"مهنّد شاهين" طبيبٌ اختصاصيٌّ في زراعةِ الأسنان. سافرَ واغتربَ حاملاً معه الرّغبة في النّجاح والتفوّق، ليكون بذلك سفيراً طبّياً وأخلاقيّاً لبلده الّذي يحبّ ويعملُ لأجله.

مدوّنة وطن "eSyria" التقت الطّبيب "مهنّد شاهين" بتاريخ 2 آذار 2014، للحديث عن تجربته الطّبّيّة في المُغترب، وفي البدء تحدّث عن سبب سفره بالقول: «نلتُ إجازتي الجامعيّة في العام 2001 من جامعة البعث في "حماة"، وفي الحقيقةِ لم يكن السّفر هاجسي؛ فالنّجاح هو حقٌّ من حقوقِ البلد الذي أنتمي إليه. وبكلّ صراحةٍ أقول إنّني حقّقتُ نجاحاً مهنيّاً واضحاً في بلدي، لكنّ توقي الدّائم إلى التميّز واكتساب المهارات والإمكانيّات المهنيّة والعلميّة شكّلت الدّوافع الأساسيّة إلى قبولِ فرصة السّفر إلى الخليج».

لم يكن التّأقلمُ مع المحيط الجديد الذي وجدت نفسي في مواجهته صعباً، فالتّجارب التي خضتها في بلدي كانت كفيلةً بتطوير قدرتي على التّأقلم في "المملكة العربيّة السّعوديّة"؛ فهناك اختلافٌ في العادات وأسلوب الحياة وتقاليد العمل، وهذا الاختلاف كان حافزاً جديداً لتطوير ذاتي وتحقيقِ النّجاح الذي أسعى إليه

وعن تأقلمهِ مع الوسط الجديد اجتماعيّاً وطبّيّاً تحدّث "شاهين": «لم يكن التّأقلمُ مع المحيط الجديد الذي وجدت نفسي في مواجهته صعباً، فالتّجارب التي خضتها في بلدي كانت كفيلةً بتطوير قدرتي على التّأقلم في "المملكة العربيّة السّعوديّة"؛ فهناك اختلافٌ في العادات وأسلوب الحياة وتقاليد العمل، وهذا الاختلاف كان حافزاً جديداً لتطوير ذاتي وتحقيقِ النّجاح الذي أسعى إليه».

ابتسامة الطبيب جزء من العلاج

وتابع: «اكتشفتُ هنا أنّ الطّبيبَ السّوريّ لا يحتاج أكثرَ من الإمكانات المادّيّة لاقتناء أحدث التقنيّات العلميّة، والعمل عليها بكفاءةٍ عالية، وهذا ما حصل حيث كنتُ مصرّاً على اقتناء أحدث تكنولوجيا توصّل إليها العلم في مجال معدّات وأدوية "طبّ الأسنان"، وجهدتُ على متابعةٍ دقيقةٍ ويوميّةٍ لكلّ المقالات العلميّة الحديثة في مجالي، وانتسبتُ إلى الأكاديميّة الأميركيّة لتجميل الأسنان لكسرِ احتكارها لكلّ ما هو جديد في هذا المجال، وهكذا شيئاً فشيئاً بدأتُ بناءِ اسمٍ مهمٍّ في مجال عملي على مستوى شخصيّ وعلى مستوى المركزِ الطّبيّ الذي أعمل به؛ حيث تلقّيتُ الدّورات العلميّة، وحضرتُ المؤتمرات الدّوليّة التي كان لها الأثرُ الكبير في تحديث معلوماتي بالشّكل الأمثل؛ ففي العمل الطّبّي لا بدّ من الحدّ الأدنى من المعرفة بعلوم إدارة الأعمال "التّسويق والتّفويض والإدارة الماليّة" الّتي حصّلتها عن طريق الدّوراتِ التّخصّصيّة وبالمجهود الشّخصيّ».

