«لم نكن نتوقع أن تكون سورية رائعة ومدهشة بطبيعتها وبشعبها وبمطبخها فكلّ ما شاهدناه كان رائعاً ومتميزاً، وجعلنا نندم لتأخرنا في زيارة هذا البلد». قالها "روبير دانييل" السائح الفرنسي لموقع eIdleb أثناء جولتنا في متحف "معرّة النعمان"، هذا المتحف الذي بات ككل عام مقصداً للسائحين بأعدادهم الكبيرة خاصةً مع بداية فصل الربيع، ما دفع بـ"غازي علولو" رئيس دائرة الآثار في "معرّة النعمان" لأن يقول: «نحن متفائلون جداً هذا العام، وإن شاء الله سيزيد عدد الوفود عما تعودناه في الأعوام السابقة، حيث كان عدد السائحين يتراوح ما بين /تسعة وعشرة/ آلاف سائح سنوياً».

وتابع "روبير دانييل" وهو مدير تجاري متقاعد من مدينة "باريس" عن الأماكن التي زارها بقوله: «كانت جولتنا رائعة في "دمشق" وخاصة المتحف وحارات "دمشق" القديمة و"قصر العظم"، وقد أدهشني المطبخ السوري بطعامه اللذيذ وكذلك طيبة الناس ومحبتهم، على خلاف ما يروّج في بعض وسائل الإعلام الفرنسية، وزرنا "تدمر" و"حمص" وفي "معرّة النعمان" شاهدنا آثار "سرجيلا" و"جرادة" و"البارة" و"شنشراح"».

نحن نعرف أنّ لكلّ إنسان في هذا العالم بلدين بلده الذي يعيش فيه وسورية بلده الأم، لذلك أتيت إلى هنا لاستنشاق نسائم هذا البلد الذي درج على ترابه الإنسان الأول، وما وجدناه من حفاوة وترحيب من الشعب السوري كان بحق جديراً بأن نسجله في الذاكرة، لنرويه لأهلنا في إيطالية

وعن متحف "معرّة النعمان" يقول "جان فاوست" وهو متقاعد من ضواحي مدينة "باريس" بقوله: «لقد زرنا الصين والهند ومصر وتركيا وأمريكا وإيطاليا والمغرب وفيتنام وكثيراً من الدول، ولكن وجدنا سورية مختلفة بطبيعة المناخ المعتدل وبالشعب المنفتح والحضاري وبالتنوع الحضاري الغني جداً إضافة إلى المطبخ السوري، وأمّا في هذا المتحف فقد أدهشنا هذا الكم الهائل من المعروضات الفسيفسائية الرائعة، وقد استوقفتني كثيراً لوحة "هرقل" التي تروي أسطورة من خلال الرسم بالموزاييك».

يتجولون في المتحف

أمّا "رولا هوبول" وهو خبير بتعليم قيادة الطائرات ومتقاعد حالياً فقد كان له رأي أيضاً بقوله: «صدفةً شاهدت ولمدّة دقيقة واحدة مقطعاً إعلانياً على القناة الثانية أو الخامسة الفرنسية للسياحة في سورية، ولم يكن عندنا نية لزيارة هذا البلد ولكن قررت وأصدقائي المجيء هذه المرّة للمشاهدة والحكم عن قرب ففوجئنا بجمال الطبيعة وبالمناخ المعتدل وبهذا الشعب الرائع ففي كلّ مكان نرى استقبال الناس بالابتسامة وبالمحبّة، لذلك أحسسنا بالأمان وبالسكينة وسأنقل هذا الانطباع للأصدقاء في فرنسا، وسأنصحهم بزيارة سورية فقط سورية».

ثمّ كان الوداع متمنين لهم طيب الإقامة في بلدنا، لنلتقي في اليوم الثاني بوفد إيطالي يقوده الدليل السياحي "ابراهيم سلعس" الذي أخبرنا بأنهم زاروا "دمشق" و"حمص" و"طرطوس" وحالياً متحف "معرّة النعمان" بعد قيامهم بجولة على آثار هذه المنطقة، ولم يختلف انطباع الوفد الإيطالي عن سابقه فقد قال "سلعس": «لقد أعجبوا جداً بالطبيعة وبالشعب الطيّب ففي جولتنا على آثار "سرجيلا" قدّم لنا الآهالي الزعتر البري هدية لي ولبعض أعضاء الوفد وهذا مثال عما لاقوه، لذلك قالوا لي لم نكن نتوقع كلّ هذا الأمان وكلّ هذه المحبة من الناس، ولا أخفيك فهؤلاء بما شكّلوه من انطباعات رائعة سيكونون رسلاً للحديث عن شعبنا وحضارتنا».

تبادل الصور

وعن طبيعة السياحة التي يروّج لها أضاف: «أغلب السائحين القادمين من الدول الأوروبية يأتون بهدف السياحة الثقافية، لأن المكاتب السياحية لا تعرض عليهم سوى ذلك عدا عن ضعف الاستثمارات السياحية في بلدنا ما يقلل من السياحة الترفيهية بسبب ضعف الإمكانات على الرغم من وجود كلّ المقومات من الجبل والسهل والبحر والطبيعة».

وعن انطباعاته عن هذه السياحة قال "باولا سارلو" من مدينة "روما": «أول وصولي إلى سورية كان انطباعي بارداً وعادياً، ولكن حين بدأت بمشاهدة الناس والطبيعة والآثار أعجبت كثيراً بهذا البلد، فهو يحتوي على كنوز حقيقية، وفي "معرّة النعمان" شاهدنا اللوحات الرائعة للموزاييك، ولكن لي تعقيب على طريقة عرض هذه اللوحات فأنا أرى ضرورة أن تكون ضمن صناديق زجاجية تحميها من الغبار وعوامل الطبيعة من حرارة ورطوبة».

مع الدليل السياحي ابراهيم سلعس

فكان ردّ "غازي علولو" رئيس دائرة الآثار في "معرة النعمان" على هذا الاقتراح بقوله: «لا يمكن تنفيذ هذا الاقتراح لأنّ المساحات المكتشفة في المنطقة والمعروضة في المتحف كبيرة جداً فهي تزيد على /2500/متراً مربعاً، وقد تركنا أكثر من /500/متر مربع في أماكن اكتشافها لامتلاء المتحف بهذه اللوحات، ولكن أؤكد لكم أن طريقة عرضنا تضاهي أهم المتاحف المتخصصة في هذا المجال كمتحف "أنطاكية" ومتحف "باردو" في تونس، حيث عرضت اللوحات بشكل أرضي وأحياناً على الجدران والمساند لتضفي جمالية عليها، ومتحفنا يضاهي هذه المتاحف بطريقة العرض، حيث قمنا باستغلال المساحات المتبقية ما بين اللوحات لعرض ما يشبع رغبات الزائر ورؤيته البصرية لترك انطباع بزخم معروضاتنا».

وأخيراً ختم "غويدو آي رولدي" وهو عالم آثار إيطالي متخصص بالآثار الفرعونية بقوله: «نحن نعرف أنّ لكلّ إنسان في هذا العالم بلدين بلده الذي يعيش فيه وسورية بلده الأم، لذلك أتيت إلى هنا لاستنشاق نسائم هذا البلد الذي درج على ترابه الإنسان الأول، وما وجدناه من حفاوة وترحيب من الشعب السوري كان بحق جديراً بأن نسجله في الذاكرة، لنرويه لأهلنا في إيطالية».