في طفولته منعته ظروف اللعبة السيئة من اعتلاء منابر التتويج كلاعب بطل، لكنها لم تستطع منعه لاحقاً من صناعة الأبطال الذين حقق من خلالهم كل ما كان يطمح له، حتى أطلقت عليه الصحف البلغارية لقب "المعلم".

بدأ "أسامة عزام" ممارسة لعبة الكاراتيه عام 1978 في مسقط رأسه "السويداء"، وكان حينها في السادسة عشرة من عمره ويتدرب في ظل ظروف غير صحية حيث لا أدوات ولا تجهيزات لممارسة التمارين التي تساعده لكي يصبح بطلاً في هذه اللعبة.

عندما كان يحصل أحد اللاعبين على بطولة ما كان ينتابني شعور بأنني أنا من فاز بالجائزة

لفت "عزام" الأنظار إليه منذ الأشهر الأولى حيث استطاع إتقان فنون اللعبة بسرعة قياسية، وهو يتحدث عن تلك المرحلة قائلاً: «من شدة حبي لهذه اللعبة استطعت أن أتقن كل حركة فيها وأتعلمها بشكل جيد، ما لفت نظر المدرب إليّ وأصبح يفرز اللاعبين الجدد ويوكلني بتدريبهم، وبعد مضي عام ونصف العام تقريباً توقف مدربي عن التمرين وأغلقت صالة التدريب وكانت اللعبة على وشك الانتهاء في المحافظة، ما دفعني للاستئذان من مدربي ومتابعة تدريب اللاعبين على مضمار الملعب متجاوزاً كل المعوقات».

الكابتن "أسامة عزام"

خلال فترة قصيرة استطاع اللاعب الشاب التحول إلى مدرب أسس فريقاً جيداً في لعبة الكاراتيه وكان أول امتحان له كمدرب في بطولة الجمهورية عام 1981 حيث حصل فيها منتخب "السويداء" الفتي الذي كان يدربه آنذاك على المركز الثالث.

بعد فترة وجيزة عمل "عزام" مدرباً لمنتخبات ألعاب القوة في الاتحاد الرياضي العسكري، لكن هذا لم يمنعه من الاستمرار في تدريب منتخبات "السويداء" والمضي مع اللاعبين واللاعبات في تحقيق الانتصارات وحصاد المراكز الأولى في بطولات الجمهورية والعرب وذلك منذ عام 1984 حتى عام 1993، ويعلق "عزام" على ذلك قائلاً: «عندما كان يحصل أحد اللاعبين على بطولة ما كان ينتابني شعور بأنني أنا من فاز بالجائزة».

أمضى "عزام" فترة طويلة في تدريب منتخبات "السويداء" وهو يعتبر أن ما قدمه خلال تلك المرحلة كان الأساس الذي اعتمد عليه لاحقاً، حيث يقول: «لقد أسست لعبة الكاراتيه في "السويداء" بطريقة جيدة، معتمداً على طرائق سليمة وتقنيات عالية استقيتها من الخبراء العالميين الذين زاروا "سورية" وأقاموا دورات صقل للمدربين، واستمرارية حصاد محافظة "السويداء" للميداليات في البطولات، ورفدها للمنتخبات الوطنية باللاعبين واللاعبات بعد سفري يدل على ذلك».

ثم سافر في تسعينيات القرن الماضي إلى "بلغاريا" وهناك خاض تجربة مع نادي الشرطة البلغاري، وقد تحدث عن تلك التجربة خلال حواره مع مدونة وطن "eSyria" في 2 نيسان 2014 قائلاً: «بعد مضي شهرين من وجودي في "بلغاريا" وتحديداً في العام 1994 زرت نادي "الشرطة" هناك وقدمت لهم عروضاً نالت إعجابهم، ما دفع إدارة النادي إلى الطلب مني أن أدرب لاعبيها مقابل مبلغ مالي جيد آنذاك، لكنني اعتذرت عن العرض بسبب ضيق وقتي وطلبت أن أدرب اللاعبين دون مقابل ولكن حسب وقتي، فرحبوا وفرحوا بذلك وفعلاً بدأت أدرب بالنادي في وقت فراغي، وألتزم بنظام تدريب معين عند اقتراب موعد أي بطولة وهكذا تطور النادي وأصبح من أقوى الفرق في بلغاريا، حتى أنني شاركت باسم النادي كلاعب عام 1997، وحصلت على المركز الأول في بطولة "بلغاريا"».

من الصحف البلغارية

المدرب السوري المغترب في "بلغاريا" افتتح مؤخراً نادٍ للكاراتيه والكيك بوكسنغ في بلغاريا، وقد حدثنا عن هذه التجربة قائلاً: «بعد حصولي على المركز الثالث في بطولة العالم وبسبب إقفال صالة الكاراتيه بنادي الشرطة لعجزهم المادي عن ترميمها قررت فتح صالتي الخاصة واستطعت في أول يوم عمل لها أن أستقطب 60 لاعباً، وبعد تدريب دام ثلاثة أشهر ونصف الشهر شارك خمسة من لاعبي القدامى ضمن بطولة بلغاريا وحصد ناديّ الخاص (ديناميك) ذهبية وفضّيتين وأربع برونزيات في البطولة المحلية، وتم انتقاء لاعبين اثنين من النادي للمشاركة مع المنتخب البلغاري في بطولة أوروبا التي تستضيفها هنغاريا».

