بطل سوري سطع نجمه في الخارج قبل الداخل، يمارس لعبة غريبة عن المجتمع السوري، وقد اختارها بعد أن تنقل بين السباحة والفروسية والملاكمة ليصل في النهاية إلى لعبة "الفنون القتالية المختلطة".

بدأ "طارق سليمان" حياته الرياضية في سن مبكرة جداً متأثراً بوالده الرياضي "حسين سليمان" الذي كان يشجعه كثيراً على ممارسة السباحة، هذه اللعبة التي أحبها "طارق" حسب قوله، وأضاف: «كانت أول لعبة أمارسها لكن ممارستي لها كانت تقتصر على فصل الصيف نظراً لغياب المسابح الشتوية عن مدينتي "جبلة"، ما كان يدفعني للاستعاضة عنها بركوب الخيل خلال فترة الشتاء».

كانت أول لعبة أمارسها لكن ممارستي لها كانت تقتصر على فصل الصيف نظراً لغياب المسابح الشتوية عن مدينتي "جبلة"، ما كان يدفعني للاستعاضة عنها بركوب الخيل خلال فترة الشتاء

ما لبث الرياضي اليافع آنذاك، أن ابتعد عن رياضتي السباحة وركوب الخيل متجهاً نحن الملاكمة، وعن هذا الانتقال تحدث لمدونة وطن "eSyria" خلال زيارته لمدينته "جبلة" في 19 نيسان 2014 قائلاً: «في سن السادسة عشرة دعاني أصدقائي للمشاركة في تمارين الملاكمة التي يشهدها ملعب "جبلة" بإشراف المدربين آنذاك "سام عبيدة، ومنعم فاضل"، وقد أعجبت كثيراً بهذه اللعبة واستطعت إثبات جدارتي بها في زمن قياسي وواظبت عليها أربع سنوات متتالية، إلا أن سفري المتواصل إلى الخارج من أجل الدراسة منعني من تحقيق أي لقب في الملاكمة».

أصبح "طارق" مولعاً بالرياضات القتالية وخلال سفره إلى الخارج تعرف على عدة رياضات أخرى وبدأ التدرب عليها، إلا أنه اختار لعبة غريبة من نوعها بعض الشيء، وقد تحدث عن اختيارها قائلاً: «كنت متابعاً لرياضة "الفنون القتالية المختلطة" على شاشة التلفاز وقد أحببتها ووددت لو أتمكن من تجريبها، وسنحت لي الفرصة أن أقوم بذلك في منظمة إنكليزية وقد اغتنمتها على الفور وها أنا الآن أمارس هذه اللعبة بشكل محترف».

هذه الرياضة يسميها طارق "أم الفنون"، ويضيف: «تتطلب اللعبة الكثير من ساعات التمرين، وأن يكون المقاتل ملماً بعلوم مختلفة من الفنون القتالية، فهي عملية تعلم مستمر ولا تنتهي، وعلى كل محترف أن يكون مواكباً لتطور علوم الفنون القتالية، والأهم هو اللياقة البدنية العالية جداً، فهذه الرياضة تعدّ من أصعب الرياضات بدنياً، حتى إن بعض الجامعات بدأت تقدم شهادات تفيد بأن حاملها مؤهل ليقوم بتدريب اللياقة البدنية للمحترفين عموماً، ومحترفي الرياضات القتالية خصوصاً».

البطل السوري "طارق سليمان"

يعرّف "طارق" الكلمات الثلاث للعبته المفضلة على طريقته الخاصة ويقول: «الفنون القتالية المختلطة هي ثلاث كلمات بسيطة لكنها تعني الكثير فكما تفيد أول كلمة بالفن فإن كل محترف هو فنان في الجمع بين مختلف الرياضات القتالية لكي يكتمل كمقاتل، هذه الرياضة تجمع بين رياضات القتال في وضعية الوقوف إلى القتال في وضعية القتال الأرضي فتجمع بين الـ MuayThai، والمصارعة، و"الجيوجيتسو" البرازيلية».

