هي قصة "آل مهروسة" رواد صناعة الطحينة والحلاوة الطحينية وحلاوة النفيشة وزيت السمسم "السيرج" و"الناضف" في محافظة "اللاذقية" التي يرويها الحاج "عبد القادر مهروسة" صاحب أقدم محل للحلاوة في "اللاذقية": «القصة بدأت من المملكة الأردنية الهاشمية في "العقبة" منذ عام /1928/ لتنقل بعدها إلى سورية والى مدينة "حلب" ومن ثم إلى "اللاذقية" حيث أقامت الأخيرة أكثر من معمل وفرع مما ساعد على تطور عملها وسوق منتجاتها بشكل أسرع».

موقع "eLatakia" التقى الحاج "عبد القادر مهروسة" بتاريخ 27/10/2010 الذي تحدث عن تاريخ سلسلة "آل مهروسة" وبدأ بالقول: «تاريخ مهنتنا بدأ في "العقبة" عندما كان لجدي وإخوته معمل للحلاوة هناك، ومن ثم انتقل جدي إلى "سورية" وعاش في "حلب" هو وأولاده، وأسس هناك معملا وفروعا له تابعة "للعقبة"، وبعد ذلك جاء أبي إلى "اللاذقية" وفتح دكانا للحلاوة في شارع "القوتلي" عام /1928/- حيث كان عمري آنذاك تسع سنوات- ومن ثم قام أبي بشراء دكان ثان لي في نفس العام-/1928/-، ومن هنا بدأت وصار عندي معملا لصناعة الطحينة والحلاوة وملحقاتها في "المنطقة الصناعية الجديدة".

"حلويات مهروسة" من أطيب وأميز أنواع الحلويات، نعتاد عليها في أوقات معينة كما في سحور رمضان مثلاً، ولا بد من وجودها على سفرة كل فطور يومي نجلس عليه

وقمت بتعليم ولدي هذه المهنة وهو الآن مشرف على المعمل، بالإضافة لوجود أكثر من خمسة أفرع لأقربائي موزعين في كافة أنحاء "اللاذقية"، فمهنتنا الحلاوة والطحينة ولا نعرف غيرها وسنعلمها لأولادنا من بعدنا للحفاظ على تراث العائلة».

الحاج "عبد القادر مهروسة"

ولكل نوع من أنواع الحلويات الناشئة عن الطحينة طريقة معينة، الحاج "مهروسة" تحدث عنها بالتفصيل، وبدأ حديثه عن الحلاوة الطحينية، حيث قال: «الحلاوة الطحينية مكونة من "السكر والطحينة وشرش الحلاوة"، ويعتمد طريقة صنعها على غلي "السكر بالماء" ومن ثم نضعه في خفاقة، وفي هذه الأثناء نكون قد قمنا بتسخين "الطحينة" المصنوعة سلفاً في معملنا من "مادة السمسم" لنخلطها بـ"السكر" بالإضافة لـ"شرش الحلاوة"، و"شرش الحلاوة" لا يزرع بل ينمو في أراضٍ برية في منطقة المعرة التابعة "لحلب" وينمو كل خمس سنوات وليس بشكل سنوي».

أما عن النوع "النفيشة" أو "الشوشية" الذي تشتهر به "اللاذقية"، أخبرنا عنه الحاج "مهروسة": «طريقة صنع "النفيشة" تشبه طريقة الحلاوة الطحينية لكن هناك فرق واحد، وهو يتعلق بـ"السكر" الذي يجب أن يصل لدرجة لزوجة تشبه الراحة، ونقوم بتبريدها لليوم الثاني ونضعها في "العجانة" مع "الطحينة والسمسم"، فتكون بالنهاية عبارة عن "حلاوة" شبيهة بـ"المطاط" ومن هنا أتت تسميتها "شوشية"».

الحلاوة النفيشة

أما عن زيت السمسم "السيرج"، يقول الحاج "مهروسة": «نقوم بتحميص "السمسم" لدرجة الاحمرار فنستخرج منه "زيت السمسم"، وينشأ عن السمسم أيضاً "طحينة حمراء" تصنع منها "مادة الكسيبة" وهي تباع في "شهر رمضان" حصراً».

وعن فوائد "زيت السمسم" بحسب خبرة الحاج "مهروسة" في هذا المجال، أكد بالقول: «"زيت السمسم" له فوائد صحية جمّة، منها تخفيف القلق وتهدئة الأعصاب وتسكين التوتر، وهو مفيد للفم وأمراض اللثة والأسنان، و"زيت السمسم" لا يسبب أي آثار جانبية أو اضطرابات هضمية، بل على العكس من ذلك -وهذا حسب خبرتي الطويلة في هذا المجال».

من داخل احد فروع البيع

الشاب "فهد طراف" من اللاذقية تحدث لنا عن "حلاوة مهروسة" بقوله: «"حلويات مهروسة" من أطيب وأميز أنواع الحلويات، نعتاد عليها في أوقات معينة كما في سحور رمضان مثلاً، ولا بد من وجودها على سفرة كل فطور يومي نجلس عليه».

فيما تقول الشابة "منى عزيزة" تتحدث: «أنا اسكن في ريف اللاذقية وفي كل شهر تقربياً أذهب إلى احد فروع "حلويات مهروسة" المنتشرة في أحياء "اللاذقية"، ويكفي هذه العائلة عراقتها القديمة، ونحن في القرية اعتدنا عليها وعلى طبيعيتها ومكوناتها المعروفة للجميع».

الجدير بالذكر أن حلويات "آل مهروسة" تقع في شارع "القوتلي" في ساحة "الشيخ ضاهر"، وهي من أشهر محلات الحلاوة في محافظة "اللاذقية".