنية والهندسية معايير غربية ولكن في العمل الهندسي هناك أكواد عالمية موحدة إلى حد كبير باستثناء بعض تلك الأكواد المتعلقة بالبيئة المحلية، مثل معايير البناء والطوابق، في الهندسة التصميمية هناك اتفاق عالمي على هذه المعايير، من ثم، يمكننا بكل بساطة الاعتماد على هذه البرمجيات التي تتيح أحياناً التغيير في الأكواد واعتماد جمل قياس متنوعة كالنظام المتري أو الـDIN الألماني، وبذلك نكون قد تجاوزنا النقطة الأولى في توطين هذه البرمجيات لدينا، النقطة الثانية تتعلق بالطالب الذي يستخدم هذه البرامج ويتعلم عليها ويمتلك الخبرات اللازمة عبر سنوات دراسته حتى تخرجه».

تعلم الطلاب لهذه البرامج دراسياً أمر غير ممكن إلا في العموم، يعيد الدكتور "عباس عبد الرحمن" رئيس "اللجنة الإدارية للجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" إلى طبيعة المنهاج التعليمي والبرمجيات في حد ذاتها، فهذه البرمجيات إنتاج شركات معينة وهناك طيف لهذه المنتجات، وسيبدو استخدام برنامج دون الآخر من نفس العائلة دعاية لشركة بعينها، من هنا فإن التعليم يكون للإطارات العامة لهذه البرمجيات، مثل طرائق الاستخدام والتنصيب والبيئة، ولكن يمكن تعلم هذه البرمجيات باحترافية عبر ورشات عمل متخصصة بالتدريب، فالتدريب عامل رئيس مهم جداً وتضع أغلب الجامعات ميزانيات خاصة له، ولذلك فإن الجمع بين التدريس والتدريب عملية مهمة جداً تنتج الطالب المتدرب هندسياً وبرمجياً بطريقة علمية صحيحة.

من المشاركين

تغطي هذه البرمجيات قطاعاً واسعاً من العمل الهندسي، فمن الرسم المدني إلى تصميم الآلات ومحطات الكهرباء إلى المواصلات والطرق وإدارة المرور والازدحام، والفروع الجديدة مثل إدارة تشييد المشاريع المدنية والمصانع والمحطات، تضيف المهندسة "بشرى الحايك" من الجمعية العلمية السورية إلى هذه القطاعات قطاع الماكروبيوتك والهندسيات التحكمية الصغروية PlC، وقطاعات مشتركة بين الهندسات مثل الإنشائيات وهندسة المواقع والمناطق الصناعية، وغيرها.

ولكل من هذه الهندسات برمجياتها المرتبطة بها باحتراف، ولكل منها كذلك دوراتها التدريبية اللازمة، وسوق العمل يرحب بالمهندس المتخرج حديثاً الذي يمتلك خبرة طيبة في هذه البرمجيات ويمتلك في سيرته الذاتية خبرة برمجية، كما أن نسبة حصوله على عمل ذي ميزات تتفوق بنسبة النصف على من لا يمتلك هذه الخبرات، يضاف إلى ذلك خبرات اللغة الأجنبية التي لا تقل أهمية عما سبق، تؤكد المهندسة "بشرى"، في نفس الوقت الذي توفر الجمعية دورات اختصاصية في هذه البرمجيات فهي كذلك تقدم شهادات معترفاً بها في سوق العمل.

فؤاد وطارق

من عناصر نقل الخبرات بين الأجيال تفاعل الشباب مع بعضهم بتبادل الأفكار والتمارين في مخابر الكليات الجامعية، وكثير من معرفة هذه البرمجيات والتعامل معها ومع مشكلاتها لكون بعضها نسخاً غير أصلية، ينبني على هذه العلاقات اليومية، يقول الطالب "بلال طيبا" هندسة اتصالات سنة خامسة: «توفر المخابر في أوقاتها التدريبية الاعتيادية والأيام المفتوحة مزيجاً من التفاعل بين الطلاب يحقق عملية بناء تراكمي معرفي مهم جداً في حياتنا الجامعية، يضاف إلى المخابر ما توفره شبكة الإنترنت من دروس "أونلاين" وبلغات كثيرة منها العربية».

يبقى أن نشير إلى أن التدريب على البرمجيات الهندسية يقدم خدمات مجتمعية بالمقابل تتعلق بتقديم جودة هندسية عالية مع تقليل للتكاليف المدفوعة في قطاعات عمل متعددة، كما أن هذه البرمجيات تقدم مساعدة كبيرة في قطاعات غير ملحوظة في الأعمال الهندسية العادية وتمثل ثقلاً بالمقابل مثل قطاع البيئة، ونعيد التأكيد على الدورات النوعية التي تقدمها "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" على مدار العام.