دوّن المصور "لطفي الأسد" اسمه في ملاعب وصالات "اللاذقية" الرياضية، عندما رصدت عيناه التميز، فكانت اللقطات المعبرة حاضرة في محفوظاته على مدار عشرات السنين بعين الخبير.

في لقاء مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 13 تموز 2018، تحدث مصور الفوتوغراف الرياضي "لطفي الأسد" عن نشأته وعلاقته بالكاميرا قائلاً: «ترعرت ضمن أسرة تمتهن التصوير؛ فوالدي الراحل "محمد راتب" كان يمتلك محلاً للتصوير، وإخوتي جميعاً لديهم موهبة التصوير، وهم: "صبحي، ورمزي، ومفيد، ومحمد"، لكنهم ابتعدوا عنها وشق كل منهم طريقه في الحياة. تعلمت فنون التصوير من الوالد الذي شغل منصب عضو مجلس إدارة جمعية المصورين في "اللاذقية" قبل أن يتوفى عام 1994، كنت أعمل معه منذ الصف الخامس، أيام "الأبيض والأسود"، وتحميض الأفلام بغرفة خاصة، وذلك عام 1984. كان يوجهني من بداية بروز موهبتي خلال الرحلات المدرسية؛ وذلك من حيث فتحة العدسة وسرعتها التي تتناسب مع نوعية الإضاءة، وكنا نستخدم كاميرات قديمة كبيرة الحجم من ماركتي "بنيتكس وكانون"، وهي يابانية الصنع، وعدسات "زايز" للأبيض والأسود، إضافة إلى المكبر اليدوي لتكبير الصور ماركة "كروكوس"».

الكاميرات بالمجمل تتشابه بالمواصفات، لكن الذي يختلف هو العدسات وخبرة التعامل معها، وعلى المصور أن يتميز بإحساسه باللقطة المميزة واختياره للزاوية المناسبة لأخذها، وسرعة البديهة

وتابع عن أهم مشاركاته خارج الاستديو: «بدأت العمل فعلياً بمهنة التصوير بعمر 15 سنة، وتسلمت الاستديو عام 1990، حيث كنت أصور الأشخاص، وانتقلت إلى التصوير الخارجي عام 1996، وكانت أول مباراة أقوم بتصويرها "حطين" و"الكرامة". كما صورت المشاركين بالمعسكرات الصيفية لاتحاد "شبيبة الثورة"، وفعاليات مهرجان "المحبة" بكل نسخه، ودورات "تشرين" الكروية منذ انطلاقتها، إضافة إلى مشاركتي بنقل البطولات الرياضية العربية والإقليمية، ومنها بطولة بناء الأجسام والفروسية والسباحة، وبطولة غرب آسيا للسباحة.

لطفي الأسد مكرماً من اتحاد شبيبة الثورة

ومن أبرز النجوم العرب الذين صورتهم "عبد الله الدعيع"، و"فهد الثنيان"، و"سامي الجابر" من "السعودية"، و"محمد أبو تريكة" من "مصر"، إضافة إلى رياضيين عرب وفنانين قاموا بزيارة "اللاذقية"، ولا أنسى نجوم الرياضة السورية».

وأضاف عن علاقته مع الكاميرا: «أعدّ الكاميرا جزءاً مني، فهي الأقرب إلى نفسي، وأحرص على سلامتها وأعتني بها، وعلاقتي بها لا يمكن أن أصفها لكونها ترافقني دائماً، وقلما أخرج من منزلي أو محلي من دونها. عملت مع عدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية، منها: صحف "الاتحاد، والبعث، والوحدة"، ومجلتا "أولمبياد الكرة" اللبنانية و"الصقر" القطرية، وكانت صوري تنال رضا الإعلاميين كافة من أيام الراحل "طيب صفوة" والراحلة "مها بدر"، وحتى الآن الجميع يشيد بنوعية وتميز اللقطات التي أرسلها».

من صوره في التسعينات

وعن مزايا المصوّر، قال: «الكاميرات بالمجمل تتشابه بالمواصفات، لكن الذي يختلف هو العدسات وخبرة التعامل معها، وعلى المصور أن يتميز بإحساسه باللقطة المميزة واختياره للزاوية المناسبة لأخذها، وسرعة البديهة».

وتحدث "لطفي" عن مشاركاته بالقول: «بحكم عملي مع أغلب المنظمات الشعبية، شاركت بثلاثة معارض مع فرع "شبيبة الثورة" في "اللاذقية"، وكان لي شرف دخول مسابقة أجمل لقطة صحفية عام 2013 التي أقامها اتحاد "الشبيبة" على مستوى القطر، ونلت المركز الأول بالمسابقة».

من مشاركته ببطولة غرب آسيا للسباحة

وحول دخول التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، قال: «أحدثت التكنولوجيا خدمة متميزة لنا بالتحول من الكاميرات القديمة "أفلام" إلى الحديثة "ديجتال"، وتم الاستغناء عن الأفلام والتحميض واختصار الوقت والتكاليف، وكنا سابقاً نقوم بتحميض "الأسود والأبيض" في المحل، فيما نقوم بإرسال الأفلام الملونة إلى "بيروت"، وبعدها اختصرت المسافة وافتتح مخبر للتحميض في "طرطوس"، إلى أن تم افتتاح عدة مخابر للتحميض في "اللاذقية"، واليوم لم نعد بحاجة إليها. وفيما يخص وجود الكاميرات في الهواتف المتحركة بجودة عالية أثّر سلباً بمهنة التصوير، وأصبح أغلب من يمتلك الأجهزة مصوراً، لكن تبقى لمسة المصور وحسه البصري ونظرته الإبداعية، والتكنولوجيا لا تخلق الموهبة التي تميز المصور الفوتوغرافي».

الإعلامي "عمر شريقي"، قال: «المصور الرياضي "لطفي الأسد" صديق وزميل العمل، مبدع بكاميرته ومرهف الحس بلقطاته الفنية التي تذهب بالمتابع بعيداً؛ وكأنك تريد أن تمسك بالأشياء، وكأن ثمة قصة تتكون بين يديك من خلال مشهد بسيط، هذا ما يمنحك إياه عبر مجموعة من الصور جامعاً بين جمالية الإبداع والجودة والحرفية، يأنس بالأشياء فيصورها هكذا بكل بساطة، تعنيه طبيعة الموضوع ويترصد الإحساس في كل شيء فيلتقط الصورة، يعايش الناس فيلخص صوره بمقولة: "يفتحون لك قلوبهم، فتصورهم"».

المصور "إبراهيم سعدية" يقول: «تعرفت إلى "لطفي" قبل سنوات في الملاعب، وقد استفدت من معرفته وخبرته بالتصوير كثيراً، قدم لي نصائح أضافت إليّ الكثير. يأخذ لقطات متميزة مع أن كاميرته ليست حديثة ككاميرات الكثيرين ممن يحضرون معنا، لكن حسه البصري وخبرته تجعله يتفوق دائماً بأخذ أجمل وأروع الصور التي ينفرد بها بملاعب "اللاذقية"».

يذكر أن المصور "لطفي الأسد" من مواليد "اللاذقية" عام 1974، ويشغل منصب رئيس جمعية المصورين في "اللاذقية" من عام 2005 وحتى الآن.