كثيرة هي القرى في "جبل الزاوية" ولا تكاد تخلو قرية من وجود عين مائية لسقايتها، أما قرية "نحلة" فهي واحدة من القرى التي تحتوي على أكثر من عشرين عين ماء رومانية قديمة، وتعتبر "عين الأربعين" من أهم هذه العيون.

موقع eIdleb زار قرية "نحلة" والتقى السيد "شاكر بدوي" ليحدثنا قائلاً: «تقع "عين الأربعين" في وسط الوادي الذي تقع القرية على حافته اليمنى، وهي عين رومانية لها سرداب منساب داخل الجبل، ينتهي بمصب مسقوف من الأعلى، ومرصوف بالحجارة من الأسفل، وله مدخل على شكل قنطرة شُيّد فوق هذه العين مسجد قديم، لا تزال معالمه واضحةً بشكل جيد، يعتبر أقدم جامع في القرية، ويزيد عمره على أكثر من أربعمئة سنة، ولـ"عين الأربعين" أهمية كبيرة فلكونها تمر في وسط الوادي فهي تسقي جميع البساتين الموجودة على أطرافه من أشجار "التين" و"المحلب" و"الرمان" و"اللوز" وغيرها، وقد نظمت وثيقة قديمة فقدت في الفترة الأخيرة كتب فيها أسماء أصحاب البساتين، وعدد الساعات التي يحتاجها كل بستان من السقاية، فقسمت مياه العين بموجب هذه الوثيقة على أصحاب البساتين كل على قدر حاجته».

لا نعرف من أين جاء اسم العين، ومن الذي أطلق عليها اسم "عين الأربعين" ولكن منذ أن نشأنا بالقرية ونحن نعرفها بهذا الاسم توارثناه عن آبائنا وأجدادنا، ويعتقد البعض من أبناء القرية أن تسميتها جاءت من وجود أربعين "وليّ" دفنوا بالقرب من منبع العين وبني على قبورهم مسجد لا تزال معالمه قائمة حتى الوقت الحاضر

كما التقينا السيد "أحمد العبسي" من القرية فيقول: «عين الأربعين واحدة من الكثير من العيون الموجودة في القرية، ولكنها أهمها وأكثرها شهرة، استخدمت في السابق حماما لأهل القرية، بسبب دفء مائها، ووجود غرفة صغيرة يصب فيها الماء قبل وصوله إلى المجرى الأساسي، ليكمل باتجاه الوادي، يوجد إلى القرب من "عين الأربعين" قبر يُعرف بقبر "النبي نور" ويُقال إنه شوهد نور يخرج من هذا القبر ليصل السماء، وروي أنه شوهد أكثر من مرة قديماً، ومن هنا اعتقد عدد كبير من الناس أن مياه هذه العين مباركة، فقُصدت من كل حدب وصوب، للتبرك بمائها، ولكن السبب الرئيسي في قصد العين أن مياهها معدنية لها فوائد صحية كبيرة، وفوائد علاجية مجربة في علاج عدد من الأمراض الجلدية».

أحمد العبسي

ويضيف "العبسي": «ذكرت العين في سند بيع قطعي للأرض المجاورة لها من بيت "الغوري" وهم "أغوات" أتراك إلى أحد أجدادي وهو من "أغوات" القرية في ذلك الوقت يزيد عمر السند على مئتي عام ولا أزال أحتفظ به في حوزتي، حيث تتضمن في إحدى فقراته "بَيع جميع الكرم الكائن في قرية "نحلة" التابعة لقضاء "أريحا" من أعمال "حلب" المشتمل على أشجار "تين" و"رمان" و"عنب" و"لوز" و"توت" وأراضي صالحة للزراعة وحق الشرب والانتفاع من "عين الأربعين" الموجودة في الكرم"».

أما السيد "أحمد زحلان" أحد شباب القرية فيقول: «جف ماء العين منذ أكثر من عشر سنوات، والسبب يرجع إلى سني الجفاف المتتالية، وكثرة الآبار التي حفرت في المنطقة، ولكن يبقى لـ"عين الأربعين" أهميتها ومعالمها التي تدل عليها، ومن أهمها مدخل العين و"السرداب" الذي يعتبر لوحة فنية رائعة، رصف بالحجارة بشكل أعطاه منظراً جمالياً رائعاً، إضافة إلى النقوش التي نقشت على هذه الحجارة بالغة العربية، وشملت في معظمها على أقوال وحكم وآيات قرآنية».

السيد أحمد زحلان

أما السيد "مؤيد البيك" أحد أبناء القرية المهتمين بالجوانب الأثرية، والذي رافقنا خلال جولتنا فيقول: «لا نعرف من أين جاء اسم العين، ومن الذي أطلق عليها اسم "عين الأربعين" ولكن منذ أن نشأنا بالقرية ونحن نعرفها بهذا الاسم توارثناه عن آبائنا وأجدادنا، ويعتقد البعض من أبناء القرية أن تسميتها جاءت من وجود أربعين "وليّ" دفنوا بالقرب من منبع العين وبني على قبورهم مسجد لا تزال معالمه قائمة حتى الوقت الحاضر».

السيد شاكر بدوي