في سلسلة جبلية جميلة تعد نهاية جبل الزاوية وعلى ارتفاع /850/ مترا تقع قرية "كفرعويد"، التي تحاط بمجموعة من التلال المرتفعة، وإطلالة جميلة على سهل الغاب، وتعد صلة الوصل بين سهل الغاب وجبل الزاوية ومنطقة "معرة النعمان" من جهة ومحافظتي "إدلب" و"حماه" من جهة أخرى.

موقع eIdleb زار القرية والتقى الأستاذ "زكريا العثمان" أحد مواطني القرية الذي حدثنا بالقول: «قريتنا تعود للعهود الآرامية كما تقول الكتب وجاء اسمها من العادة أو المرونة، وهناك رأي آخر ذكره الباحث "عبد الحميد شلح" في كتابه بأن اسمها جاء من "عويد" وهو رجل رحل من مدينة "كفرتخاريم" أثناء المقاومة لفرنسا وسكن القرية بجوار سكانها ولأنه كان شخصية نضالية سميت القرية باسمه، ويذكر الباحث أنها قرية بيزنطية قديمة، ودليل ذلك الآثار الموجودة بجوارها وأهمها الكنيسة وقد كتب على بابها تلك العبارات باللغة اللاتينية وترجمتها إلى العربية، (أيتها القديسة ماريا مريم ساعدي) والعبارة الثانية (أيها القديس دوميترس ساعد) والثالثة موجودة في المصلى وعليها كتابة (يا رب المجد ساعدنا جميعاً)».

تتطور القرى حسب الإمكانيات الموجودة فيها، واتجهت قريتنا نحو الأبنية الحديثة لكثرة وجود مقاطع الحجارة الجيدة فيها، والتي ساعدت الكثير من العائلات وأضافت دخلاً جيداً من استثمارها

أما السيد "زكي سعيد" رئيس بلدية "كفرعويد" فيحدثنا عن القرية والخدمات الموجودة فيها بالقول: «تبعد قريتنا عن مدينة "إدلب" حوالي /65/ كلم وعن "المعرة" /25/كلم، بلغ عدد سكانها م1000م نسمة يتنوعون في العمل، وفي قريتنا العديد من الخدمات من مستوصف وصرف صحي وشبكة مياه وكهرباء وهاتف ويتم حالياً بناء مركز ثقافي وجمعية فلاحية، وفيها العديد من الأوابد الأثرية منها "تل قادة" الذي تشرف عليه مديرية الآثار».

طريق القرية الذي يصل الداخل مع سهل الغاب

ويتابع "سعيد" بالقول: «تطورت قريتنا كثيراً وانتعشت بعد تعبيد الطريق الذي يمر بها واعتماده ذهاب وإياب الداخل (الاتوستراد والمعرة) مع (سهل الغاب واللاذقية)، لعدم وجود طرق تصل المنطقة الداخلية والساحل لوعورة المنطقة الجبلية ».

ويضيف السيد "محمد الاسماعيل" أحد أبناء القرية بالقول: «أغلب السكان كانوا يعملون بالزراعة في سهل الغاب وتربية المواشي ولكن بعد شق الطرق الزراعية والاتجاه نحو استصلاح الأراضي الجبلية وبإدخال أساليب جديدة اتجه الناس نحو الزراعة، وتحصر الزراعة الموجودة بالزيتون والتين، وما يميز قريتنا كثرة التلال العالية الموجودة فيها والتي يطل أحدها على معظم سهل الغاب وريف "حماه"».

رثيس البلدية زكي سعيد

كما التقينا الأستاذ "حسن الحسن" أحد المدرسين في القرية حيث قال: «تتميز قريتنا في الناحية التعليمية التي بلغت مستوى عالي جدا، حتى على مستوى المحافظة بعدد الطلاب في المدارس والجامعة وخصوصا في السنوات الأخيرة، وبلغ عدد المدارس /9/ ومعظمها تعمل على مرحلتين وهناك مدرستان قيد البناء، ومعظم طلاب القرية يكملون دراستهم الثانوية والجامعية حتى اكتفت القرية من المدرسين والأطباء والمهندسين، وربما يعود السبب في الاتجاه إلى الناحية العلمية بعد أن كان أغلب شباب القرية يهاجرون طلباً للعمل بسبب ضعف الأرض الزراعية».

ويختم هنا "الحسن" بالقول: «تتطور القرى حسب الإمكانيات الموجودة فيها، واتجهت قريتنا نحو الأبنية الحديثة لكثرة وجود مقاطع الحجارة الجيدة فيها، والتي ساعدت الكثير من العائلات وأضافت دخلاً جيداً من استثمارها».

المدرس حسن الحسن