في بقعة جغرافية صغيرة تبعد 15كم شرق مدينة "معرة النعمان"، تقع قرية "الصرمان" وذلك في نقطة تتوسط الطريق الواصلة بين "المعرة وسنجار"، حيث تتوزع مساكن القرية على جانبي الطريق، وموقعها يشكل مركز القلب للطرف الشرقي من منقطة "المعرة".

وعند زيارة موقع eIdleb للقرية لم نلاحظ وجود آثار فيها ولكن يوجد قرب القرية تل أثري لم تجر فيه أية أعمال تنقيب، ومن اللافت للنظر أن أحجار القرية بازلتية سوداء.

هي قرية حديثة العهد دبت فيها الحياة في أواخر العهد العثماني، وأما بخصوص تسمية القرية فجاءت من موقعها على تل بازلتي شديد الانحدار

الحاج "عبد العزيز اليوسف" من أهالي القرية تحدث عن النشاط الزراعي في القرية: «تبلغ المساحة الإجمالية للقرية حوالي 1060 هكتارا، وجميع أراضينا قابلة للزارعة، حيث تبلغ مساحة الأراضي الزراعي بحدود 900 هكتار وأكثر من 90% من هذه المساحة يتم زراعتها فعلياً، أما أهم مزروعاتنا فهي القمح والشعير والعدس كمحاصيل رئيسية، ثم هناك الحمص والكمون بشكل ثانوي ونسبة الأشجار عندنا قليلة لا تتجاوز عشرة بالمئة وتقتصر على أشجار الزيتون التي دخلت إلى القرية منذ عشرين عاما، كما أن أهالي القرية يربون الأغنام حيث لا يخلو بيت من وجود عدد من الرؤوس التي تؤمن حاجة البيت من الحليب ومشتقاته، وجميع أراضي القرية والسكنية حالياً هي أملاك دولة مستأجرة من قبل الأهالي منذ عام 1984 حيث إلى اليوم لم تحل هذه المشكلة بالنسبة لقريتنا مثلها مثل باقي القرى التي طبق عليها قانون الإصلاح الزراعي».

قرية الصرمان

وبالحديث مع المختار "محمد سعيد القدور" قال: «على أيام الإقطاع وقبل صدور قانون الإصلاح الزراعي كانت القرية تعتبر من أملاك البيك "إحسان بن مختار الحراكي" الذي كان يملك قريتي "الصرمان والحراكي" إضافة لبعض القرى الأخرى من منطقة "المعرة"، وحالياً تسكن القرية مجموعة من العوائل حيث يسود جو اجتماعي مستقر بفضل الله، ومن عوائل القرية حالياً نذكر "القدور والضبعان واليوسف والحفيان والرمضان والجاسم وعبد الكريم وعبد العزيز"».

الأستاذ "عبد الكريم الجاسم" مدير مدرسة القرية تحدث عن الواقع التعليمي فيها: «يوجد في القرية مدرستان تعليم أساسي وشعبة صف أول ثانوي أحدثت في هذا العام لتخدم القرية مع القرى المجاورة، يبلغ عدد طلاب الحلقة الأولى 225 تلميذا وفي الحلقة الثانية بحدود 280 طالبا بالإضافة لشعبة الثانوي، وقد شهدت القرية في الفترة الأخيرة اهتمام واضح من قبل الأهالي بالتعليم مقارنة مع الماضي حيث كان مستوى التعليم متدنيا جداً في السنوات الماضية وكان لا يوجد في القرية ولا طالب ثانوي واحد، واليوم معظم معلمي المدرسة هم وكلاء من أبناء القرية وهذه النقطة انعكست إيجابياً على وضع التعليم فيها، فصارت هناك رغبة لدى التلاميذ والأهلي بأن يكون ولدهم معلم في مدرسة القرية، ويوجد في القرية حالياً عدد من حملة الشهادات الجامعية ولكنه قليل وهناك طلبة حاليين اختصاص عربي وانكليزي وتربية وهندسة إلا أن أعداد الطلبة الذين يكملون دراستهم جيد، وهناك اهتمام من قبل الأهالي بتعليم الفتيات وخاصة منذ عام 2000 وما بعد وبدليل ذلك أن نسبة التسرب في مدرستنا معدومة تماماً، فأنا مدير للمدرسة منذ ثلاث سنوات ولم يسجل عندي ولا حالة تسرب وهذه نقطة تميز القرية عن باقي قرى المنطقة».

المختار محمد سعيد القدور

الأستاذ "محمد عدنان المحمد" رئيس بلدية "أبو مكي" التي تتبع لها قرية "الصرمان" تحدث عن الواقع الخدمي فيها بالقول: «يبلغ عدد سكان القرية المقيمين حاليا حوالي 2000 نسمة وهي مخدمة بالكامل بالكهرباء وعدادات المياه حيث تتزود بمياه الشرب من آبار قرية "الهلبة"، إلا أن كمية المياه قليلة حيث يضطر الأهالي لشراء المياه بالصهاريج، أما بخصوص الهاتف فيوجد في القرية مقسم هاتف منذ أكثر من سبع سنوات ويخدم عشرة قرى هي "الصرمان وأبو مكي والحراكي والصقيعة والصيادي والسرج وأبو شرقي وقطرة" وقرى أخرى وسعته ألف خط وهناك خطة لتوسيعه، تم مسح القرية طبوغرافياً بانتظار اعتماد المخطط التنظيمي، وهناك جرار تابع للبلدية يقوم يومين في الأسبوع بجمع قمامة القرية، وجميع الشوارع ضمن المخطط منارة».

رئيس الجمعية الفلاحية في القرية "حسن الضبعان" قال: «تأسست الجمعية الفلاحية في قرية "الصرمان" عام 1966 ويبلغ عدد أعضائها حاليا 110 أعضاء وتبلغ مساحة الأراضي التابعة للجمعية حوالي 800 هكتار، أي معظم مساحة الأرض الزراعية في القرية هي تابعة للجمعية الزراعية، والجمعية تقوم بكافة المهام الخاصة بخدمة الأخوة الفلاحين في القرية».

الأستاذ عبد الكريم الجاسم

وحول تاريخ القرية وتسميتها يقول الباحث "عبد الحميد مشلح": «هي قرية حديثة العهد دبت فيها الحياة في أواخر العهد العثماني، وأما بخصوص تسمية القرية فجاءت من موقعها على تل بازلتي شديد الانحدار».