في مدخل قرية "مرديخ" وعلى يمين الطريق المؤدي إليها يواجهك بناء ضخم لا تقل عظمته عن عظمة مملكة "إيبلا" التي ضربت جذورها في أعماق التاريخ> يحتوي على العديد من الصالات والقاعات التي تطل منها على حديقة تحيط بها أشجار التين والزيتون لتجعل منه مركزاً من أهم المراكز الثقافية في محافظة "إدلب".

المركز الثقافي العربي في "تل مرديخ" الذي زاره موقع eIdleb والتقى السيد "رمضان القدور" مدير المركز ليحدثنا عن أهم أقسامه وأهم النشاطات التي يقيمها حيث بدأ حديثه بالقول: «تأسس المركز الثقافي في "تل مرديخ" عام /2005/ وهو عبارة عن بناء بسيط على شكل منزل عربي تمَّ استئجاره من قبل بلدية القرية وهو عبارة عن أربع غرف؛ غرفة رئيس المركز، وغرفتان مفتوحتان على بعضهما لإقامة المحاضرات والنشاطات الثقافية، وغرفة للمكتبة التي تضم حوالي /300/ كتاب منوّع.

في الحقيقة وجود الموقع الأثري في القرية أضاف لها العديد من الميزات التي لا توجد في مثيلاتها من القرى الأخرى في المنطقة من خلال زيادة الاهتمام بالواقع الخدمي لعكس صورة جيدة عن المنطقة التي يرتادها مئات السيّاح لزيارة مملكة "إيبلا"، وجاء بناء هذا المركز من ضمن الخدمات المقدّمة ليكون مقراَ لممارسة النشاطات الثقافية والفكرية التي كما انه عنصر جذب للسيّاح

لكن هذا المبنى سوف يتمُّ الانتقال منه إلى البناء الجديد في وقت قريب والذي تم َّالانتهاء من بنائه في بداية هذا العام، ولكنه لم يتمّ تسليمه إلى مديرية الثقافة والذي سوف يسعى إلى قفزة ثقافية كبيرة في البلد، والتي من المفترض أن توازي مثيلتها في "إيبلا" التي عرفت أول مخطوطات كتابية من خلال تامين جميع متطلبات الحركة الثقافية من وجود معهد للثقافة الشعبية ومكتبة ضخمة تضم حوالي /5000/ كتاب في كافة مجالات العلم والمعرفة، إضافة إلى وجود صالة مسرح وقاعة للمطالعة».

السيد رمضان القدور مدير المركز الثقافي في تل مرديخ

وعن سبب وجود مثل هكذا مركز في قرية لا يتجاوز عدد سكانها الـ/5000/ نسمة يقول السيد "رمضان": «في الحقيقة وجود الموقع الأثري في القرية أضاف لها العديد من الميزات التي لا توجد في مثيلاتها من القرى الأخرى في المنطقة من خلال زيادة الاهتمام بالواقع الخدمي لعكس صورة جيدة عن المنطقة التي يرتادها مئات السيّاح لزيارة مملكة "إيبلا"، وجاء بناء هذا المركز من ضمن الخدمات المقدّمة ليكون مقراَ لممارسة النشاطات الثقافية والفكرية التي كما انه عنصر جذب للسيّاح».

وعن النشاطات الحالية التي يقيمها المركز يقول "القدور": «نظراً لقلة عدد سكان القرية وتدني نسبة المهتمين في الثقافة تكون نشاطات المركز متواضعة إلى حدٍّ ما، لكن يبقى مركز قرية "مرديخ" من أنشط المراكز الثقافية على الرغم من ضعف الإمكانيات وعدم وجود مكان لإقامة النشاطات وعدم وجود معهد للثقافة الشعبية الذي يفيد في إقامة دورات متنوعة لمحبي الثقافة، فاقتصرت نشاطاتنا على إقامة الأماسي الشعرية والمحاضرات الفكرية والندوات في المناسبات الوطنية وبعض النشاطات الدورية التي يتم تنظيمها وفق خطة ربعيه نتقيد بها قدر استطاعتنا، وقد نقوم بتنفيذ بعض الأنشطة حسب طبيعة الوقت والمناسبة».

بناء المركز الثقافي

ويضيف: «ومن أهم النشاطات التي قام بها المركز التعاون مع مشروع تنمية الريف "فردوس"، حيث قمنا بإعداد مكتبة متنقلة تقوم بتوزيع الكتب الثقافية المنوّعة على طلاب المدارس على مدار العام، وتهدف هذه الفكرة إلى تحفيز الطلاب على المطالعة والقراءة ومحاولة جادة لإبعادهم عن شاشات التلفاز التي وقفت عائقاً بين شباب اليوم والثقافة. كما قمنا بالتعاون مع هيئة تعليم الكبار لمحو الأمية حيث تمكنا من تعليم عدد من نساء القرية القراءة والكتابة، وتمَّ التخلص من الأمية بشكل كامل في القرية، كما تمَّ التعاون بين المركز والبعثة الأثرية التي تقوم بالتنقيب في التل لإعطائنا بعض المكتشفات الأثرية لكي يطّلع عليها سكان القرية، وقد تمَّ تخصيص قسمٍ من المركز الجديد لكي يضم مجموعة من المكتشفات الأثرية التي وجدت في التل».

وعن أهم المحاضرين وزوار المركز ورواده يقول: « لقد زار المركز الثقافي في "مرديخ" العديد من أصحاب الفكر والأقلام على مستوى القطر والمحافظة، ومن أهم الشخصيات الأدبية التي زارت المركز وألقت فيه محاضرات أو أماسي شعرية "الدكتور رياض وتار" ونجيب كيالي" و "محمد قرانيا" و"موسى الزعيم" و"ابتسام تريسي" وغيرهم. كما أصبح لدينا العديد من رواد المركز والمهتمين بالشأن الثقافي حتى إن بعضهم لا يترك نشاطاً يفوته، ونقوم بالتواصل مع رواد المركز عبر بطاقات الدعوة أو عبر الهاتف».

المركز الثقافي من الأعلى