«تعتبر قرية "كفرشلايا" الواقعة إلى الغرب من "أريحا" بحوالي /10/ كم من أهم مراكز العبور إلى الجنوب باتجاه قرى جبل الزاوية، وحلقة الوصل بين القرى والجزء الغربي من محافظة "إدلب" عبر طريق قديم يعود إلى العصور الكلاسيكية، يصلها بقرية "بلشون" مركز مواصلات جبل الزاوية، وتشير المصادر التاريخية إلى أن هذا الطريق القديم كان ممراً هاماً في القرنين الخامس والسادس الميلادي.

ويذكر الباحث "عبد الحميد مشلح" في كتابه "الظاهر والمدفون في بلد الزيتون" أن القرية تحوي واحداً من /75/ ديراً تقع بين "أنطاكية" و"أفاميا"، ومن المرجح أن هذا الدير هو الموقع المسمى حالياً "الصهريج"، وهو بناء يقع تحت مستوى الأرض شيد بحجارة كبيرة، وما زالت معالمه كما هي». والحديث للأستاذ "محمود الجغم" رئيس بلدية "كفرشلايا" في لقائه موقع eIdleb.

يشرف الطريق على أحد المقامات الأثرية، والذي يرجح أنه يعود للفتح الإسلامي للمنطقة، وذلك حسب تسميته "الشيخ عامر" نسبةً إلى القائد "عامر بن الجراح"، كما أن نهاية الطريق من ناحية القرية تضم مغارات رومانية ويونانية، ما يعكس القيمة التاريخية والسياحية الكبيرة لهذا الطريق

وتتعدد المواقع الأثرية التي ذكرها "الجغم" والتي تدل على أهمية الطريق التاريخية فقال: «يشرف الطريق على أحد المقامات الأثرية، والذي يرجح أنه يعود للفتح الإسلامي للمنطقة، وذلك حسب تسميته "الشيخ عامر" نسبةً إلى القائد "عامر بن الجراح"، كما أن نهاية الطريق من ناحية القرية تضم مغارات رومانية ويونانية، ما يعكس القيمة التاريخية والسياحية الكبيرة لهذا الطريق».

محمود الجغم

ويتحدث السيد "نديم مراد" عن أهمية الطريق قبل شق الطرق الإسفلتية فقال: «كانت قرية "كفرشلايا" الممر الغربي لقرى جبل الزاوية عبر هذا الطريق الذي يختصر المسافة من قرية "بلشون" عوضاً عن الذهاب إلى "أورم الجوز" والاتجاه غرباً، فقبيل انتشار وسائط النقل الحديثة، كانت قوافل المزارعين المحملة بالمحاصيل تمر عبر القرية من الطريق، ثم تتجه غرباً لتسويق محاصيلها، وكذلك طريق العودة، وكانت القرية تتصل مع معظم قرى "الجبل"، مختصرةً مسافة /15/ كم، لكن شق الطرق الإسفلتية أدى إلى تحويل مسار الطريق إلى قرية "الرامي"، الأمر الذي جعل قريتنا في عزلة عن باقي القرى، لكون القرية تقع في أقصى الشمال الغربي من "جبل الزاوية"».

ويتحدث السيد "محمد صلاح" مالك متجر في القرية عن أهمية الطريق الاقتصادية والزراعية بقوله: «يخدم الطريق في حال إعادة تأهيله كل مصالح القرية التجارية، ويبعث على الحركة الاقتصادية لأنه سيكون الشريان والمتنفس الغربي لجميع القرى، أما من الناحية الزراعية فالطريق يصل بين قريتين تعتمدان كلياً على المحاصيل الموسمية كالزيتون والكرز، ومعظم الحقول التي تجاوره ذات أرض سهلية خصبة مستثمرة زراعياً، ما يؤدي إلى تخديم الحقول بشكل جيد، إضافةً إلى خلق مشاريع صغيرة، أو إنشاء مزارع لأبناء القرية، ما سيؤدي إلى تحسين الحياة الاقتصادية فيها».

مقام الشيخ عامر

وعن شق الطريق وتعبيده ومخاطبة الجهات المختصة لإعادة تأهيله يضيف "محمود الجغم" رئيس بلدية "كفرشلايا": «تعمل الآن مديرية الخدمات الفنية على شق الطريق من مفرق طريق "تروان" باتجاه "بلشون"، ولم يتم إدراج ما تبقى من الطريق، وهي مسافة لا تزيد على /2/ كم، رغم مخاطبتنا للدوائر المختصة بعدة كتب، وننتظر أن يتم شق وتعبيد الطريق وإعادة تأهيله ليتخذ أهميته السابقة التي كان يتمتع بها، وفي حال إنجاز هذا المشروع الهام للقرية ستصبح القرية ممراً هاماً يختصر المسافات».

يشار إلى أن قرية "كفرشلايا" مخدمة بشبكة من الطرق الزراعية الحديثة، ويعتبر طريق "كفرشلايا"- "بلشون" الطريق الهام الوحيد في القرية الذي لم تطله هبة الإسفلت إلى الآن.

نديم مراد