بعد أن حقق رصيداً وافراً من العمل المسرحي، كمؤلف ومخرج، تعرفه المدينة الآن كعنصر محرك وفاعل لعدد كبير من الأنشطة الفنية والثقافية التي تقوم فيها. "ياسر دريباتي" واحد من أهم الوجوه الناشطة في المجال الثقافي في مدينة "اللاذقية" سواء من ناحية شغله في مجال تخصصه الجامعي، -وهو المسرح- أو من خلال إقامته أو رعايته -كمدير للبيت العربي للموسيقا والرسم- عدداً كبيراً من الأنشطة الفنية في المدينة، وخارجها.

عمل "دريباتي" منذ العام 1998م وحتى العام 2008م على إخراج عدد من الأعمال المسرحية، كما ساهم هو في تأليف بعض منها فقد أخرج أعمال: "الملك هو الملك"، و"الدب"، ووألف وأخرج كل من مسرحية "ليلى والذئب" و"مطر" و"وجوه من خرز" و"عزف منفرد" وإذ اشتهر عن "دريباتي" تبنية لفن المونودراما المسرحي من خلال تأليفه وإخراجه لعدد من المسرحيات في هذا الاتجاه كانت منها "وجوه من خرز" و"عزف منفرد" إضافة لتأسيسه مهرجاناً خاصاً يحمل أسم هذا الفن.

إني أعمل على إنجاز مشروع ثقافي فني أساسه "البيت العربي" إضافة إلى الشغل المسرحي الذي لا أستطيع الاستغناء عنه، وهناك تقاطع بين كلا الوجهين، فالذي يربط عملي كمخرج مع عملي في إدارة "البيت العربي"، هو أني أسعى لإنجاز مشروع ثقافي يخصني، ومن الصعب التمييز والتفريق بين المشروعين، ويؤكد مهرجان "المونودراما" المسرحي على أن المسرح حاضر في شغل "البيت العربي" كما أن "البيت العربي" حاضر في المسرح

كان له أيضاً دور في الإشراف على ورشة عمل للأطفال في مجال مسرح الطفل، كللها بكتابته وإخراجه لعمل مسرحي قدمه بالتعاون مع جمعية "مسار" حمل اسم "حلم الفتاة ندى"، أما في مجال العمل الإداري، فإضافة لتأسيسه مهرجاناً للمونودراما -هو الأول من نوعه عربياً، والذي أطفأ فيه شمعته الخامسة في آخر نيسان من العام 2009م- فإن "دريباتي" بحكم كونه مديراً للبيت العربي للموسيقا والرسم، يعمل دوماً على تنظيم أو رعاية أنشطة مختلقة منها ما هو ثابت كالحفل السنوي لطلاب "البيت العربي للموسيقا والرسم"، ومنها ما هو مستجد كحفلات فرقة "زواريب" الموسيقية، أو ورش العمل المسرحية والغنائية، وغير ذلك.

المخرج و الممثلة (وجوه من خرز)

eLatakia توجهت إلى "البيت العربي للموسيقا والرسم" والتقت الفنان "ياسر دريباتي" بهدف التعرف بشكل أكبر على تلك الشخصية فقال: «في بداية عملي المسرحي كانت العروض السنوية في مدينة "اللاذقية" قليلة جداً، ولم يكن هناك أي مهرجان مسرحي يقام بشكل دوري في المدينة، عندها لم يقتصر عملي على إخراج أعمال مسرحية بل تعدى ذلك إلى تأسيس مهرجان خاص بفن المونودراما، عدا عن إقامة عدد من ورشات العمل المسرحي منها "ورشة إعداد ممثل" و"ورشة كتابة النص المسرحي"، الأمر الذي حرض على انخراط عدد أكبر من الشباب في الشغل المسرحي، عدا عن ظهور مهرجانات أخرى تلت مهرجان المونودراما كمهرجان الكوميديا المسرحي، ومهرجان المسرح الجامعي وغيره، كل ذلك نقل المدينة إلى وضع تجاوزت فيه العروض المسرحية أكثر من خمس وعشرين عملاً في للعام الواحد كما يحدث الآن».

العمل الإداري كثيراً ما يأخذ من وقت المبدع ويشغله، فهي أمور تشوش انسجامه مع ذاته، ولذلك كان سؤالنا عن أي الكفتين يميل إليهما في حياته فقال: «إني أعمل على إنجاز مشروع ثقافي فني أساسه "البيت العربي" إضافة إلى الشغل المسرحي الذي لا أستطيع الاستغناء عنه، وهناك تقاطع بين كلا الوجهين، فالذي يربط عملي كمخرج مع عملي في إدارة "البيت العربي"، هو أني أسعى لإنجاز مشروع ثقافي يخصني، ومن الصعب التمييز والتفريق بين المشروعين، ويؤكد مهرجان "المونودراما" المسرحي على أن المسرح حاضر في شغل "البيت العربي" كما أن "البيت العربي" حاضر في المسرح».

من الجدير بالذكر أن الفنان "ياسر دريباتي" من مواليد "اللاذقية" 1965م، حاصل على إجازة في الفنون المسرحية من من المعهد العالي للفنون المسرحية في "دمشق".