كان شغوفاً بمراقبة خاله "خليل تيدور قازنجي" الذي كان رسّاماً ماهراً في عصره وكانت الخطوة الأولى حين اضطرّه عدم اكتراث أهله بجلب الألعاب له إلى رسم هذه الألعاب على ورق مقوّى وقصّها والتّعامل معها كمجسّمات وألعاب حقيقيّة.

"بولس سركو" تحدث مع موقع eLatakia يوم الاثنين الموافق لـ13/12/2008 فقال متأثراً: «حتّى هذا اليوم، عندما أرى أطفالاً يلعبون، أتمنّى أن أقف وألعب معهم وكأنّي طفلٌ مثلهم».

حتّى هذا اليوم، عندما أرى أطفالاً يلعبون، أتمنّى أن أقف وألعب معهم وكأنّي طفلٌ مثلهم

ويضيف: «تطوّرت الحالة مع تطوّر عقل "سركو" الطّفل، وهنا بدأت برسم الأشخاص بعد انطلاق الثّورة الفلسطينية، فرسمت الفدائيين وأسلحتهم وقصصتها كما كنت أفعل لصنع ألعابي، ولكن هنا كنت أمثّل عمليّاتهم الفدائيّة كما كنت أفهمها بخيالي الصغير بعد سماعها من المذياع، وبهذا الشكل تمرّنت يداي على الخطوط القويّة الواضحة وعيوني بقيت على النسب الصحيحة التي أبحث عنها».

هكذا كانت طفولة "سركو"، أما شبابه فيحدثنا عنه قائلاً: «قضيت شبابي بدخولي إلى مركز الفنون التشكيليّة في "اللاذقية" في العام الدراسي (1976-1977)، وفي المركز اطّلَعت على قواعد الرّسم والتجسيم (مفهومي الظل والنور)، وحصلت لوحتي على الجائزة الأولى في المعرض السنوي لمراكز الفنون السورية في محافظة "الرقة" عن لوحات "الأبيض والأسود"، أمّا في معهد "فان دير كيلين" في بلجيكا، فقد ارتقت الحالة من التصوير المباشر للأشكال إلى محاولة تحرير هذه الأشكال من العراء، في عملية التطابق بينها وبين مثيلاتها المرسومة».

كنتيجةٍ لولع "سركو" الشديد بالقراءات وخاصةً الشعرية منها، كانت بوادر ذلك البعد الخيالي الذاتي في نفسه قد بدأت قبل ذهابه إلى بلجيكا، فكانت هناك عدة محاولات لتجسيد الصور الشعرية بالرسم، مثل "جفرا" لـ"محمود درويش" و"سوزان المجنونة" لـ"بندر عبد الحميد" و "المرأة التي تبحر في نهر الخمر على قارب هو جسد الرجل" من أفكار "غادة السمّان".

وعن معارضه يقول "سركو": «أوّل معرض كان عام 1974 وهو مشاركة أساسية في جناح العلوم الاجتماعية في مهرجان اليوبيل الذهبي لثانوية "جول جمّال باللاذقية"، بعدد من اللوحات الزيتية بمقاسات كبيرة وذات طابع تعليمي، كما جرى وقتها أوّل لقاء إذاعي معي وهناك معرضان لهما أثر كبير في نفسي هما "نجوم الفجر الأسود" و"إيقاعات شكلية" وآخر معرض لـ"سركو" كان في مقهى "ناي" الثقافي الفني، فكان هذا المعرض بمثابة بحث في علاقات اللون الأحمر وخاصةً مع الرَّماديات.

والجدير بالذكر أن "سركو" يتحضر لمعرض بصالة "الفاف" في إمارة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتّحدة، وذلك في الشهر الثالث من عام 2009.