يمتاز الفنان "ابراهيم معلا" بخصوصية العمل وباستخدامه أدوات متوافرة في بيئته بكثرة كالأوراق والمناديل الورقية والتراب، والقهوة والأعشاب وغيرها، وفي معرضه الجديد الذي أقامه في "اللاذقية" في المقهى الثقافي "ناي أرت كافيه" قدم أعماله بشكل مختلف فلم يستخدم الفرشاة في الرسم بل رسم باصابع يديه، وهو الذي حجز لنفسه مكاناً في الصف الأول في الحركة التشكيلية السورية.

توجه eLatakia إلى المعرض بتاريخ 28/9/2010 وتحدث إلى الفنان "إبراهيم معلا" الذي مارس الفن منذ الطفولة وانقطع لفترة عشرين عاماً ومن ثم عاد إليه بدافع الحنين والمحبة وحول اختياره مكان العرض في "ناي آرت كافيه": «اخترت المكان لحميميته وللعلاقة التي تربطني بالفنان المصور الضوئي "انس إسماعيل"، ولعدد المعارض النوعية التي وجدت في الصالة ولاهتمام المقهى الثقافي بالتشكيل وبنوعية العرض وطريقته وعلى الرغم من صغر الصالة أحببت أن أقدم تجربتي الجديدة والمميزة وهي أعمال قمت برسمها بالأصابع دون أي تقنيات فنية أو ريش أو سكاكين للرسم، أو مشاحف».

في سورية برزت أسماء جادة وأنيقة ولها تجربتها الخاصة التي استطاعت أن تمزج بين الفنين والعالمين وان تخرج بما يتلاءم مع عالمها، وبيئتها وتراثها، يقدم حالة خاصة ولكل واحد منا عالمه الخاص وحتى أشقائي

وعن الأعمال وفكرته باستخدام الأصابع واستعاضته عن الأدوات الخاصة أو السكاكين يقول: «الفكرة الأصلية هي إذا رسمت بالريشة أو بالسكين سيظل هناك حاجز بين الفنان وبين العمل واللون ويلغي الإحساس ففي أعمالي هناك ما له علاقة بالعزف والرقص فعندما تعمل بأصابعك بكلتا اليدين تقوم بحالة من العزف بشكل خاص ومن هنا أتت التجربة».

احدى الاعمال

في أعماله عالم موسيقا متداخل مع عالم اللون، هل هناك حالة خاصة في طرح القضية؟ عن ذلك يقول "معلا": «عندما تكون مختلفاً وتقرأ الموسيقا في أي عمل فني فهذا شيء مهم، وعندما تفتح عينيك على نوطة موسيقية حولت إلى ألوان يضاف قيمة جديدة تختلف عما تشعر به عند سماعك لها عبر المذياع ومن خلال أذنك، فهي عزف لوني على المشاعر وهي كانسيابية الرقص عندي».

وحول الحالة الفنية والتجربة الشبابية وتخبطها بين الواقعية الكلاسيكية الروسية وبين الواقعية الحرة الأوروبية يقول: «في سورية برزت أسماء جادة وأنيقة ولها تجربتها الخاصة التي استطاعت أن تمزج بين الفنين والعالمين وان تخرج بما يتلاءم مع عالمها، وبيئتها وتراثها، يقدم حالة خاصة ولكل واحد منا عالمه الخاص وحتى أشقائي».

الموسيقى تصدح في العمل الفني

أما الفنان الضوئي "أنس إسماعيل" صاحب ومدير ناي آرت فيقول حول تجربة الفنان "معلا": «هذا المعرض هو الخامس والثلاثون على التوالي في ناي آرت كافيه ومعرض الفنان "إبراهيم معلا" في هذه المرة هو معرض يشكل نقلة نوعية في أعمال الفنان "إبراهيم" من معرفتي السابقة وهو في هذا المعرض دخل إلى عوالم جديدة ومختلفة ونوعية إلى حد ما وعمل على اللوحة الكبيرة، والحقيقة حتى المناظير التي عمل عليها جميلة وغير متوقعة فقد استطاع أن يمزج بين التجريد والتعبير في بعض اللحظات وطاغية الحالة اللونية على التكوينات وربما تشكل حالة سلبية عند البعض وطغيان الحالة اللونية التشكيلية أكثر من الحالة التكوينية في اللوحة لم تكن سلبية بل وفق بها وليأخذنا للعوالم من الكتل والتكوينات الافتراضية التي تفرضها حركة اللون في اللوحة واستطاع بتدرجات معينة خلق تكوينات وعوالم افتراضية في المخيلة، ويخترعها المشاهد والمتلقي أكثر مما يقدمها الفنان وهذه نقطة تسجل له».

ويضيف الفنان والمصور الضوئي "نوح عمار حمامي" والذي إلتقيناه بعد وصوله من حلب حول المعرض: «المعرض شكل لي مفاجأة جميلة ففي سفري أتأمل على الطريق الطبيعة كما هي ولكن عند دخولي إلى صالة المعرض أتفاجأ ويصبح عندي نوع من السعادة المنعشة بهذه اللوحات الانطباعية التجريدية التي تحتوي الكثير من الإحساس وتداخل الألوان فهي كالحلم وفيها مساحات للهروب إلى داخل العمل الفني وهذا شيء جميل جداً».

جانب من الحضور

وقد شارك الفنان بعدد كبير من المعارض الفردية والجماعية في كل من "حلب وطرطوس ودمشق واللاذقية" وفي لبنان وله أعمال في كوبا ويستمر المعرض حتى التاسع من شهر تشرين الأول عام 2010.