في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي يعيشه العالم أصبحت البيئة اليوم أكثر عرضة للخطر الذي يسببه استخدام تلك التكنولوجيا المتطورة والاستخدام الواسع للطاقة حيث أدت تلك الممارسات إلى تناقص في مصادر الطاقة الأحفوري من فحم و نفط و غاز وتفاقم ظاهرة الانحباس الحراري خاصة مع توقع ازدياد درجات الحرارة بنهاية هذا القرن بنحو 5-6 درجات.

وما نشاهده اليوم من نتائج سلبية كموجات الجفاف والحر في بعض المناطق وفيضانات في مناطق أخرى وزيادة حدة السيول وغمر الأراضي وتزايد رقعة الأراضي المتصحرة إضافة إلى ما نعانيه من شح مياه الشرب إلا جزء من ذلك الخطر وهو أكبر تهديد للحياة الحيوانية والنباتية وهو ما جعل الحفاظ على نظافة البيئة أمراً هاماً يستدعي تعاون كل الجهات لتحقيق ذلك الهدف. وتقول المهندسة (جمانة الحسن) مديرة شؤون البيئة في محافظة إدلب لموقع ( eIdleb) "إنه وأمام هذه التحديات كان لا بد من التوجه نحو البحث عن مصادر طاقة بديلة هذه المصادر التي وجد فيها البعض حلاً للكثير من المشاكل البيئية والظواهر التي نعاني منها وأهم تلك المصادر للطاقة البديلة أو المتجددة التي بدأ الإنسان باستخدامها كحل بديل عن الطاقة التقليدية نجد الطاقة الشمسية والكهرو مائية والبيولوجية والجيو حرارية والهدروجينية وطاقة الرياح", وتضيف "أنه وبحسب تأكيدات الخبراء أن الطاقات النظيفة في حال استخدامها بشكل جيد يمكن أن تلبي نصف احتياجات سكان الكرة الأرضية بحلول العام 2050".

وعن الفرق بين الطاقة البديلة والتقليدية قالت مديرة البيئة: "أنه بنظرة سريعة نجد أن الفرق بينهما يتمحور بعدة نقاط منها أن الطاقة البديلة أو المتجددة تتصف بأنها لا تنضب بل هي متجددة باستمرار متجددة كما أنها لا تتركز في مكان واحد أي أن مكانها متغير وليس حكراً على دولة دون أخرى غير أن استثمارها مكلف ويحتاج لمبالغ مالية أكبر بكثير وهي متقطعة لا تظهر كل الأوقات والأهم من كل ذلك أنها لا تلوث البيئة فهي نظيفة وصديقة للبيئة. أما الطاقة التقليدية فتتصف بأنها طاقة معرضة لأن تنضب كما أنها تتركز في أماكن محدودة وفي بعض الدول أو المناطق وأدوات استخدامها وكلفة استثمارها أقل من الطاقة البديلة وهي متاحة في كل الأوقات ولكن أسوء ما فيها أنها ملوثة للبيئة".

أما بالنسبة إلى إمكانية استخدام مصادر الطاقة البديلة في محافظة إدلب فقد تحدثت المهندسة جمانة "أنه فيما يتعلق بالطاقة الشمسية فهي متاحة بشكل كبير في كل مناطق سورية ومنها محافظة إدلب وأنه وبحسب الأرقام فإن كل 1م2 من سطح الأرض يتعرض لأشعة الشمس بمعدل جيد يكفي لتوليد طاقة كهربائية بمقدار 1700 كيلو واط / م2 في السنة بشكل مجاني وأن سخان شمسي مساحته 4م2 يؤمن حوالي 250 ليتر ماء ساخن في اليوم وأن عدد الأيام غير المشمسة 45 يوم في العام في سورية وأن 1سم2 من الأرض في سورية يتلقى شهرياً 21 كيلو كالوري وهو نفسه ينتج 1700 كيلو واط /م2.