تلقّى علومَه من الأساتذة الأوائل لعلم "زراعة الأسنان"، وعن ذلك قال: «ليس من السّهلِ أن تتعلّم من أساتذةٍ همُ الرّعيل الأوّل لهذا العلم فعلم "زراعة الأسنان" كمفهومٍ ليس قديماً بل يُعدّ من العلوم الحديثة التي بدأت أواخر خمسينيات القرن الماضي وبداية ستّينياته على يد المبدع "برينمارك" وأساتذتي الذين تدرّبتُ على أيديهم في "معهد أوبال" للتّعليم المستمرّ لطبّ الأسنان في "المملكة العربيّة السّعودية"، هم من طلابه المباشرين كالأستاذ الدّكتور "نبيل بركات" صاحبِ العلم الواسع والخلق الدّمثِ، أو من طلاب طلابه كالأستاذ الدّكتور "سامي جاد" والأستاذ الدّكتور "نديم أبو جودة"، وفريقٍ كاملٍ من كبار الاختصاصيّين والأكاديميّين في علوم "طبّ الأسنان"، ولكنّنا ما زلنا في هذا المجال في المحطّة الأولى كما قال لنا الدّكتور "نبيل" في إحدى محاضراته».

مع طاقم العمل الطبّي

وعن عمله الطّبّي في المغتربِ وتفاعل المرضى مع هذا العلاج الجديد لتعويض الأسنان قال: «أعمل حالياً في "مجمّع عيادات البياري" في "مكّة المكرّمة" ويزورني يوميّاً من 20 إلى 30 مريضاً في الأحوال الطّبيعية، وليسَ شيئاً عاديّاً أن يكون الإنسان في هذا الموقف، وأظنّ أنّ الحصول على زراعةٍ جديدةٍ ضمن تقنيّةٍ من أحدثِ تقنيّات التّعويض عن الأسنان المفقودة هي من الخبرات التي لا تُنسى، والتي تستحقّ أن يغامر المرء كي يخوضها علميّاً ونفسيّاً، وليس أجمل من ردّة فعل من تُجرى له هذه التقنيّة، فهي شيءٌ يثلج الصّدر ويبعث على الاستمراريّة والتّفاؤل».

وعن حنينه إلى بلدهِ الأم واحتمال العودةِ إليه قال: «أحسّ بعظمةِ ما فعله والدايَ لتربيتي بهذا النّفسِ الطّويل، فأغلب العائلات السّوريّة كان ولا يزال العلم ُهاجسَها، وكم أنا مدينٌ لهما، فلهما شديد التقدير، ويا لها من حرقةٍ. أتمنّى أن يسافرَ كلّ سوريٍّ بعيداً عن وطنه ليدركَ معنى أن يكون سوريّاً، فأنا مسكونٌ بالحنين إلى وطني وبهاجس العودة إليه، مُدافعاً عن سرّهِ وهويّتهِ، شغوفاً لأشارك في بنائه».

الطبيب" مهند شاهين" في نزهة للراحة من العمل

طبيب الأسنان "حيّان عيسى" زميله وصديقه في المُغترب قال: «حصد الدّكتور "مهنّد" نجاحاً باهراً وسريعاً بعد فترةٍ وجيزةٍ من وصولهِ مُغادراً أرضَ الوطن، وحقّق سمعةً طيّبةً بين مُراجعي العيادة، حتّى إنّه وباعتراف مدير العيادة ومالكها قد أنقذها وأعاد إليها صيتَها بعد أن كانت على وشكِ الإغلاق؛ حيثُ أتى من "سورية" بروحٍ طبّيّة جديدةٍ كليّاً عمّا هو سائدٌ في الأوساط الطّبّيّة الخاصّة في منطقةِ "مكّة المكرّمة"، حيث إنّه اتّبعَ أسلوب التّعريف بوسائل العلاج المختلفة للمريض الذي أسند إليه إمكانيّة التّمييز، والاختيارِ بين أفضلها كوسيلةٍ لزرع الثّقةِ في نفس المريض بما يخدمُ الحصولَ على النّتيجةِ المُثلى له».

بينما عزا "غدير علي حسن" المدير الماليّ لإحدى شركات الكمبيوتر في "مكّة" نجاحه الطبّيّ إلى أخلاقه وطبيعته؛ حيث قال: «الدّكتور "مهنّد" ذو شخصيّة ودودة، ومُحبّبة لكلّ من يتعرّفه، وكلّ يومٍ جديدٍ يحملُ له أصدقاء جدد ممّن يودّون صداقته، ويتمتّع الدّكتور "مهنّد" بشخصيّةٍ أدبيّةٍ مُهمّةٍ فهو شاعر الأحاسيسِ المُرهفة، حتّى إنّنا نقرن سهرة يوم "الخميس" بحضوره وإلقائه أجمل ما كتب، وبسببِ هذه الرّوح الشّاعريّة ليس غريباً أن يشعرَ المريضُ بأنّه في حضرةِ صديقٍ طبيب».

يُذكَر أنّ الطّبيب "مُهنّد شاهين" من مواليد "حمص" 1978.