الطريق الواصل بين مدينة "جسر الشغور" وبلدة "دركوش" البالغة مسافته 30 كيلومتراً يعد من أقدم الطرق في المنطقة حيث يقال إنه كان مرصوفاً بالحجارة منذ أن تم شقه قبل مئة عام تقريباً إلا أن معالم تلك الحجارة ضاعت مع أعمال التزفيت التي أجريت له أكثر من مرة نظراً لأهميته السياحية والخدمية.

ويقول "فارس حاج حمود" أحد أبناء المنطقة: «الطريق هو شريان الحياة للمنطقة لكونه طريقا زراعيا سياحيا خدميا يخدم أبناء المنطقة والقرى الواقعة على جانبي الطريق ولا يمكن الاستغناء عنه أبداً وخاصة بالنسبة للنشاط الزراعي ونقل المحاصيل ما بين "دركوش" و"جسر الشغور" وصولاً إلى باقي مناطق المحافظة كما أنه يشكل نقطة عبور باتجاه المحافظات الأخرى».

الطريق من أهم الطرق في منطقة "جسر الشغور" حيث يخدم أكثر من 40 تجمعاً سكانياً ما بين قرية وبلدة ومزرعة إضافة لكونه من الطرق السياحية المهمة الذي يصل إلى "دركوش" درة نهر "العاصي" ذات الشهرة السياحية الكبيرة والتي يقصدها الزوار والسياح من مختلف المناطق للتمتع بجمال طبيعتها

ويضيف: «يشهد الطريق حركة سير دائمة وكثيفة وخاصة في فصلي الربيع والصيف والتي يكثر فيها السياح وزوار المنطقة للتمتع بجمال طبيعتها ومناظرها الساحرة وبالأخص بلدة "دركوش" التي تغص خلال هذه الفترة بالزوار الذين يقضون في رحاب الطبيعة و"العاصي" أوقاتاً تشدهم دائماً للعودة إلى هذه المنطقة كل عام خاصة أن على طول مسافة الطريق ينساب هذا الطريق وسط غابات من أشجار الزيتون والأشجار المثمرة والأشجار الحراجية التي تنتشر في كل مكان لتملأ السهل والجبل على امتداد النظر وعلى جانبي الطريق ليأخذ أهميته من أهمية المنطقة التي تعد من أهم المناطق السياحية في محافظة "إدلب" لما تمتع به من طبيعة ساحرة ومواقع سياحية مميزة يزيد من جمالها تغلغل نهر "العاصي" بين جنباتها».

جسر فوق العاصي في دركوش

"بشارة بدروس" رئيس بلدية "القنية واليعقوبية" قال: «الطريق من أهم الطرق في منطقة "جسر الشغور" حيث يخدم أكثر من 40 تجمعاً سكانياً ما بين قرية وبلدة ومزرعة إضافة لكونه من الطرق السياحية المهمة الذي يصل إلى "دركوش" درة نهر "العاصي" ذات الشهرة السياحية الكبيرة والتي يقصدها الزوار والسياح من مختلف المناطق للتمتع بجمال طبيعتها».

وأضاف: «ومن مواصفاته العديدة أنه بالدرجة الأولى طريق خدمي يعبر العديد من القرى والبلدات في تلك المنطقة ابتداءً من بلدة "دركوش" مروراً بـ"زرزور" و"القنية" وكذلك قرى "الزهراء" و"عامود" و"الجانودية" و"الجديدة" و"اليعقوبية" و"الحسانية" و"القادرية" وغيرها من القرى الواقعة على جانبي الطريق حيث يعتبر الطريق الوحيد الذي يصلهم بمدينة "جسر الشغور" السوق التجارية الرئيسية بالنسبة لسكان تلك القرى والبلدات لتسويق منتجاتهم وشراء البضائع والسلع وكذلك نقطة اتصالهم مع بلدة "دركوش" كما أنه نقطة العبور باتجاه "اللاذقية" و"حلب" و"أريحا" و"معرة النعمان" وسهل الغاب"، وإضافة إلى أهمية الطريق السياحية باعتبار أن المنطقة بأكملها منطقة سياحية لكونها تمتلك العديد من المقومات السياحية القرى والبلدات الموجودة فيها ذات طبيعة سياحية خلابة ولعل أهم تلك المواقع هي بلدة "دركوش" تلك البلدة التي تتربع على ضفاف نهر "العاصي" وتاريخياً عرفت بكونها ممراً إجباريا للطريق بين "إنطاكية" و"أفاميا" حيث تكثر فيها العيون وأهمها "عين الدباغة" وكذلك الجامع الكبير الذي يعود للعهد الأيوبي والحمام القديم والخان والجسر الروماني و"القنية" التي تقع في منتصف الطريق بين "دركوش" و"جسر الشغور" وهي من المدن القديمة في المنطقة وكان يمر بالقرب منها الطريق الروماني الواصل إلى "انطاكية" وفيها كنيستان قديمتان، دون أن ننسى وجود حمامات "الشيخ عيسى" والتي يتم الوصول إليها عبر هذا الطريق إضافة إلى الطريق الآخر القادم من جهة الشرق مجاوراً لنبع "عين الزرقا"».

م.عبد الرزاق اليوسف

المهندس "عبد الرزاق اليوسف" مدير فرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في "إدلب" قال: «يعد هذا الطريق من الطرق المركزية الحيوية في المحافظة وهو جزء من الطريق السياحي الواصل بين منطقتي "جسر الشغور" و"حارم" والتي تعد من أهم المناطق السياحية في المحافظة حيث تولي المؤسسة اهتماماً كبيراً بهذا الطريق من خلال أعمال الصيانة الدورية وتحسين واقعه لما يشهده من حركة مرورية كثيفة وخاصة خلال موسم السياحة وخلال العام 2011 تم رصد مبلغ 30 مليون ليرة لإجراء صيانة وتأهيل للطريق ولمسافة تزيد على 15 كيلومتراً كما أن هناك دراسة وخطة لتحسين واقع هذا الطريق ليكون على قدر أهميته السياحية والخدمية».