أيام من الخير متصلة بتساقط أمطارها على جميع مناطق محافظة "إدلب"، وعلى الرغم من أنّها مخيفة لغزارتها أحياناً لكنّ الأرض المتعطّشة لها لابد أنها تقول مرحباً بنعمة السماء.

فاليوم وهو /الثاني/ من شهر /تشرين الثاني/ استيقظ الجميع على هطول مطري غزير منع الكثيرين من الوصول إلى أماكن عملهم، وهنا ابتعدنا عن شوارع "معرّة النعمان" الخالية من مصارف استيعاب السيول الجارية، واتبعنا الطريق السالك إلى قرية "دير شرقي" الواقعة شرق "المعرة" بحوالي /6/ كم، والتقينا المزارع "رياض اليوسف" الذي أخفى انتظاره للصحو وتوقف المطر حتى يخرج بجراره إلى الأرض ويقلبها، حيث قال: «نريد اليوم تقليب التربة وفلاحتها ثم بذارها، ونستغل في ذلك أنها أصبحت سهلة ولينة، والحمد لله فإن أشجار الزيتون كانت أكبر المستفيدين، وخاصة أن الأشجار في هذا الموسم تعطي كل طاقتها من الثمار، ولذلك فهي بحاجة إلى مياه وفيرة وهذا ما استطاعت الأمطار القيام به».

نريد اليوم تقليب التربة وفلاحتها ثم بذارها، ونستغل في ذلك أنها أصبحت سهلة ولينة، والحمد لله فإن أشجار الزيتون كانت أكبر المستفيدين، وخاصة أن الأشجار في هذا الموسم تعطي كل طاقتها من الثمار، ولذلك فهي بحاجة إلى مياه وفيرة وهذا ما استطاعت الأمطار القيام به

عدنا الأدراج إلى "معرة النعمان" وهذه المرة إلى سوق الخضرة، وهناك تحدث السيد "محمد شحود الربيع" وهو تاجر مشتقات حيوانية وثمار محاصيل نباتية عن توقعه لموسم هذا العام قائلاً: «أنا أتوقع متفائلاً أن الموسم الزراعي سيكون على أفضل حال والمستفيد الأكبر من ذلك هو محصول الزيتون، فالعادة جرت أن يتم قطاف الزيتون قبل هطول المطر، فيكون غير ذي قيمة من ناحية تشبعه بالزيت ومواصفات جودته، وهذه الأمطار فرصة للمزارع حتى يقوم بزرع المحاصيل الشتوية لأرضه مثل القمح والعدس، وبإذن الله سيكون هذا الموسم غني بالمشتقات الحيوانية، فإذا تتبعنا المصدر فإنه يعود إلى انتعاش المساحات الخضراء وزيادتها حتى في أماكن الجفاف، وتتحول في ذلك الأراضي البور إلى مراعي».

السيد محمد شحود الربيع

الأستاذ "شريف الرحوم" باحث وأستاذ جغرافية أشار إلى أمور أخرى متعلقة بهطول المطر قال فيها: «هذا الموسم متشابه نوعاً ما مع الموسم الفائت وزيادةً عنه بهطولات أغزر، لكنّ التوقعات بالموسم الزراعي أفضل من العام الماضي، وحتى الإعلام آنذاك كان ينقل آراء المتشائمين المتعلقة بنقص الأمطار والتراجع في إنتاج الغلال والمحاصيل، ولم يسلم ذلك من إشارة إلى نقص حاد في مياه الشرب، ونرجو من الله في هذا السنة أن تمتلئ الآبار الجوفية مياهاً وأن يسهل الحصول على الماء في الأرياف أو المدن التي تعاني من نقص المياه، لكن أشير إلى نقطة هامة وهي عدم استعداد شوارعنا بشكل عام لهذه الكمية المفاجئة من الأمطار وتحولها إلى مجاري وبحيرات هائلة من المياه، وأعتبر أن وصول كمية المطر إلى أكثر من /20/ ملم في محافظة "إدلب" في مثل هذه الفترة من السنة أمر مبشر وخير عميم يجب أن يستفيد منه الجميع».

نشير إلى أن مديرية الأرصاد الجوية توقعت أن تستمر الفعالية الجوية الحالية الى ظهر يوم الأربعاء القادم وشمول الهطولات المطرية أغلب المناطق.

السيول تملئ شوارع المعرة
الأستاذ شريف الرحوم