في المدخل الشرقي لمدينة "إدلب" وعلى مساحة تزيد عن /5000/ متر مربع يقع متحف "إدلب" الذي يعتبر بحق أكبر خزانة تضم في ردهاتها مجموعة كبيرة من اللقى الأثرية والتحف الثمينة التي عثر عليها من خلال التنقيبات الأثرية التي أجرتها البعثات العربية والأجنبية في أرجاء المحافظة التي يزيد فيها عدد المواقع الأثرية عن 800 موقع مسجلة لدى مديرية الآثار في المحافظة.

موقع eIdleb وخلال جولته التي قام بها بتاريخ 2/3/2009 في صالات المتحف للتعرف على أهم المعروضات الأثرية فيها التقى السيد "فجر حاج محمد" أمين المتحف الوطني في "إدلب" ليحدثنا عن أهم أجزاء المتحف قائلا: «تم افتتاح متحف "إدلب" خلال الندوة الدولية لآثار "إدلب" في شهر أيلول من عام/1989/ حيث ضم هذا المتحف العديد من المكتشفات الأثرية في المحافظة وخاصة موقع "إيبلا" وموقع "آفس" و"قوقان" و"الكرخ" وغيرها من المواقع الأخرى في المحافظة».

تم افتتاح متحف "إدلب" خلال الندوة الدولية لآثار "إدلب" في شهر أيلول من عام/1989/ حيث ضم هذا المتحف العديد من المكتشفات الأثرية في المحافظة وخاصة موقع "إيبلا" وموقع "آفس" و"قوقان" و"الكرخ" وغيرها من المواقع الأخرى في المحافظة

وعن أقسام المتحف يقول السيد "فجر": «يتألف المتحف من طابقين في كل طابق عدد من الأجنحة والصالات وأولها صالة "التقاليد الشعبية" التي تخص المحافظة من لباس شعبي وأوانٍ تراثية وكل ما يتعلق بالتقاليد الشعبية في الطابق الأول والقسم الثاني الجناح الإسلامي الذي يضم العديد من الكنوز الأثرية التي تعود إلى الفترة الأموية من دراهم ذهبية وأوانٍِ فخارية وزجاجية.

السيد فجر حاج محمد أمين متحف إدلب

كما تحتوي الصالة على كنوز عثمانية ومملوكية من نقود ذهبية وفضية وأوانٍ فخارية وزجاجية مكتشفة من المواقع الأثرية في أرجاء المحافظة، والصالة الثانية تحتوي على الآثار الكلاسيكية التي تعود إلى الفترة الرومانية والبيزنطية التي تتوضع معظم المواقع التي اكتشفت بها في الكتلة الكلسية في جبال "باريشا" و"جبل الزاوية" وفيها العديد من اللوحات الفسيفسائية وبعض التماثيل الحجرية ومن أهم التماثيل الموجودة تمثال روماني اُكتشف في منطقة "الرام الشمالي" في "إدلب" المدينة وهو عبارة عن تمثال على شكل متوازي مستطيلات في أحد أوجهه تمثال لأحد الملوك في تلك الحقبة وفي الوجه الآخر تمثال لزوجته إضافة إلى أوانٍ زجاجية وفخارية كانت تستخدم في تلك الحقبة الزمنية كما تحتوي الصالة على بعض محتويات المدافن المكتشفة في موقع "تل عمار" التابع لمنطقة "سلقين" إضافة إلى بعض النقود النحاسية والذهبية والفضية».

ويتابع حديثه قائلاً: «الطابق المتوسط وهو عبارة عن شرفة صغيرة تعرض فيها بعض المكتشفات الأثرية في "تل المسطومة" و"عين الكرخ" في سهل "الروج" والتي تعود معظمها إلى الألف السادس قبل الميلاد العصر الحجري ومعظمها سكاكين وأدوات حجرية تمثل جذور الحضارة في المحافظة، والطابق الثاني يقسم إلى قسمين الأول تعرض فيه مجموعة كبيرة من اللقى الأثرية في "تل دينيت" وقرية "داحس" التي تمثل الفترة الإسلامية و"تل آفس" و"قميناس" التي تمثل "العصر الحجري" وتل "خان شيخون" وتل "الطوقان" ومعظم هذه المواقع تغطي الفترة ما بين الألف السادس قبل الميلاد والفترة الإسلامية.

لوحة فسيفسلئية في الصالة الكلاسيكية

أما القسم الثاني من هذا الطابق تعرض فيه أهم المكتشفات الأثرية في مملكة "إيبلا" حيث تم عرضها في قسم خاص لأهمية هذه المملكة وغناها بالمكتشفات الأثرية حيث تعرض فيه جميع المكتشفات منذ عام /1964/ حتى الآن وهي مجموعة من الرقم المسمارية الفخارية التي تحكي تاريخ المدينة في الفترة ما بين /2400/ و/2250/ قبل الميلاد وهذه الرقم معظمها نصوص سياسية وأدبية ومن أهمها الرقم الذي يحمل أقدم معاهدة سياسية بين مملكة "إيبلا" ومملكة "أبرسال" التي تنظم العلاقات التجارية والسياسية بين المملكتين وتدل على قوة مملكة "إيبلا" وتقدمها في النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد ويحتوي هذا الجناح على /20/ خزانة خشبية تحتوي الكثير من الأدوات الحجرية والفخارية والمعدنية واللوحات الفنية والتماثيل والمجوهرات الذهبية التي تعطي فكرة واضحة عن أهمية مملكة "إيبلا" في عصريها الذهبيين الأول فترة البرونز القديم /2400/ حتى/2250/ قبل الميلاد والثاني فترة البرونز الوسيط ما بين /1900/ و/1600/ قبل الميلاد كما تعرض العديد من الأواني الفخارية والتماثيل في ردهات المتحف من جميع المواقع المكتشفة في المحافظة التي تعود إلى الفترة الكلاسيكية».

وقبل أن ينهي حديثه يقول "حاج محمد ": «تقوم "مديرية الآثار والمتاحف" بالتعاون مع "الجانب الإيطالي" بتجديد متحف "إدلب" من الناحية الإنشائية وتجديد العرض المتحفي بشكل كامل من خلال تجديد خزائن العرض والإضاءة وتزويد المتحف بأجهزة إنذار ومن خلال المشروع سيتم عرض العديد من القطع الأثرية الهامة والتي لم تكن معروضة من قبل بسبب ضيق مساحة الصالات وهذا المشروع قيد التنفيذ حالياً».

تمثال حجري يعود للعصر الروماني