تمتاز "معرتمصرين" بموقعها الجميل في أحضان غابة من أشجار الزيتون التي تطوّقها من جهاتها الثلاث بينما تنفتح شرقاً على سهول زراعية خصبة، ولا تبتعد جبال "باريشا" عنها أكثر من /3/ كم وهي تجاور الطريق الدولي إلى "تركيا" وتبتعد عن نقطة "باب الهوى" حوالي /30/ كم.

كما إنها تحتوي على العديد من الأوابد التاريخية التي تدل على عراقتها ومنها آثار تعود إلى ما قبل الميلاد موقع eIdleb قام بجولة بتاريخ 15/12/2008/ في أهم المواقع الأثرية في البلدة وكان لنا لقاء مع الآنسة "فاطمة دحروج" مدرسة مادة التاريخ في القرية والتي أعدت بحث تاريخيا يتحدث عن أهم هذه المواقع حيث قالت: «تحتوي "معرتمصرين" على أكثر من /20/ موقع أثري منها ما يعود تاريخه إلى ما قبل الميلاد ومنها ما يعود للعصور الرومانية ومنها ما يعود إلى العهد الإسلامي ومن أهمها "الجامع الكبير" الذي بني على أنقاض كنيسة بعد الفتح الإسلامي لـ"معرتمصرين" على يد العرب المسلمين بقيادة "أبو عبيدة بن الجراح" و"خالد بن الوليد" حيث وضع حجر الأساس لهذا الجامع "أبو عبيدة بن الجراح" وقام ببنائه الصحابي "عبادة بن الصامت" وتم توسيع الجامع مرات عديدة ومازال قائم حتى الوقت الحاضر ويعتبر أعظم جامع في محافظة "إدلب" لروعة بنائه ومساحته الواسعة حيث بني على نظام القبب فيعلو سطحه مجموعة من القبب ترتكز كل واحدة منها على أربعة أعمدة في داخل حرم المسجد كما يحتوي المسجد على باحة سماوية وفي جميع أطرافها رواقات رائعة البناء وفي هذه الباحة يوجد مجموعة من آبار الجمع التي تزود المسجد بالماء طوال العام».

هو "أحمد بن الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين" الذي حضر إلى "معرتمصرين" عام /619/هجرية وجعلها مقر لمملكته وبقي فيها حتى وفاته عام /629/ هجرية وبني على قبة فيها محراب مبني من الحجارة ولا يزال حتى وقتنا هذا

وتضيف الآنسة "فاطمة": «كما تحتوي "معر تمصرين" على بقايا مسجد في الجهة الشرقية من البلدة بالقرب من تل أثري يسمى حاليا "تل أبناء الخليل" حيث تقول بعض كتب التاريخ أن نبي الله "إبراهيم الخليل" عليه السلام عندما أمر النمرود بحرقه ولم تؤثر النار فيه كما وردت القصة "بالقرآن الكريم" هاجر من بلدته "أورفا" باتجاه بيت المقدس ومر في بلدة "معرتمصرين" وسكن الحصن الذي يقع بالجهة الشرقية منها وهو ما يدعى اليوم "تل أبناء الخليل" وتزوج بنتاً عذراء منها وولدت له ثلاث أولاد ماتوا جميعهم قبل سن البلوغ فبنى عليهم مسجداً عظيماً في طرف التل وفيه خمس قباب وله محراب جميل وإلى الجنوب من الجامع باحة سماوية بطول /20/م وعرض /20/م ولها سور عظيم مبني من الحجارة وفي عام /584/ هجرية مر السلطان "صلاح الدين الأيوبي" بعد أن فتح القدس وأخذ يطارد الصليبيين في "معرتمصرين" برفقة ولده "الظاهر غازي" فصلى في باحة هذا المسجد ركعتين وكان المسجد مقوض الأركان مائل إلى الخراب فأمر بتجديد بنائه وكتبت له حجر في أحد جدرانه بتجديد بنائه على يد السلطان "صلاح الدين"».

محراب جامع الخليل

وتتابع القول: «كما يقع إلى الجنوب من البلدة وعلى بعد "كيلومتر واحد" مسجد يسمى "مقام الخضر" وفيه باحة سماوية في داخلها مقام فيه محراب وقبة مقامة على قناطر ولها مخدعين أحدهما من جهة الغرب والآخر من الشرق مسقوفين بأحجار كبيرة تستند إلى أعمدة من الحجر الأملس الشديد النعومة وفي عام ثلاثة للهجرة حضر "قس بن ساعده الإيادي" المشهور "بخطيب عكاظ لزيارة" سمعان الحواري صاحب "قلعة سمعان" وأقام في "معرتمصرين" في "مسجد الخضر" حتى مات ودفن فيه فأخذ الناس يفدون إليه للتبرك به إلى أن جاء قاضي حلب "كمال الدين بن محمد علي الزملكاني" فحرم زيارته وأرسل الجند لهدمه وبقي بعض أثاره حتى الوقت الحاضر».

كما يوجد في الجهة الشمالية للبلدة "مقام الملك الصالح" وتضيف "دحروج" قائلة: «هو "أحمد بن الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين" الذي حضر إلى "معرتمصرين" عام /619/هجرية وجعلها مقر لمملكته وبقي فيها حتى وفاته عام /629/ هجرية وبني على قبة فيها محراب مبني من الحجارة ولا يزال حتى وقتنا هذا».

الخضر

ويقول الأستاذ "مهند صوان" أحد أبناء البلدة الذي كان يرافقنا أثناء جولتنا: «أنه يوجد في الطرف الشمالي من البلدة خزان مائي أرضي كبير يسمّى (المصنع) يتكون من سبعة آبار متلاصقة ومفتوحة على بعضها بطول /40/ م وعرض /15/م وعمق/15/م، وقد كان يسقي أغلب سكانها من ماء المطر المخزون داخله حتى فترة متأخرة لكنه اندثر مع مرور الوقت بسبب الإهمال من قبل الأهالي».

الرواق الشمالي