بقيت المهندسة البطلة "سهام شبل" الجسر الذي يصل بين أيادي العطاء لتقديم الدعم والمساعدة، كما بقيت نظراتها التي تثقب الأفق، الأمل الذي يحثهم على متابعة العمل وإيصال رسالة المحبة بعد رحيلها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 4 تموز 2016، "منى محمد" من النساء اللواتي جمعهن حب العمل والعطاء بالراحلة "سهام شبل"، وتقول: «عرفت عن عملها من ابني الذي وصلته مساعدتها ونال دعمها، ووجدت تشابهاً بين عملي وعملها فتواصلت معها عام 2013، وبدأت العمل معها في مطبخ الأمهات "لنحيا معاً"، فقد كنت الذراع المساعد لها، واستطعنا أن نكون فريقاً متماسكاً في عملنا، استقبلنا الوافدين وساعدناهم في تأمين حاجاتهم.

أحبت العمل الإنساني ومساعدة الآخر منذ زمن، وهذا ما رسخته في تربيتي وأخي، فقد ربتنا على مساعدة الفقراء والعطف على المحتاجين، ولكن بعد الأزمة الراهنة التي يتعرض لها الوطن أصبح عملها الإنساني على نطاق واسع ليشمل أبناء الشهداء والجرحى وذويهم، وتدعمهم مادياً ومعنوياً، كنت أساعدها في العمل؛ وهو ما عزّز حبّ الوطن بداخلي وحفزني على ضرورة العمل بحب وحرص، كما كنت المسؤول عن الصور التي تنشر على صفحة "لنحيا معاً" على مواقع التواصل الاجتماعي. افتقد برحيلها حنان الأم والقوة التي كانت تبعثها لي بنظراتها المتفائلة، وعلى الرغم من ذلك زادني رحيلها إصراراً على متابعة دراستي وتحقيق النجاح، ولا مجال للضعف والتراجع عن أي شيء أوصتني به، لقد كنت فخوراً بعملها النبيل، واليوم فخور باستشهادها أثناء قيامها بذلك العمل، كانت محبوبة وعلاقتها بالناس طيبة، سأكمل رسالتها في العلم والعمل، فالوطن يستحق الخير، هو بيتنا وشرفنا، وأذكر قولها: (وطني بيعرفني وأنا أعرف وطني)

تجمع "لنحيا معاً" الذي تشرف عليه "شبل" يضم نساء من كافة الأعمار، حيث المرأة العاملة والمتعلمة والمربية، كل واحدة منهن تجسد العطاء حسب قدرتها وإمكانياتها وعملها الإنساني، كانت "سهام" القيادية المتواضعة يدها بيدنا في كل عمل نقوم به، وفعلها يسبق قولها دائماً، هي المعطاءة والصبورة والحنونة، تحمل كل الصفات الخيّرة، وإيمانها القوي وحبها لوطنها ترجمته على أرض الواقع وخاصةً في ظل الأزمة الراهنة، ونحن كفريق سنتابع ما بدأته وننجز المشاريع التي خططنا لها، لقد تركت فراغاً كبيراً برحيلها، وكل من عرفها فقد برحيلها الأم والأخت والرفيقة، رحلت "أم خليل" وهي تؤدي رسالتها المقدسة.

وجد صابور وأخوه في التشييع

وفي لقاء "هيام خضر" التي تعمل في مجموعة "شقائق النعمان"، ورافقت "سهام شبل" في إنجاز عدد من المهمات في المجموعة، تقول: «قبل عام كنت أرى اندفاعها وطريقتها في العمل وأفكارها التي تتوافق مع أفكاري، تمنيت أن أفعل مثلها، فتواصلت معها وأصبحنا نعمل معاً، وكنا نردد عبارة: (من أجل أن نحيا معاً يجب أن تزهر شقائق النعمان)، فالصدق والحنان هما المفتاح الحقيقي لباب العمل والتعاون معها، كما عُرفت بحرصها الشديد على من يرافقها في السفر وأماكن الخطر، ولا تجبر أي شخص على مرافقتها، فقد سافرت معها إلى "حقل الشاعر" و"السلمية" و"تدمر"، وكنا نخطط للذهاب إلى "دير الزور" و"الرقة"، هي امرأة لا تتكرر، تفضل الآخرين على نفسها، وتوزع الفرح بوجهها البشوش، وتعطي المعنويات لمن حولها، ودائماً تقول: (أنا أُمكم).

كنت برفقتها في يوم رحيلها، حيث ذهبنا إلى "كسب" لإيصال ما أعدّه مطبخ "لنحيا معاً" لأبنائنا في تلك المنطقة، وعلى الرغم من إصابتي الكبيرة سمعت كلماتها الأخيرة قبل أن تفارق الحياة».

كانت الراحلة أمّاً لشابين، ابنها "وجد صابور" يقول: «أحبت العمل الإنساني ومساعدة الآخر منذ زمن، وهذا ما رسخته في تربيتي وأخي، فقد ربتنا على مساعدة الفقراء والعطف على المحتاجين، ولكن بعد الأزمة الراهنة التي يتعرض لها الوطن أصبح عملها الإنساني على نطاق واسع ليشمل أبناء الشهداء والجرحى وذويهم، وتدعمهم مادياً ومعنوياً، كنت أساعدها في العمل؛ وهو ما عزّز حبّ الوطن بداخلي وحفزني على ضرورة العمل بحب وحرص، كما كنت المسؤول عن الصور التي تنشر على صفحة "لنحيا معاً" على مواقع التواصل الاجتماعي.

افتقد برحيلها حنان الأم والقوة التي كانت تبعثها لي بنظراتها المتفائلة، وعلى الرغم من ذلك زادني رحيلها إصراراً على متابعة دراستي وتحقيق النجاح، ولا مجال للضعف والتراجع عن أي شيء أوصتني به، لقد كنت فخوراً بعملها النبيل، واليوم فخور باستشهادها أثناء قيامها بذلك العمل، كانت محبوبة وعلاقتها بالناس طيبة، سأكمل رسالتها في العلم والعمل، فالوطن يستحق الخير، هو بيتنا وشرفنا، وأذكر قولها: (وطني بيعرفني وأنا أعرف وطني)».

يذكر أن "سهام شبل" من مواليد "بسيسن" عام 1960، وهي مهندسة ميكانيك كانت تعمل في المستشفى الوطني بـ"اللاذقية"، واستشهدت في 7 حزيران عام 2016، وكانت تلقب "أم الجنود".