تقع قرية "الفعلول" شرق مدينة "معرة النعمان" بحوالي 13 كم، وهي إحدى القرى الأثرية البائدة وفي عام 2002 تم الكشف جنوب القرية عن لوحة فسيفساء جميلة.

الأستاذ "أحمد غريب" أمين متحف "معرة النعمان" تحدث لموقع eIdleb عن هذه اللوحة بالقول: «تتميز هذه القرية بوجود عناصر معمارية مهمة كبيوت سكن وكنائس وغيرها أما الكنيسة الموجودة في قرية الفعلول فهي مثمنة الشكل وهي تذكرنا بكنيسة "بشلا" في "جبل الزاوية"، إلا أن هذه الكنيسة تقع في نطاق المدن الأثرية ذات الكتلة البازلتية، تعرضت القرية للأسف لتجريف عبر عقود مضت، ونلاحظ وجود جدران كبيرة، تعود اللوحة المكتشفة في القرية إلى القرن الخامس الميلادي، وبسبب قرب اللوحة من سطح الأرض فقد تعرضت أجزاء منها للتخريب نتيجة أعمال الحراثة والفلاحة، وتم نقل جزأين من هذه الأرضية إلى متحف "المعرة"، الجزء الأول مشهد صيد حيث نلاحظ كلب يطارد غزال صغير بوضعيتين مختلفتين، ويؤطر المشهد من الأسفل عناصر زخرفية هندسية قوامها المثمن ومن تحته ضفيرة على شكل جديلة، أما الجزء الآخر من هذه اللوحة فيحوي أربعة مشاهد للفصول الأربعة لم يبق منها سوى المشهد الذي يمثل فصل الخريف نتيجة تعرض المشاهد الأخرى للضياع والتخريب، والمشهد المتبقي يمثل فصل الخريف حيث نرى "ميثوبورين" وهي آلهة الخريف على صورة شخص يحمل بيده اليمنى عنقوداً من العنب، وفي يده اليسرى سلة فواكه نلاحظ منها الإجاص والرمان، ولهذه الفواكه دلالات طقسية في العهد البيزنطي، ونلاحظ أن لباس هذه الإلهة يشبه اللباس في العهد الروماني، وطبعاً العنب في اليد اليمنى يرمز إلى "باخوس" إله الخمر في العهد الروماني، وفي العهد البيزنطي يقابل كلام السيد المسيح أنا النبيذ، أما فواكه السلة فنلاحظ منها الرمان وهو فاكهة الجنة وهي فاكهة ترمز في العهد المسيحي للذرية الصالحة، وهذا يدل على أن هذه الفاكهة انتشرت في المنطقة بكثرة، وقد تم عرض هاتين القطعتين عند مدخل المتحف، وهما لوحتان جميلتان إلا أنه للأسف هناك أجزاء أخرى من الأرضية الكبيرة تم تخريبها نتيجة قربها من سطح الأرض كما ذكرنا، تبلغ مساحة اللوحة 11 مترا مربعا، وأبرز ما يميزها وجود آلهة الخريف ضمن المشهد الذي يمثل فصل الخريف، كذلك تتميز بالدقة والأناقة في رصف المشاهد».

