ربما أهم ما يميز قرية "بابيلا" الواقعة شمال مدينة "معرة النعمان بـ 8 كم، أنها قرية لم ترض أن تبقى مجتمعاً ريفياً بسيطاً لا يحسن إلا الزراعة ويكتفي بالمستوى التعليمي المتواضع، فقرر أهلها أن يبنوا لقريتهم كياناً علمياً واقتصادياً خاصاً بها ومميزاً لها، فجعلوا من التحصيل الدراسي العالي قدراً لا مفر منه لأبنائهم، واقتحموا ميادين الصناعة والتجارة، فانتشرت الورش الصناعية الصغيرة والمتوسطة التي ساهمت في التحوّل إلى الصناعة في هذه القرية الصغيرة.

الباحث "عبد الحميد مشلح" ذكر أن اسم القرية جاء من «الآرامية "بيت إيلا" وتعني بيت الله وأرى أن التسمية مؤلفة من كلمتين: "باب" و"إيلا" ويكون المعنى "باب الله" كما ورد في اسم "بابل" في العراق والتي ينسب إليها البابليون، وهي قرية عريقة القدم فقد جاء في مؤلف "تشالينكو" ذكر لأربع رسائل صدرت عام 567 م تذكر أسماء 75 ديراً للمينوفيزيين موزعة بين إقليمي "أنطاكيا" و"أفاميا" وذكر منها اسم دير "كفر دبلي" في "بابيلا"، وقد تبادل هذه الرسائل المينوفيزيون في سورية مع ممثليهم في القسطنطينة».

الآرامية "بيت إيلا" وتعني بيت الله وأرى أن التسمية مؤلفة من كلمتين: "باب" و"إيلا" ويكون المعنى "باب الله" كما ورد في اسم "بابل" في العراق والتي ينسب إليها البابليون، وهي قرية عريقة القدم فقد جاء في مؤلف "تشالينكو" ذكر لأربع رسائل صدرت عام 567 م تذكر أسماء 75 ديراً للمينوفيزيين موزعة بين إقليمي "أنطاكيا" و"أفاميا" وذكر منها اسم دير "كفر دبلي" في "بابيلا"، وقد تبادل هذه الرسائل المينوفيزيون في سورية مع ممثليهم في القسطنطينة

الحاج "خالد الزهران" من قدماء سكان القرية قال: «عندما قدمت للسكن في القرية منذ حوالي ستين عاماً كانت تسكن القرية عدة عائلات فقط، وهي عائلة "أسّود" من "المعرة" و"حاج موسى القدور وحسين الطيفور وعبد الله العموري ومحمود الشريف واحمد جدعان ومحمد وحسن الفياض وأحمد القاسم وحسين الهزاع وأحمد ومحمد العسكر وحسين الحمدو"، ثم انتقلت بعض هذه العائلات للسكن في قرى أخرى كعائلة "الطيفور" الذين انتقلوا للسكن في قرية "الدانا"، أما العائلات الأخرى فقد تكاثرت كما قدم سكان جدد إلى القرية، وعندما أنظر إلى القرية اليوم وأقارنها قبل نصف قرن أجد بأن تغيرات كيبرة طرأت عليها، حيث كانت في تلك الفترة عبارة عن عدة بيوت متفرقة على عكس ما تبدو عليه اليوم من ازدحام سكاني كبير».

مشهد عام لقرية بابيلا

الأستاذ "حسن عبد العزيز" تحدث عن النهضة التعليمية التي تشهدها القرية بالقول: «تشهد القرية ومنذ سنوات قليلة نهضة تعليمة غير مسبوقة، حيث نلاحظ أن هناك طفرة حقيقية تحدث في مجال التعليم ولا سيما التعليم العالي، إذ أنه هناك عدد كبير من أبناء القرية طلبة جامعات في مختلف جامعات القطر، وبكل تأكيد هذا أمر عائد للاهتمام سواء من قبل الكادر التدريسي واهتمام الأهل الذي كان واضحا في السنوات القليل الماضية، ويوجد في القرية مدرسة تعليم أساسي حلقتين، الأولى فيها حوالي 700 طالب والثانية حوالي 150 طالبا، ومعظم الكادر التدريسي في كلا المدرستين هم من أبناء القرية».

وعن النشاط الاقتصادي لأهالي القرية يتحدث الأستاذ "عبد الخالق الزهران": «ما يثير الفرح في النفس أنك حين تقوم في الصباح تجد أن كل مواطن في قريتنا يقوم لعمله سواء كان شاب أو فتاة، وقلما تجد من بطالة أو أستطيع القول بأن البطالة في القرية شبه معدومة وذلك لنجاح الحركة الصناعية في القرية التي أسفرت عن وفرة العمل لكل أحد، وذلك من خلال الحركة الصناعية والتي تتلاءم مع الجميع، فمنها صناعة التطريز والخرز وصناعة الليف وجميع ما يتعلق بأدوات النظافة واكسسوارات البرادي وفيها حركة صناعية غذائية تتعلق بالمخللات والمربيات بأنواعها والتي تستقطب كل يد عاملة، ولذلك تجد من الصعوبة بمكان أن تجد يد عاملة بدون عمل في القرية، وكثيراً ما يذهب أحدنا إلى القرى المجاورة لاستقدام اليد العاملة وهذا كله يعود لفكر أرسى قواعده القائد الخالد "حافظ الأسد" حين أشار لضرورة الاعتماد على الذات وما له من نتائج إيجابية عامة وكثيرة، ولعل من أسباب النهوض الاقتصادية عندنا هو وجود الفكر لدى البعض بأن يستوعب أكبر عدد ممكن من اليد العاملة، وإنك لتجد في قريتنا قنوات شحن داخلية وخارجية إلى "لبنان والعراق السعودية والجزائر والمغرب" وربما كان هذا بشكل يومي».

الأستاذ عبد الخالق الزهران

رئيس البلدية الأستاذ "مصلح الرمضون" تحدث عن الواقع الخدمي في القري بالقول: «تتبع القرية لبلدية الدانا التي تأسست منذ عامين والتي تشمل قرى "الدانا وبابيلا وحنتوتين"، وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي للقرية 153 هكتار، وذلك من إجمالي مساحة الأراضي التابعة للقرية القرية والبالغة قرابة 500 هكتار، وقد تم إنجاز المسح الطبوغرافي للقرية وتم رفعه إلى الوزارة منذ شهر تشرين ثاني عام 2010 من أجل اعتماد المخطط التنظيمي والذي وعدنا بأن يكون جاهز في شهر حزيران القادم، وفور اعتماد المخطط التنظيمي للقرية سوف نباشر في إنجاز شبكة الصرف الصحي، القرية مخدمة بالكامل بالهاتف والكهرباء وشبكة المياه، ومع بداية فصل الشتاء تم تسوية شوارع القرية بمادة "الجماش" من أجل منع تشكل الطين والتخلص من حفر تجمعات المياه التي كانت تعيق استخدام الشوارع في الأيام الممطرة، ويقوم جرار تابع للبلدية بجمع القمامة من القرية مرتين أسبوعياً ونقلها إلى مكب "حنتوتين"، وبخصوص إنارة شوارع القرية فقد قمنا سابقاً بإنارتها بـ"نيونات" لكن هذه التجربة فشلت لذلك سنقوم قريباً باستبدال "النيونات" بـ "لمبات"».

اثناء أعمال تسوية شوارع القرية بالجماش