يتابع النحات "نزار بدر" مشواره النحتي في ثاني معارضه النحتية لهذا العام بالانتقال الفني إلى عوالم نحتية أقسى في مادتها مما سبق واشتغل عليه.

في معرضه المقام حالياً في ثقافي "اللاذقية" يتقدم خطوة إضافية في تقديم مشروعه الفني للجمهور، وينحاز هذه المرة إلى عوالم "البازلت" الأسود القاسي ليشكل من خلاله ملامح "الصرخة" التي عنون بها معرضه.

هناك شيء ما في عقل الفنان ينعكس في المنحوتات بشكل ثنايا قاسية الملامح، الرخام والبازلت اللذان استعملهما في عمله هما في الأصل قاسيان، رغم ذلك فإن الفنان جعلهما بين يديه بسهولة الطين، أستغرب قدرته على التشكيل وبهذه النعومة أيضاً للمنحوتات

ستون منحوتة مختلفة الأشكال والأحجام، جمع بينها قساوة الملامح ونبل الرسالة التي تفاجأ بها المتلقي عبر "صرخة" ممتدة من البدء السوري للحضارة، إلى أيامنا المتلاحقة هذه، من المنحوتات ما هو طولاني ومنها ما هو مجسم، ولكنها تتفق في أنها خارجة من "روح الإنسان السوري"، وكلها تترقب المشاهد لتخبره بأسرار استمرارها الحضاري الطويل، ترى الآنسة "دلبرين بدر" (17 عاماً) في المنحوتات رسالة مضمنة إلى واقعنا الراهن أيضاً، وتضيف في حديث مع مدونة وطن “eSyria” بتاريخ 10 تموز 2014 قائلةً: «هناك شيء ما في عقل الفنان ينعكس في المنحوتات بشكل ثنايا قاسية الملامح، الرخام والبازلت اللذان استعملهما في عمله هما في الأصل قاسيان، رغم ذلك فإن الفنان جعلهما بين يديه بسهولة الطين، أستغرب قدرته على التشكيل وبهذه النعومة أيضاً للمنحوتات».

من الأعمال الحديثة

شهد المعرض حضوراً فنياً ورسمياً كبيرين، الفنان التشكيلي "محمود حسن" تابع أعمال النحات "بدر" منذ معرضه الأول في الأوركسترا غاليري العام الماضي، ويرى في معرضه الجديد نقلة في مسار تجربته الفنية، ولم يخف إعجابه بالمنحوتات قائلاً: «"نزار بدر" ينحت كأنه يلعب مع الحجر، وفي إصراره على نحت الوجوه البشرية بمختلف أوضاعها وتشكيلها مع البيئة طولانياً وعرضياً، ينتمي إلى النحت المنفرد بخصوصيته، لا أقول هذا مجاملة، فهو حقيقة نسق منفرد في النحت السوري، الرجل لم يتعلم أكاديمياً أية تقنيات، ومع ذلك تنساب الكتلة بين يديه بمطواعية وثقة واحترافية».

بين الرخام والغرانيت يجد النحات "بدر" نفسه أقرب إلى صديقه "الرخام"، يقول في حديثه مع المدونة: «يبقى الرخام أقرب إلى يدي وروحي، إلا أنني في عملي على الغرانيت الأسود (البازلت) أردت تغيير البياض المسيطر لتقديم مشهدية بصرية تدعو إلى الفكاك من أسر الأزمة الراهنة في البلد بأن نصرخ كلنا كفى سواداً، ووصلت هذه الصرخة مع الماضي السوري بلغة النحت، هناك منحوتات تنتمي فكرياً وحضارياً إلى "أوغاريت"، بعضها الآخر ينتمي إلى بقاع أخرى من الوطن، لعل الفن يصل ما انقطع بين السوريين».

الفنان محمود حسن

المعرض افتتح اليوم، ويستمر لأسبوعين في ثقافي "اللاذقية" في قاعة المعارض الطابق الثاني، من الصباح حتى الخامسة مساء.

دلبرين بدر مع منحوتة