لوحة "الفعلول" هي كبقية اللوحات التي تمثل مشاهد صيد، وهذه اللوحة لها تتمة وهي جزء جانبي من لوحة عامة تمثل مشاهد الصيد كما في لوحات "أفاميا وأنطاكيا"، وهذه المشاهد تفيد بغنى المنطقة بالثروة الحيوانية حينذاك، أيضاً كانت هواية الصيد منتشرة لدى السكان وخاصة الحكام، إذ كانت تقام المهرجانات ومن ضمن نشاط هذه المهرجانات حفلات الصيد التي كان يحضرها الأباطرة حين يقومون بزيارة المنطقة، مشهد الصيد في هذه اللوحة يمتاز بألوانه التي تعطي بعداً جمالياً وحركية جاءت من خلال توزيع الألوان بين الأرضية البيضاء والألوان الحقيقية والزنار الزخرفي الذي يلفها، إذ هناك اللون الأصفر وهو الأكثر جمالية ويناسب لون الغزلان، هذه اللوحة متأثرة بمدرسة "أنطاكيا" التي عرفت بغناها الزخرفي وإطاراتها المتعددة، لكن الأميز في هذا الإطار هو السجادة التي فرشت بالألوان الأربع الرئيسية وأيضاً المربعات المتداخلة والمتجانسة وكأنها مرآة ينظر الإنسان إليها وتضيء إشعاعاً نحو حركية الحيوانات، أيضاً اللوحة تمتاز بإبراز حركية الحيوانات من خلال مخالب أقدامها سواء للغزال أو للكلب، المشهد الآخر هو من ذات المدرسة والدليل على ذلك تعدد الإطارات ضمن القرص، والألوان الرئيسية فيها وخاصة اللون الأصفر الذي يبرز رداء الشخصية، وهو رداء يدل على أنه من مجالس الأعيان أو المدن بما يسمى "السينات" أي عضو مجلس، وهو يمسك بيده اليمنى عنقود عنب وبيده اليسرى سلة فواكه وخاصة الرمان، وإمساكه الفاكهة بكلتا يديه يعني أنه يؤكد ضرورة المحافظة على ثروات البلد، وأن هذا نتاج ما زرعناه لكون المزارع يعمل بكلتا يديه، وأما اسمه فكتب باليونانية القديمة "ميثوبورين" وهذا الاسم إما أن يكون اسماً لأحد الأعيان أو يعني شكراً للآلهة

ويقول الباحث "فايز قوصرة": «لوحة "الفعلول" هي كبقية اللوحات التي تمثل مشاهد صيد، وهذه اللوحة لها تتمة وهي جزء جانبي من لوحة عامة تمثل مشاهد الصيد كما في لوحات "أفاميا وأنطاكيا"، وهذه المشاهد تفيد بغنى المنطقة بالثروة الحيوانية حينذاك، أيضاً كانت هواية الصيد منتشرة لدى السكان وخاصة الحكام، إذ كانت تقام المهرجانات ومن ضمن نشاط هذه المهرجانات حفلات الصيد التي كان يحضرها الأباطرة حين يقومون بزيارة المنطقة، مشهد الصيد في هذه اللوحة يمتاز بألوانه التي تعطي بعداً جمالياً وحركية جاءت من خلال توزيع الألوان بين الأرضية البيضاء والألوان الحقيقية والزنار الزخرفي الذي يلفها، إذ هناك اللون الأصفر وهو الأكثر جمالية ويناسب لون الغزلان، هذه اللوحة متأثرة بمدرسة "أنطاكيا" التي عرفت بغناها الزخرفي وإطاراتها المتعددة، لكن الأميز في هذا الإطار هو السجادة التي فرشت بالألوان الأربع الرئيسية وأيضاً المربعات المتداخلة والمتجانسة وكأنها مرآة ينظر الإنسان إليها وتضيء إشعاعاً نحو حركية الحيوانات، أيضاً اللوحة تمتاز بإبراز حركية الحيوانات من خلال مخالب أقدامها سواء للغزال أو للكلب، المشهد الآخر هو من ذات المدرسة والدليل على ذلك تعدد الإطارات ضمن القرص، والألوان الرئيسية فيها وخاصة اللون الأصفر الذي يبرز رداء الشخصية، وهو رداء يدل على أنه من مجالس الأعيان أو المدن بما يسمى "السينات" أي عضو مجلس، وهو يمسك بيده اليمنى عنقود عنب وبيده اليسرى سلة فواكه وخاصة الرمان، وإمساكه الفاكهة بكلتا يديه يعني أنه يؤكد ضرورة المحافظة على ثروات البلد، وأن هذا نتاج ما زرعناه لكون المزارع يعمل بكلتا يديه، وأما اسمه فكتب باليونانية القديمة "ميثوبورين" وهذا الاسم إما أن يكون اسماً لأحد الأعيان أو يعني شكراً للآلهة».

القسم الأول من اللوحة آلهة الخريف ميثوبورين
القسم الثاني من اللوحة
مشهد لمطاردة في اللوحة