تشرّب حُبَّ التسلق مِنذُ الصغر بحُكم أنه ابن قرية جبلية، ليصبح التسلق ليس شغفاً بحد ذاته بل طريقةَ حياةٍ لهُ، ويكون أولَ شابٍ سوري يتمكن من تسلُق أعلى خمسِ قُمم في العالم.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت المتسلق "أيهم محرز" بتاريخ 25 آذار 2020 ليحدثنا عن بداياته قائلاً: «بداياتي في التسلق بدأت منذ الطفولة في قريتي الجبلية، بالإضافة لاهتمامي بالمغامرات والسفر الذي يعد شغفي في الحياة، وأصبح لدي هدف يتمثل في تسلق أعلى قُمم في كل قارة من القارات السبع.

"أيهم" مثال للشخص المثابر والمُنجز، يتميز بعزيمة وإرادة قوية ورغم المصاعب واللحظات الخطيرة التي يتعرض لها أثناء التسلق فإن عزيمتهُ القوية تدفعهُ نحو الأمام وهو ما يميزهُ عن أيِّ إنسانٍ آخر يستسلم في لحظات الضعف والتراجع وهذا الذي تعلمته منه وأحاول إفادة الآخرين به

دولياً بدأتُ بالتسلق في عام 2012 بتسلق قمة "كلمنجارو" في "أفريقيا" وتسلقت حتى الآن خمس قُمم من أصلِ سبع والتي تُعد أعلى قمم بكل قارة وهي "كارستينز" 4884 متر في "أندونيسا" و"إيلبروس" 5642 متر في "روسيا" و"أكونكاكوا" 6960 متر في "الأرجنتين" و"فينسون" 4892 متر في "القطب الجنوبي" إضافة إلى تسلقي العديد من الجبال في "نيبال"، "إكوادور"، "الأرجنتين"، "بيرو"، "الولايات المتحدة الأمريكية" و"منغوليا"».

مع رفاقه

وعن التحضيرات التي يقوم بها قبل كل رحلة قال: «أمارس التمارين الرياضية باستمرار، لكن قبل كُل رحلةٍ يكون التمرين بشكلٍ مكثفٍ أكثر من كل النواحي سواء في اللياقة أو القدرة العضلية والتحمل، وتتراوح مدة التحضير للتسلق بين شهرين إلي ستة أشهر حسب طبيعةِ كل جبلٍ، حيث أتمرن ستةَ أيامٍ في الأسبوع بين ساعتين إلى ثلاثِ ساعات بين الجري ورفع الأثقال وقدرة التحمل، فمثلاً أحيانا أقوم بالصعود على درجٍ مؤلف من خمسين طابق حاملاً على ظهري حوالي عشرينَ إلى خمسين كيلوغراماً».

وتابع حديثه عن الصعوبات قائلاً: «الصعوبات التي كانت تواجهنا أثناء الرحلة هي قلة الأكل وقلة النوم والتعب والإرهاق بالإضافة للطريق وكذلك مخاطر كثيرة منها الطقس والعواصف فهي تلعب دوراً كبيراً في قراراتنا ومسارِ طريقنا، وأيضاً الانهيارات الجليدية والثلجية والارتفاعات التي تؤثر في جسم الإنسان بطريقة سلبية فكلما ارتفعنا تزداد الصعوبات والمخاطر أكثر، سواء الأوكسجين أو غير ذلك فمستوى الأوكسجين على سطح الكرة الأرضية يقارب العشرين بالمئة وكلما زاد الارتفاع قلّ، ما يؤدي لصداعٍ في الرأس وضغط وصعوبة في التنفس، إحدى المرات عندما كنت أتسلق في "الأرجنتين" صادفتُ حادثة وفاة لأحدهم نتيجة سكتة دماغية من شدة الارتفاعات، أما بالنسبة للصراع الداخلي والذي يحدث داخل كل شخص يقوم بالتسلق؛ فأثناء التسلق ندفع قدراتنا أكثر بكثير مما نقوم بالتمرين عليه متجاوزين القدرات الجسدية والفكرية فيحدث صراع بين الجسم والعقل للتوقف من شدة التعب والضغط الكبير والبرد القارس بالإضافة لمدة الرحلة بالتسلق التي تتجاوز الثلاثة أسابيع، محدثةً صراع ما بين التوقف والمتابعة وهو الذي يعتبر نقطة تحول، وكما أُسميه خط الفاصل بين الفشل والنجاح».

أثناء التسلق

خبير التسلق "بيير جان" قال عن"أيهم": «في جميعِ الرحلات والمغامرات التي قمنا بها في أنحاءِ العالم كان "أيهم" شريكاً وصديقاً عزيزاً، رأيتُ حبهُ الرائع وشغفهُ عندما كان يتسلق "كيلمنجارو"، قام باكتشاف الجبال بروح الفريق، بالإضافة للقوة الداخلية التي تقوده نحو القمة، باذلاً قُصارى جهده، كما في الـ"إكوادور" أثناء صعودهِ إلى قمة بركان "سانغاي"، عرفتُ أن مسعاه للقمم قد بدأ عندما زُرنا "نيبال" لعدة مرات على قمة "كارستينس"، فلم يَعد التسلق مجهوداً جسدياً فحسب، بل أصبح طريقةَ حياة بالنسبة لهُ».

"إميليا صبيح" حدثتنا عن معرفتها بـ"أيهم" قائلة: «"أيهم" مثال للشخص المثابر والمُنجز، يتميز بعزيمة وإرادة قوية ورغم المصاعب واللحظات الخطيرة التي يتعرض لها أثناء التسلق فإن عزيمتهُ القوية تدفعهُ نحو الأمام وهو ما يميزهُ عن أيِّ إنسانٍ آخر يستسلم في لحظات الضعف والتراجع وهذا الذي تعلمته منه وأحاول إفادة الآخرين به».

يذكر أن "أيهم محرز" من مدينة "جبلة" في "اللاذقية" مقيم في "كندا".