طفل من أبناء قرية "معرشورين" التي تبعد عن مدينة "معرة النعمان" حوالي 4 كيلومترات، طالما أحب نادي الاتحاد وتحدى مرضه السرطان مرات عديدة لرؤية مبارياته ومشاهدته يحمل كأس الإتحاد الآسيوي، لكن ناديه لم يُخيب أمله، فعلى الرغم من الطابع الحزين الذي غلب على الأجواء تم رفع كأس الإتحاد الآسيوي من قبل إدارة وكادر ولاعبي نادي "الإتحاد" الحلبي في منزل السيد "محمد علي يسوف" والد الطفل "معاذ" الذي تمنى لو أنه رأى الكأس تُرفع على أكف لاعبي الجوقة الحمراء أمام ناظريه، لكن مشيئة الله غيبت "معاذ" ليلتحق بربه بعد مباراة "الإتحاد" مع "موانغ يونايتد" التايلندي التي كان مقرراً أن يحضرها بجانب الكابتن "محمد عفش" على السدة الرئيسية لملعب "حلب" الدولي، ولم يتمكن من ذلك بعد تدهور حالته الصحية إثر شوط المباراة الأول، وفارق الحياة في اليوم التالي.

ورداً للجميل زار فريق "الإتحاد" بكامله وأعضاء إدارة النادي يتقدمهم الكابتن "محمد عفش" منزل السيد "محمد يسوف" والد الطفل الذي عانى من مرض عضال قبل أن يتخطفه الموت، وقد تناقلت بعض الفضائيات تصريحات لهذا الطفل وهو على فراش الموت صرح فيها عن حبه لفريق الإتحاد وتمنياته للفوز بكأس الإتحاد الأسيوي، وفعلاُ تم رفع الكأس من قبل لاعبي وإداريي فريق الإتحاد في منزل "معاذ" وأمام أهل قريته الذين تجمهروا بكثرة وكان في مقدمة استقبالهم والده برفقة مجموعة من إداريي ولاعبي "النعمان" في مقدمتهم "عبد الحكيم قزيز" مدير مقر نادي "النعمان" وأهالي قرية "معرشورين"، حيث وُضع الكأس في مُنتصف الباحة الموجودة في المنزل ليتجه بعدها الضيوف إلى قبر الطفل لقراءة الفاتحة قبل مباراة "حطين".

ما نقوم اليوم هو عربون محبة ووفاء للطفل "معاذ" الذي وهب قلبه إلينا فانتصرنا وحققنا أمنيته وفعلاً فزنا بالكأس، لا يسعني أن أعبر بالكلمات لأن الأمر أكبر من ذلك، وهذا مصدر فخر وإعتزاز لنا ولمحبينا، وإنا لله وإنا إليه راجعون

وعند سؤالنا للكابتن "محمد عفش" عن شعوره وهو يقدم الكأس الأغلى في خزائن النادي لروح الطفل الرياضي أجاب قائلاً: «نحن نفي بوعدٍ قطعناه على أنفسنا لذلك الفتى الذي لم ينسانا حتى في أصعب حالاته ولن ننساه، وحتى قبيل موته قرر حضور مباراتنا مع "موانغ يونا يتد" ولم يُسعفه القدر، وبعدها اتصلت به ووعدته أن يكون في الكويت لكن قدر الله وما شاء فعل».

أمام قبر معاذ

كابتن الفريق "مجد حمصي" قال عن زيارة أعضاء النادي لقرية "معرشورين": «ما نقوم اليوم هو عربون محبة ووفاء للطفل "معاذ" الذي وهب قلبه إلينا فانتصرنا وحققنا أمنيته وفعلاً فزنا بالكأس، لا يسعني أن أعبر بالكلمات لأن الأمر أكبر من ذلك، وهذا مصدر فخر وإعتزاز لنا ولمحبينا، وإنا لله وإنا إليه راجعون».

السيد "محمد علي يسوف" والد الطفل أعرب عن سروره وتقبله لتعازي أعضاء "الإتحاد"، حيث قال: «قبل وفاته اتصل بالكابتن "عفش" ليُدخله أرض الملعب، هذه الزيارة هي عنوان أصيل في سبيل استمرار العطاء من أبطال "الإتحاد، فواجبهم الذي يقومون به اليوم إن لم يكن رياضي فهو إنساني، أُقدر هذه الخطوة أنا ووالدة "معاذ" وأخوته لكل أبناء نادي الإتحاد ونتمنى لهم المزيد من الإنجازات».

محمد عفش إلى جانب والد الطفل

رئيس مقر نادي النعمان الإعلامي الرياضي "عبد الحكيم قزيز" رأى في زيارة الإتحاد خطوة عظيمة من شأنها رفع الروح المعنوية، فتحدث قائلاً: «تلك الزيارة تشير إلى حرص وإهتمام من القائمين على "الإتحاد" تجاه الرياضة والرياضيين مهما كانوا وإينما كانوا، وذلك يُعزز قناعتنا بذلك الفريق الذي جاء إلينا معزياً في أرضنا بفقد عزيز وغالي، وكله حرص أن يزيد من معنوياتنا حتى نتابع مشوار الإنتصارات».

رسالة "معاذ" إبن 13 عاماً الرياضية لم تمت فهي حية طالما أن الرياضة بخير كما أرادها وتمناها، صحيحٌ أن السرطان أنهكه لكن قوة الأمل ما تزال ساطعة سطوع الشمس، وبالنسبة لزيارة فريقه فهي الروح الرياضية وهي معنوياتها العالية.

السيد عبد الحكيم قزيز