على بعد حوالي 5كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة "إدلب" تقع قرية "قميناس" التي تشكل مع قرى "المسطومة وفيلون وبكفلون ومرتين" نصف دائرة تحيط بمدينة "إدلب" من الجنوب.

الأستاذ "صهيب الخلف" من أبناء قرية "قميناس" عرف موقع eIdleb بالقرية قائلاً: «قرية "قميناس" واحدة من القرى الصغيرة القريبة من مدينة "إدلب"، يبلغ عدد سكان القرية حوالي أربعة آلاف نسمة وتسكنها حالياً عدة عوائل نذكر منها "الخلف والبيازيد والخليل والنعسان"، وعائلة الخلف هي أكبر هذه العوائل حيث يشكل أفرادها حوالي خمسين بالمئة من عدد سكان القرية، يعمل الأهالي بالزراعة حيث تشكل زراعة المحلب الزراعة الرئيسية في القرية، وهناك قسم من أبناء القرية موظفون وقليل منهم يعمل في المهن الأخرى، وتسود القرية بفضل الله علاقات اجتماعية متينة من الود والتعاون كمعظم مناطق الريف السوري، حيث يشتركون في أفراحهم وأتراحهم ويتبعون عادات وتقاليد مشتركة يحافظون عليها ويقدسونها أحياناً، ويوجد في القرية واحد من أقدم الجوامع في المنطقة، ولا يمكن أن نغفل وجود درة أثرية منسية في شمال القرية حيث يتمنطق تل دينيت أشجار الزيتون العتيقة ويقف شامخاً وبجلال مهيب».

قرية "قميناس" قرية عريقة القدم يعود تاريخها إلى القرن السابع قبل الميلاد أيام الحضارة الآرامية، حيث كانت قرية ذات موقع هام على خطوط التجارة الدولية، والدليل على ذلك السبر الأولي لتل "قميناس"، وفي العهد البيزنطي كان يوجد فيها دير مذكور في الوثائق السريانية الموجودة في متحف "لندن" تحت اسم دير "قمنس- مناسا" وهو دير سرياني منوفيزي شارك في مؤتمر الرهبان المنوفيزيين عام 567 م، ومن اسم هذا الدير جاءت التسمية الحالية للقرية حيث صحفت التسمية مع مرور الزمن

الأستاذ "عبد الحميد الخليل" من أهالي القرية وهو موجه في مدرستها تحدث عن الواقع التعليمي في قرية "قميناس" بالقول: «يوجد في القرية مدرسة واحدة تعليم أساسي بنيت عام 1975 ووسعت في عام 2001 وهي تضم حوالي ألف طالب حلقتين أولى وثانية، يشكل المعلمون من أبناء القرية سبعين بالمئة من عدد الكادر التدريسي وهناك إقبال على تعليم الفتيات في القرية وليست هناك نسب تسرب مرتفعة بسبب اهتمام الأهالي بتعليم أبنائهم ومتابعتهم ومراقبتهم بالتعاون مع المدرسة طوال العام الدراسي حيث تتسم العلاقة بين الأهالي وكادر المدرسة بالتعاون التام، ولكن مدرسة القرية تحتاج إلى بناء جديد للتخلص نهائيا من الدوام النصفي وقد تم استملاك أرض في القرية للبناء عليها، يوجد في القرية اختصاصات جامعية مختلفة وتبلغ نسبة الحاصلين على شهادة التعليم الأساسي سنويا من إجمالي المتقدمين إليها حوالي سبعين بالمئة ونسبة الحاصلين على الثانوية العامة ثلاثين بالمئة، ولكن ما تزال نسبة الذين يكلمون تعليمهم الجامعي قليلة ودون الطموح، وما يجدر الإشارة إليه في هذا المجال أنه يوجد في قريتنا روضة للأطفال تستقبل أطفال القرية وتعلمهم القراءة والكتابة قبل دخولهم إلى المدرسة».

قرية قميناس

الأستاذ "خالد الخلف" مدير المكتب الصحفي في مديرية التربية في "إدلب" وأحد أبناء القرية تحدث عن الواقع الخدمي فيها بالقول: «إن مستوى الخدمات في قرية "قميناس" جيد، فالقرية مخدّمة بالصرف الصحي منذ أكثر من عشر سنوات، وبالكهرباء بنسبة 100%، ومخدّمة بالهاتف بأكثر من 90% وجميع بيوت القرية مزودة بعدادات مياه، ترتبط القرية مع القرى والمدن المجاورة بطرق معبدة، أما شوارع القرية الداخلية فحالتها دون المستوى المطلوب وتعاني من بعض العيوب وهي بأمس الحاجة إلى التعبيد، ومن الخدمات التي تعتبر من المطالب الملحة للأهالي ضرورة وجود جرار يقوم بترحيل القمامة بشكل يومي، وتحتاج القرية إلى مستوصف، ومدرسة ثانوية لكون أعداد الطلاب الدارسين في ثانويات القرى والمدن المجاورة لا بأس به».

وحول تاريخ هذه القرية يقول المؤرخ "فايز قوصرة": «قرية "قميناس" قرية عريقة القدم يعود تاريخها إلى القرن السابع قبل الميلاد أيام الحضارة الآرامية، حيث كانت قرية ذات موقع هام على خطوط التجارة الدولية، والدليل على ذلك السبر الأولي لتل "قميناس"، وفي العهد البيزنطي كان يوجد فيها دير مذكور في الوثائق السريانية الموجودة في متحف "لندن" تحت اسم دير "قمنس- مناسا" وهو دير سرياني منوفيزي شارك في مؤتمر الرهبان المنوفيزيين عام 567 م، ومن اسم هذا الدير جاءت التسمية الحالية للقرية حيث صحفت التسمية مع مرور الزمن».

تل دينيت يطل على القرية من الجهة الشمالية
عبد الحميد الخليل