بعد أربع سنوات من تسربه من المدرسة والعمل في مختلف الأعمال؛ وجد الطفل "محمد حمادي" نفسه محاطاً بمجموعة من الأطفال مثله يمارسون اللعب والرسم من دون خوف أو قلق وبفرح كبير.

"محمد" البالغ من العمر 12 عاماً تسرب من المدرسة إثر الأوضاع في مدينة "حلب"، وقدم مع أهله إلى "اللاذقية" لينخرط في سوق العمل في قطف الليمون، واليوم شارك في نشاط حمل عنوان: "دعم اللعب وحماية حقوق الطفل"، أقامته بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال "دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس" في حديقة "العروبة" بتاريخ 13 حزيران 2015.

عدت إلى المدرسة أخيراً، الآن أستطيع أن أتابع دروسي التي حرمت منها وأنا سعيد و"فرحان" لأنني سأحقق حلمي الذي حرمت منه لأن أكون طبيباً يخدم الناس كما خدمني هؤلاء الناس هنا

تحدث "محمد" لمدونة وطن "eSyria” قائلاً: «عدت إلى المدرسة أخيراً، الآن أستطيع أن أتابع دروسي التي حرمت منها وأنا سعيد و"فرحان" لأنني سأحقق حلمي الذي حرمت منه لأن أكون طبيباً يخدم الناس كما خدمني هؤلاء الناس هنا».

المتطوع ميشيل لبس

تسرب الأطفال من المدرسة ظاهرة انتشرت في "سورية" بسبب الأزمة وتحتاج إلى وقفة حقيقية من الجميع للحد منها ومكافحتها، وهي الفكرة التي انطلق منها النشاط مؤسساً مدرسة لاحتواء بعض هؤلاء المتسربين والحوار مع أهلهم للتأكيد على حق الطفل بالمدرسة واللعب في آن واحد.

الشاب "ميشيل لبس" من متطوعي البطريركية ومشارك قال: «أغلب الأطفال المشاركين ممن يعملون في سوق العمل من أجل لقمة العيش، ولأن من حق هذا الطفل أن يلعب ويعيش كغيره من الأطفال؛ كان هذا النشاط المتمم بالأصل لنشاطنا في افتتاح مدرسة صيفية لتعليمهم ما فاتهم من الدروس بالتعاون مع أهاليهم، هؤلاء مستقبل البلد وبحاجة إلى الاهتمام اللازم».

كارلا في النشاط

ضم النشاط 75 طفلاً؛ كما تقول "كارلا بولس" من متطوعي البطريركية ومن المهتمين بتقديم الدعم النفسي للأطفال مضيفة: «المجتمع أكبر من الطفل، ونحاول عبر إحضار الطفل إلى ساحة اللعب أن يقوم بتفريغ طاقته والتأكيد على أن من حق الطفل اللعب كغيره، تم اختيار النشاطات على أساس أعمار الأطفال وأكثر النشاطات يمكنهم التعبير فيها عن ذواتهم كتعبيرهم عن مشاعرهم، كذلك مثلاً رسم الحالة التي يشعر بها مع أحلامه، وبإمكانه أن يقوم برسمها على لوحة يقدمها، الأعمار بين 6 سنوات وحتى 12 سنة».

استمر النشاط أكثر من ثلاث ساعات في حديقة "العروبة" وشارك فيه إضافة إلى البطريركية جمعية "موزاييك" للأعمال الإغاثية والإنسانية.

من النشاط في الحديقة