«يعتبر السوق التجاري في "أريحا" "سوق الهال" أهم الأسواق التجارية في "إدلب" لكثرة موارده المختلفة من خضار وفواكه موسمية ودائمة، مستوردة أو معدة للتصدير ولموقع مدينة "أريحا" لتكون قلب المحافظة الذي يصل الشمال بالجنوب...

ولاعتماد المنطقة وقراها على محاصيل الأشجار المثمرة من زيتون وكرز ولوز ومشمش والخضراوات بأنواعها وهو ما جعله محط أنظار الكثير من تجار المحافظة للتسوق لأن معظم السلع خاصةً في فصل الصيف تأتي من الحقل إلى السوق». هذا ما تحدث به السيد "وليد شعبان" كبير التجار ورئيس اللجنة النقابية في السوق في لقائه بموقع eIdleb بتاريخ 18/1/2009 والذي أضاف: «مقارنةً بحجم الأسواق التجارية الأخرى يعتبر هذا السوق صغيراً بعض الشيء من حيث المساحة التي لا تتجاوز (1400) متر مربع أما من حيث النشاط التجاري فهو السوق الأول وتقدّر البضائع اليومية التي تصل إليه (50) طن في موسم الشتاء وتزيد خمسة أضعاف في موسم الكرز وتبلغ ذروتها في موسم المشمش حيث تمتد البضائع لتغلق الطرقات، ويشمل السوق على (40) محلاً تجارياً يقوم معظمها على "الكومسيون" وهو تسويق بضائع المزارعين بنسبة (5%)».

جذور المشكلة من أبناء السوق أنفسهم فالبعض لا يتوانى عن تأجير جزء من الشارع داخل السوق لإحدى "البسطات" مقابل مبلغ شهري وقد خُصصت لها أماكن خارج هذا السوق الضيق

كما التقينا بأحد المتسوقين السيد "فراس جواد" والذي تحدث عن ارتياده للسوق قائلاً: «تتوفر في السوق جميع الخضار والفواكه على مدار العام محليةً كانت أو مستوردة وبأسعار جيدة كما يستطيع المتسوق أن يشتري بالجملة أو تجزئة واللافت في الأمر أن كلاً من المحلات التجارية يختص بنوع من البضائع فبعض المحلات التجارية تختص بالخضار والبعض بالبرتقال والبعض الآخر بالكرز وهو ما يجعل السوق منظماً وبالتالي يسهل التسوق».

السيد وليد شعبان

أما السيد "وليد طكو" صاحب أحد المحلات التجارية في السوق فقد تحدث عن مصادر البضائع القادمة إلى السوق قائلاً: «تختلف البضائع باختلاف الفصول ففي الصيف نعتمد على الناتج المحلي من داخل القطر أو المحافظة مثل البندورة والخيار والخضار والمحلب والكرز أما في مواسم الشتاء فيعتمد السوق بشكل مباشر على الفواكه المستوردة كالبندورة من "الأردن" والبصل من "مصر" أما الحمضيات والتفاح والخضار المتبقية فتأتي من أسواق المحافظات الكبرى "حلب" و"دمشق" و"اللاذقية"».

وكغيره من الأماكن المكتظة يشهد السوق التجاري بـ"أريحا" جملةً من المشكلات التي تحدث عنها "براء بدوي" أحد التجار قائلاً: «إن أهم المشكلات التي تواجه البائع والشاري هي المساحة الصغيرة للسوق فكثيراً ما تتكدس البضائع مُشكّلةً أكواماً سرعان ما تتعرض للتلف كما أن ضيق الشوارع داخل السوق ووقوف الشاحنات لساعات طويلة داخل السوق يؤدي لعرقلة حركة السيارات وهذا يؤدي إلى خسائر كبيرة لأن بعض السلع كالكرز لا تباع بأسعار جيدة ترضي المزارعين إلا في ساعات الصباح الباكر».

سوق الهال من الداخل

وأضاف "بدوي": «جذور المشكلة من أبناء السوق أنفسهم فالبعض لا يتوانى عن تأجير جزء من الشارع داخل السوق لإحدى "البسطات" مقابل مبلغ شهري وقد خُصصت لها أماكن خارج هذا السوق الضيق».

ولمعرفة كيف ينظر القائمون في مجلس البلدية لهذه المشكلات توجهنا إلى المهندس "حسام الدين خاروف" رئيس المكتب الفني في بلدية "أريحا" الذي قال: «السوق مخصص ليكون تجارياً وليس "سوق هال" ومعاناة التجار والمتسوقين قد تم وضع الحلول لها وستدخل حيز التنفيذ خلال العامين القادمين حيث سيتم بناء مركز تسويقي كبير يضم العديد من المحال التجارية مخصصة لهذا الغرض وقد تم استملاك العقارات ووضع المخططات الأولية، وسيكون هذا السوق في الجزء الشرقي من المدينة بمحاذاة المنطقة الصناعية الجديدة». والجدير ذكره أن هذا السوق يقوم على تسويق الناتج المحلي في المقام الأول إلى كافة المحافظات السورية ودول العالم من خلال شركات ومشاغل لتعبئة التين والكرز والزيت والمحلب.

بعض التجار يقومون بتحميل الخضار