وبالنسبة إلى طاقة الرياح فهي طاقة متاحة في سورية وفي محافظة إدلب حيث وأنه يمكن استثمارها إذا كانت سرعتها اعتباراً من 3م في الثانية فما فوق وهي رغم ذلك لم يتم استخدامها في محافظة إدلب. أما بالنسبة للطاقة الكهر مائية في سورية والوطن العربي عموماً فإن الإحصائيات والأرقام تقول أن 12% من دول الوطن العربي تولد الطاقة الكهربائية عن طريق الطاقة الكهرومائية وهي متاحة في سورية بشكل جيد. أما الطاقة الجيو حرارية فتعني استخدام طاقة حرارة الأرض في توليد الكهرباء على عمق نحو /2000/ م حيث تبلغ درجات الحرارة 65-90 درجة مئوية وهي مكلفة وغير مطبقة لدينا.

وكذلك الطاقة البيولوجية لم تطبق خاصة مع وجود مشكلة الوقود البيولوجي والمتمثلة في استخدام المحاصيل الزراعية في توليد الطاقة اللازمة كالذرة والقطن والشوندر بعد تجهيزها وتحويلها إلى مادة الإيتانول الذي يستخدم كوقود ولكن هذه الطريقة أدت إلى مشاكل كثيرة بالنسبة للأمن الغذائي وأنه يجب التركيز على استخدام مخلفات المحاصيل الزراعية في عملية توليد الطاقة وليس المحصول نفسه.

وأضافت أنه مؤخراً تم إنتاج مادة أسمها E85 وهي عبارة عن 85% ايتانول و 15% بنزين وهي تستخدم حالياً في أمريكا ومن ضمن الوقود البيولوجي هناك غاز حيوي ينتج من تخمير النفايات و إنبعاثات غاز /ch4/ ويجب التفكير باستخدامها وتحويلها إلى كهرباء وهناك غاز حيوي ينتجه روث الحيوانات يمكن الاستفادة منه في توليد طاقة الغاز الحيوي, ولدينا حالياً تجربة تدرس بين مشروع التنمية الريفية ومديرية الزراعة بالتنسيق مع مديرية البيئة لإقامة مشروع للاستفادة من الغاز الحيوي في مزارع تربية الحيوانات لتوليد الطاقة الكهربائية.

ورأت مديرة البيئة أنه يجب العمل على تخفيض استخدام الطاقة التقليدية بغية تخفيض إنبعاثات غاز co2 وch4 المسببة للانحباس الحراري ويجب العمل على تأمين مصادر الطاقة البديلة واستخدامها فهي تؤمن أمن الطاقة القومي وتجعل الدول حرة في علاقتها مع الدول الأخرى وليست تحت سيطرتها لامتلاكها الطاقة النفطية والغازية.

وأنه يجب إيجاد المناخ المادي المناسب لاستخدام الطاقة الشمسية وتشجيع الناس لاستخدامها من خلال تقديم قروض بدون فوائد ودعم برنامج الإعلام والتوعية والتربية بما يخص الطاقة المتجددة وأن البيئة هي صديقة للطاقات النظيفة التي تخفف الانبعاثات وتحافظ على نظافة البيئة وتخفف انبعاثات الوقود الأحفوري والاستخدام المتزايد للمصادر التقليدية , كما أن هناك فائدة من استخدام الطاقة الشمسية سواء بالنسبة للمواطن أو للدولة أو للمجتمع بشكل عام فالفائدة بالنسبة للمواطن كبيرة مع العلم بأن كلفة التأسيس عالية ولكنها ليست كبيرة جداً ولكن الجدوى الاقتصادية ستجنى مع الأيام خاصة مع ارتفاع أسعار الوقود وقلته حيث أن كلفة استخدامها بعد ذلك تكون خفيفة جداً وأنه يجب أن تبادر شركات القطاع العام والشركات الخاصة الكبرى لاستخدام الطاقة البديلة لتشجيع الناس على استخدام تلك الأجهزة من خلال التركيز على برامج الدعاية والإعلان وما تحققه من فائدة للمجتمع وللبيئة التي نعيش فيها.