يمنح البطل السوري الشاب التمرين جل وقته، حيث يتمرن يومياً بين ست إلى ثماني ساعات، ويقسمها إلى: «في الصباح أتمرن على اللياقة والقوة البدنية، بينما أتمرن ظهراً تمارين الـ MuayThai، كما أمارس الرياضات المتخصصة مع أطباء فيزيائيين من أجل تقوية عضلات التوازن، وفي المساء أتدرب على "الجيوجيتسو" البرازيلية، وأمارس المصارعة ثلاث مرات في الأسبوع والسباحة مرتين».

يعتلي منصة التتويج

الفنون القتالية المختلطة لعبة غير متوافرة حالياً في "سورية"، ما دفع "طارق" إلى الاستمرار في اللعب خارج "سورية"، حيث شارك كلاعب مع المنظمة العالمية Cage Warriors Fighting Championship، وحقق فيها انتصارين متتاليين، قبل أن يوقع عقداً لمدة سنتين مع منظمة Desert Force FightingChampionship، ومعها حقق انتصارين وخسارتين، أما حالياً فيقول "طارق": «الآن أقوم بالتحضير لأول مباراة عالمية من بعد إصابة ركبتي التي أجبرتني على الابتعاد عن المنافسة لمدة ستة أشهر، حيث سأقوم بمنافسة محترف الفنون القتالية الفنلندي "غلين سبار" في شهر تموز القادم».

"طارق" يلعب حالياً في "لبنان" تحت اسم فريق محلي Manic Factory Gym، وفريق عالمي Tiger MuayThai & MMA Training Camp, Phuket Thailand.

خلال مسيرته حقق عدداً من الألقاب في رياضات قتالية مختلفة مثل بطل "لبنان" عدة مرات في kick boxing Sanda Style،

وفضية بطولة الأندية العربية kick boxing Sanda style، وبطولة غرب آسيا Combat Sambo، وذهبية بطولة "لبنان" في المصارعة الرومانية، وغيرها.

يتدرب البطل السوري الشاب "طارق سليمان" حالياً مع المدرب اللبناني "علي مخزوم"، والكابتن "مخزوم" يرى أن "طارق" يمتلك خبرة كبيرة، ويقول: «هو من اللاعبين الأوائل الذين باشروا احتراف الـ "MMA" ما أعطاه خبرة لا يستهان بها على الصعيد العربي، نقاط القوة لديه عديدة فهو لاعب يجيد المصارعة والقتال striking و"الجيوجيتسو"، وهذا ما يحتاجه أي لاعب على عكس معظم المقاتلين العرب الذين يتقنون لعبة واحدة فقط من الألعاب الثلاث».

ويضيف "مخزوم": «يتمتع "طارق" بقوة انفجارية تساعده في إصابة خصمه بشدة، كما لديه قدرة تحمل كبيرة تجعله رقماً صعباً على أي خصم، ويتميز بشخصيته الاحترافية فهو يخضع لثلاث حصص تدريبية يومياً، ووقت التمرين عنده مقدس لا يتأخر عنه، وأتوقع أن توقع UFC عقداً معه في المستقبل القريب إذا تابع بهذه العقلية التنافسية والتدريب الخارق».

أما الدكتور "طارق غربال" المعالج الفيزيائي اللبناني وأخصائي الطب الرياضي، فقال: «دون أدنى شك إنه من الأبرز على مستوى الشرق الأوسط في عالم الفنون القتالية المختلطة، أتابعه عن قرب منذ منتصف عام 2013، وقد تعرض لإصابة في مفصل الركبة اليمنى أدت إلى تمزق كامل في الرباط الصليبي كان ذلك في بطولة "دبي" 2013، ونحن الآن في المراحل الأخيرة من إعادة التأهيل، وهو يستعد للعودة من جديد إلى تايلاند في منتصف الشهر الخامس لكي يلتحق بمعسكر تدريبي استعداداً لمواجهات لاحقة».

وأضاف: «مشجعو ومتابعو "طارق" كثر ومن جميع أنحاء العالم، نظراً لموهبته وشراسته داخل القفص وقوته وقدراته البدنية الهائلة، وهذا الأمر ساعدنا على العودة بقوة من الإصابة دون مشكلات تذكر خصوصاً أنه مصرّ على العودة إلى المنافسة واعتلاء منصة التتويج».