في قرية "تل الكرامة" جنوب مدينة "خان شيخون" بحوالي 20كم اكتشفت في عام 1995 لوحة فسيفساء حوت رمزية فنية فسيفسائية فريدة.

موقع eIdleb التقى الأستاذ "أحمد غريب" أمين متحف "المعرة" للحديث عن هذه اللوحة ورمزياتها حيث يقول: «قرية "تل الكرامة" (تل خنزير سابقا) تقع ضمن الكتلة البازلتية إذ إن معظم أبنية القرية هي من الحجارة البازلتية السوداء، وفي اللوحة المكتشفة في هذه القرية رصف الفنان شكلاً معمارياً لمدخل الكنيسة الذي اتسم بسقفه الجمالوني (السنامي)، وحول المشهد المعماري من الأعلى يوجد طاووسان متقابلان مفروشا الذيل، والطاووس كما هو معروف رمز للخلود بالإضافة للعناصر الحيوانية كثور البقر والسمكة وغيرها، واللافت في هذه اللوحة هو ضعف الإدراك الفني للفنان الذي قام برصف الأشكال الحيوانية بقليل من المهارة وعدم وجود النسب الصحيحة لهذه الأشكال الحيوانية ويبدو أن من قام برصفها هم مجموعة من الأشخاص الذين يملكون صفة دينية مسيحية وليس لهم علاقة بالفن الفسيفسائي، ولعل هذه اللوحة من اللوحات التي تشكو ضعفاً فنياً مقارنة بما نراه في العديد من اللوحات الفسيفسائية التي تم اكتشافها في منطقة الكتلة البازلتية، يرقى تاريخ هذه اللوحة إلى القرن الخامس الميلادي وقد عرضت في الجناح الرابع في متحف "المعرة"، ولا تملك أي نص كتابي وإنما تم الاستدلال على تاريخها من خلال المقارنة مع العناصر المعمارية في قرية "تل الكرامة"، تبلغ مساحة اللوحة حوالي عشرين متراً مربعاً وكانت ترصف جزءاً من الأرضية، وقسم من تلك الأرضية قد تخرب ولم يبق إلا هذا الجزء، أما الرمز المعماري فهو السقف "الجمالوني" الذي انتشر في مناطق المدن الميتة، إذ معظم البيوت والفيلات والمرافق الخدمية من حمامات واستراحات كانت أشكال سقوفها جمالونية، وهذا الرمز يعطي دلالة هندسية على أساليب العمارة التي اتبعت في المنطقة الشمالية خلال تلك الفترة حيث يلاحظ الأناقة والدقة في رصف البناء على عكس رصف الحيوانات التي عانت الضعف الهندسي».

إن السقف الجمالوني الممثل في هذه اللوحة نشاهده في المدافن الهرمية المنتشرة في المحافظة، وهذه الرمزية مستوحاة بالأساس من الحضارة الفرعونية وترمز إلى السماء وصعود الروح إليها، فعندما نشاهد واجهة جمالونية فإنها ترمز إلى صعود الروح إلى السماء، لأن الروح في مسارها تتخذ صعوداً نحو القمة، وبرأس الجمالون لا بد أن يكون هناك نقش أو نحت نافر يرمز في حقيقته إلى أن الروح لا بد أن تحط في هذا المكان وهو العودة إلى الإله، ووجود الطيور داخل وحول الشكل الجمالوني يرمز للجنة والخلود، ولهذا الشكل الجمالوني مثيل في فسيفساء الجامع الأموي بدمشق والتي أجمع الباحثون على أنها ترمز للجنة ولليوم الآخر، أما الأعمدة الأربعة التي تحمل السقف فترمز للأناجيل الأربعة، وداخل الجمالون نشاهد ثلاثة قباب: الوسطى هي الأكبر وهي ترمز للآب أما القبتان الأخريان فترمزان للابن والروح القدس

الباحث التاريخي "فايز قوصرة" قال عن هذه اللوحة: «إن السقف الجمالوني الممثل في هذه اللوحة نشاهده في المدافن الهرمية المنتشرة في المحافظة، وهذه الرمزية مستوحاة بالأساس من الحضارة الفرعونية وترمز إلى السماء وصعود الروح إليها، فعندما نشاهد واجهة جمالونية فإنها ترمز إلى صعود الروح إلى السماء، لأن الروح في مسارها تتخذ صعوداً نحو القمة، وبرأس الجمالون لا بد أن يكون هناك نقش أو نحت نافر يرمز في حقيقته إلى أن الروح لا بد أن تحط في هذا المكان وهو العودة إلى الإله، ووجود الطيور داخل وحول الشكل الجمالوني يرمز للجنة والخلود، ولهذا الشكل الجمالوني مثيل في فسيفساء الجامع الأموي بدمشق والتي أجمع الباحثون على أنها ترمز للجنة ولليوم الآخر، أما الأعمدة الأربعة التي تحمل السقف فترمز للأناجيل الأربعة، وداخل الجمالون نشاهد ثلاثة قباب: الوسطى هي الأكبر وهي ترمز للآب أما القبتان الأخريان فترمزان للابن والروح القدس».

تمثيل السقف السانامي في اللوحة
مشهد من فسيفساء تل الكرامة
مشهد من اللوحة