يعتبر سوق الألبسة التجاري في "معرة النعمان" من الأسواق القديمة والذي يبدأ من السوق الرئيسي في شارع "أبي العلاء" وينتهي بسوق شارع "الكورنيش"، حيث يحوي أسماء عريقة في تجارة الألبسة، خاصة ًالنسائية منها، ويستمد هذا السوق مصادره الأساسية من أسواق "حلب" وبضائعها. موقع eIdleb التقى محمد طعمة " صاحب محل "بلانسية" على شارع الكورنيش، وعن أسواق "حلب" و"المعرة" تحدث قائلاً:

«لو ذهبت إلى شارع "النيل" أو"التلل" في "حلب" لوجدت تشابهاً واضحاً مع سوق "المعرة" إن في الألبسة أو في ذوق الشراء لدىزبائننا من النساء، وسر التطابق هو تنويع أصحاب المحال في "المعرة" لموديلات الألبسة النسائية أكثر من الألبسة الرجالية، إلا أن بضاعة سوق "حلب" غالية الثمن، بينما لدينا نفس بضاعتهم ونبيعها رخيصة، وسبب ذلك التفاوت هو أن حاجتنا لبيع السلعة أكثر من حاجتنا للربح فيها، ففي "حلب" هناك حركة بيع أكثر من أسواق "المعرة" لضعف الكثافة السكانية لدينا، والتي غالباً ما تتبدل خلال فصل الصيف مع عودة المغتربين ووجود حركة سياحة داخلية».

نضطر لجلب ألبسة (محروفة) من حيث الموديل، وأنا شخصياً أتعامل مع تجار لا يكررون البضاعة نفسها في السوق كي لا تكسد في نظر الزبونة، ولمسة الذوق في التصميم تلعب دوراً في ترويج القطعة، فالنساء تردن تميزاً عن بعضهن في ألبسة السهرة والمناسبات

وعن دور منشأ السلع قال: «طبعاً ماركة الألبسة ومنشؤها تلعب دوراً في شرائها فأحياناً يعجب الزبونة ألبسة منشؤها "دمشق" أكثر من منشأ "حلب"، وألبسة "دمشق" معروفة بجودتها، ويختلف ذلك بين مشغل ألبسة وآخر فهناك مشاغل ألبسة لا تنتج سوى القطع التجارية الرخيصة، بينما هناك مشاغل تعتني بنوع القماش والتفصيل الدقيق ونظافة القطعة».

محل بلانسية

أما عن خصوصية سوق الألبسة النسائية فأضاف: «نضطر لجلب ألبسة (محروفة) من حيث الموديل، وأنا شخصياً أتعامل مع تجار لا يكررون البضاعة نفسها في السوق كي لا تكسد في نظر الزبونة، ولمسة الذوق في التصميم تلعب دوراً في ترويج القطعة، فالنساء تردن تميزاً عن بعضهن في ألبسة السهرة والمناسبات».

وانتقلنا إلى مجموعة محلات "بديوي أخوان" في "كورنيش المعرة" والتقينا صاحبها "جهاد بديوي" الذي قال عن مشكلة سوق الألبسة النسائية: «هذه السنة ألغيتُ بيع الألبسة الداخلية، واتجهت إلى بيع القطنيات الخفيفة، والسبب أن السوق ضعيف بشكل عام والسيولة قليلة في أيدي الناس، والمشكلة الأساسية في ضعف السوق هي تدفق الألبسة الصينية على أسواقنا دون رقيب ومعظمها مخالف للمواصفات وفيه مجال ربح ضيق جداً، وانتشار بسطات البيع في كل الأوقات أثر علينا سلباً، ولم يعد هناك يوم إلا وفيه سوق شعبي أو مهرجان تسوق في مكان ما».

السيد جهاد بديوي

محل "العوض" في "الكورنيش" أيضاً لصاحبه "ماهرالعوض" وهو من القدامى في سوق الألبسة النسائية، التقيناه فتحدث قائلاً: «خصوصية سوق "المعرة" أن النساء تطلبن القطع الثقيلة والأجواخ مثل "المانطو" و"الفستان" أما قطع الموضة الخفيفة فقليلة الطلب بالمقارنة مع أسواق خارجية، والأسعار صارت معتدلة جداً، وهبطت الأرباح حتى 70% شهرياً ومجال الربح صار ضيقاً، أي أن محل ألبسة نسائية في منتصف سوق "المعرة" يسد فقط تكاليفه ولولا الدين لما أمكننا البيع لأن الناس يكتفون بالمواسم، وخاصةً في فصل الصيف يتحرك السوق أكثر معتمداً على الأفراح والمناسبات، والكثير من النساء يتجهن لموضة أزياء السهرة».

محل العوض