خاض البطل والمدرب السوري العالمي "أسامة عزام" تجربة في وضع حركات كاراتيه على وقع الموسيقا، وقد شرح عنها قائلاً: «لقد حدث ذلك عام 1983 أثناء خدمتي العسكرية بالاتحاد الرياضي العسكري ـمدرسة الرياضة في حمص ـ حيث أقيم آنذاك مهرجان عروض عسكرية على الموسيقا بمناسبة عيد الجيش وقد جاءت الحركات وتشكيلاتها من روسيا مع الخبراء الروس باستثناء حركات الجودو والكاراتيه فقد وضع الخبراء الروس المقطوعة الموسيقية من دون حركات لهاتين اللعبتين وتركوا اختيار الحركات للقيادة السورية، فتم اختياري لوضع الحركات على الموسيقا وحصل ذلك فعلاً بعد أن نجحت في تقسيم كل حركة إلى أربع عدّات بما يتناسب مع المعزوفة الموسيقية، وأشرفت على تدريبها للفقرة البرية وتكللت بالنجاح».

"عزام" يرى أن لعبة الكاراتيه متألقة في "سورية" رغم تراجعها متأثرة بالظروف الراهنة، ويعلل تفوق البلغار على السوريين بالقول: «يتفوقون علينا بدعم اتحاداتهم الرياضية مادياً بشكل كبير ومنحهم استقلالية في صرف ميزانياتهم على النشاطات، كما أنهم يستقدمون الخبرات الدولية بشكل دائم ويوفدون المدربين والحكام إلى الخارج، والأهم والأساس عندهم هو وجود الرجل المناسب في المكان المناسب».

من وجهة نظر "عزام" فإن الكاراتيه لعبة تتميز بالتواضع والأخلاق والسرعة والقوة وتنمي الذكاء وقدرة التحمل والصبر.

يفكر المدرب السوري الشهير ملياً بالعودة إلى وطنه الأم، ويقول: «"سورية" هي الوطن الذي يعيش بداخلي، ولا أخفيك سراً بأن عطائي كمدرب في المغترب أتمناه لأبناء وطني ورغبتي لا توصف في وضع خبرتي التي اكتسبتها عبر هذه السنين بتصرف أبناء وطني الأم "سورية" فهم أحق بها من الغرب».

مدرب الكاراتيه "مجيد الأعور" قال عنه: «له الفضل الأول في نشر اللعبة في "السويداء" وريفها، ويتمتع بقدرات فنية وأسلوب علمي في التدريب، وهو صاحب خبرة في اكتشاف الموهبة الرياضية صقل اللاعبين والمدربين، صنع بطلات على المستوى العربي أمثال: "شهيرة سلوم، وسونيا أبوترابة"، وغيرهن، باختصار إنه صانع الأبطال».

الكابتن "محمد صقر" وهو أحد الذين تدربوا علي يد الكابتن "عزام" أضاف: «علمني وزملائي في التمارين التحلي بأخلاق اللعبة، ولا أنسى أنه كان دائماً يقول لنا بعد التمارين: "لا أريد لأحد أن يخرج من هذه الصالة ويبرز نفسه أمام الآخرين على أنه لاعب كاراتيه، حتى ولو أن أحداً اعتدى عليكم فيجب أن تتحلوا بالصبر والأخلاق الحسنة».

الصحفي "مجد ليلى" قال: «بطل سوري لمع اسمه خارج الوطن، أثبت جدارته في المغترب ووفر البيئة المناسبة لنفسه لكي يؤهل الأبطال، مؤخراً ذاع صيته كثيراً بعد النجاحات التي حققها لاعبوه والجوائز التي نالوها».

جدير بالذكر أن الكابتن "أسامة عزام" حاصل على الحزام الأسود درجة 7 دان من الاتحاد الدولي، وقد كلف بتدريب منتخب "سورية" للآنسات العام 1991، فكان نتاج تدريبه الحصول على بطولة العرب 1992.

إنجازاته:

ـ أفضل لاعب بفحوص الحزام الأسود لعام 1985 عند الخبير الياباني كيجي كاتوكا.

ـ بطل بلغاريا لعام 1997.

ـ المركز الثالث ببطولة العالم IJKA لعام 2013 بمدينة بورغاس ببلغاريا.

ـ المركز الثاني بالقتال الفردي للوزن المفتوح والمركز الرابع للكاتا الفردي ببطولة العالم للشوتوكان عام 2013 بمدينة نوفي ساد بصربيا.

  • المركز الأول لامتحانات الحزام الأسود 1985.

  • حقق اللاعبون الذين دربهم المركز الأول لبطولات الجمهورية لكافة الفئات باستثناء الرجال منذ عام 1986 حتى عام 1993.

  • حقق لاعبوه المركز الثالث بدورة البوسفور الدولية في تركيا 1991.

  • حقق المركز الأول ببطولة العرب 1992.

  • المركز التاسع ببطولة العالم بفارنا 2007 وكانت آخر مشاركات البطل "أسامة عزام".

  • المركز الثالث ببطولة العالم للكاتا الفردي ببرغاس (بلغاريا) عام 2013.

  • المركز الثاني ببطولة العالم بنوفي ساد (صربيا) بالقتال الفردي للوزن المفتوح، والمركز الرابع للكاتا الفردي.