منذ القديم كان ولا زال "العطار" مقصداً للكثيرين ومن مختلف الشرائح الاجتماعية الباحثين عن علاج ما أو تركيب عشبي لبعض الأمراض والحالات المستعصية التي يعتقدون وبحسب تجاربهم الخاصة وتجارب غيرهم أنها الأنجع للعلاج حتى مع وجود الكثير من الأدوية والعقاقير الطبية في الصيدليات لأنها مواد طبيعية ولا تحتوي على مواد كيميائية ضارة.

ففي كل سوق من الأسواق القديمة يوجد محل "عطارة" مختص ببيع الأعشاب الطبية والمواد والخلطات التي توصف كعلاج طبي حيث يقوم صاحبه بتشخيص بعض الحالات، إضافة إلى بيع المستحضرات والأعشاب لمن يقصده حيث بات "العطار" أشبه بالصيدلي أو الطبيب.

كثيرة هي المواد والتراكيب التي يتعامل معها العطار وغالباً ما يكون لها مسميات قديمة ولا تزال مستخدمة حتى اليوم، فهناك مواد طبيعية ونباتية تستخدم لوحدها كسكر النبات وزهر الزعرور والزنجبيل والبابونج والكركديه ومواد تركيبية مؤلفة من عدة مواد تصنع وتخلط من قبل العطار وفق نسب وكميات دقيقة ومدروسة وهذا ما يجعل مهنة العطار دقيقة ولا تحتمل الخطأ في بعض الأحيان

ومحل الحاج " ناجي حللي" في مدينة "جسر الشغور" واحد من تلك المحال إن لم يكن أقدمها في المدينة والتي لا تزال موجودة وإن طالته يد التحديث سواء بشكله الخارجي أو بالمواد التي يحويها ووجود مواد لم تكن من قائمة محتويات هذه المحال، في ذلك المحل الذي ينشر روائحه المميزة في السوق القديم أو كما يطلق عليه الأهالي "سوق المبلط" كان لموقع eIdleb لقاء مع "عبد الله حللي" وهو حفيد الحاج " ناجي" والذي ورث مع أخيه "محمد" المحل والمهنة عن والدهما "أحمد نور".

عبد الله حللي في محل جده

حيث تحدث بداية عن قدم هذه المهنة وتوارث أفراد العائلة لها بالقول: «إن مهنة العطارة بالنسبة إلى عائلتنا هي مهنة أجدادنا منذ أكثر من مئة عام حيث توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، حتى أنك إذا ما سألت أي شخص عن أقدم وأشهر محل "عطار" في "جسر الشغور" فسيقول لك أنه محل "الحاج ناجي حللي"، وإن العمل في هذه المهنة ليس بالأمر السهل بل يحتاج إلى خبرة واختصاص ومعرفة بخواص وتركيب المواد وكيفية استخدامها لأن أي خطأ في هذا المجال يمكن أن يؤثر على صحة وسلامة الأشخاص».

وعن المواد التي يتعامل بها العطار قال: «كثيرة هي المواد والتراكيب التي يتعامل معها العطار وغالباً ما يكون لها مسميات قديمة ولا تزال مستخدمة حتى اليوم، فهناك مواد طبيعية ونباتية تستخدم لوحدها كسكر النبات وزهر الزعرور والزنجبيل والبابونج والكركديه ومواد تركيبية مؤلفة من عدة مواد تصنع وتخلط من قبل العطار وفق نسب وكميات دقيقة ومدروسة وهذا ما يجعل مهنة العطار دقيقة ولا تحتمل الخطأ في بعض الأحيان».

بعض المواد الموجودة في محل العطار

أما عن نوعية الزبائن الذين يقصدونه فقال: «زبائن العطار كزبائن أي صيدلي أو طبيب ليس لهم جنس محدد أو عمر أو طبقة معينة حيث من الممكن أن يقصد محلنا النساء والرجال المتعلمون والجاهلون أو الأميون والشباب والشيوخ ولكن الفرق يكون في المواد التي يطلبونها والسبب الذي دفعهم لذلك فقد يكون وراء ذلك العلم أو الجهل، الخير أو الشر، ومن الصعب التمييز بين تلك الحالات، ولكن كل من يقصد العطار يكون لديه سبب أوغاية يسعى إليها قد يصيبها وقد لا يصيبها قد يستفيد منها وقد لا يستفيد فهو أمر لا يعلمه إلا الله عز وجل».

ويبقى السؤال المطروح منذ القديم وإلى الآن والذي أصبح مثلاً نتناقله جيلاً بعد جيل (وهل يصلح العطارُ ما أفسدَ الدهرُ)؟!

محل الحللي من الداخل