الحديقة أو "الجنينة" أو "الحاكورة"، مهما تعددت تسميتها باختلاف اللهجات المحلية، فإنها تبقى إحدى المكونات الرئيسية للبيت الريفي في "إدلب"، فهي تضيف إلى سحر الطبيعة الريفية وهوائها النقي جواً من الشاعرية والسكون وإحساساً عالياً بالراحة النفسية. وفي لقائه موقع eIdleb تحدث "زيدان محفوظ" أحد سكان قرية "كفرشلاية" عن القيمة التي تضيفها الحديقة للمنزل الريفي قائلاً:

«اعتاد الريفي على مشاهدة الخضرة تحيط به من حقول وأشجار، ولذلك ففي كل بيتٍ ريفي حديقة مليئة بالأشجار، الغرض الرئيسي منها هو تزيين البيت بالورود ذات الألوان المختلفة وأشجار الفاكهة من الرمان والفستق الحلبي والكاكي (الخرما) والدراق وغيرها من أصناف اللوزيات والحمضيات والتي تقطف طازجةً للضيافة وللاستهلاك المنزلي، وهذه الحديقة تحقق الاكتفاء الذاتي للمزارع في فصل الصيف بزراعة الخضروات كالسبانخ والخيار والخس والبقدونس، فلا يلجأ المزارع لشرائها، بل يعتبر شراء الخضراوات في فصل الصيف من الأمور المعيبة لتوفر المكان لزراعة هذه الخضراوات، وتختلف هذه الحدائق في اتساعها فبعضها يكون صغيراً يحوي بعض الشجيرات، والبعض الآخر يحيط بالمنزل من جميع جهاته، وهذه الأخيرة تمنح المنزل البرودة صيفاً بسبب الأشجار وتقيه من البرد القارس في فصل الشتاء».

يتم إهمال الحديقة في فصل الشتاء، ومنذ بداية الربيع وتفتح الأزهار يبدأ العمل بزراعة الورود وتنظيف الحديقة وإعداد الإنارة للسهرات في أيام الصيف، وفي فصل الصيف تتم سقاية الأشجار لتبقى محافظةً على خضرتها، كما ويتم تربية بعض الحيوانات الداجنة كالأرنب والدجاج للاستفادة من لحومها وبيضها، وهي تربى في أماكن خاصةً تبنى في أحد أطراف الحديقة لكي لا تشوّه الوجه الجميل الذي تبدو عليه حديقة المنزل

أما عن القيمة الجمالية للحديقة المنزلية أضاف "محفوظ": «في بداية البيت الريفي يوجد الممر الذي تزين جانبيه الورود المتنوعة ذات الروائح العطرية الفواحة، وفي الحديقة يخصص مكان للجلوس في سهرات الصيف وأمسياته الرائعة، ويلجأ إليها المزارع ليتّقي حر الشمس في النهار، ويطيب تناول قهوة الصباح أمام أشعة الشمس وسط الخضرة وصوت العصافير في أجمل حالات الهدوء والسكينة، وأهم ما يميز أماكن الجلوس في الحديقة أن طاولات الجلوس مصنوعةٌ من الأخشاب اليابسة المقطوعة من الحقول أو حجارة المعاصر القديمة لتزيد من سحر الطبيعة الريفية وجمالها وتكون المكان المناسب لالتقاط الصور التذكارية للعائلة».

زراعة الخضراوات في الحديقة

كما تحدث الشاب "أسامة مراد" عن تنظيمه لحديقة منزله قائلاً: «يتم إهمال الحديقة في فصل الشتاء، ومنذ بداية الربيع وتفتح الأزهار يبدأ العمل بزراعة الورود وتنظيف الحديقة وإعداد الإنارة للسهرات في أيام الصيف، وفي فصل الصيف تتم سقاية الأشجار لتبقى محافظةً على خضرتها، كما ويتم تربية بعض الحيوانات الداجنة كالأرنب والدجاج للاستفادة من لحومها وبيضها، وهي تربى في أماكن خاصةً تبنى في أحد أطراف الحديقة لكي لا تشوّه الوجه الجميل الذي تبدو عليه حديقة المنزل».

يشار أن معظم البيوت الريفية مؤلفة من طبقة واحدة، ويراعى في بنائها الارتفاع والإطلالة الجميلة على الحقول الخضراء المحيطة بها.

الورود تزين مدخل المنزل
أماكن الجلوس في سهرات الصيف