إلى الجنوب الشرقي من مدينة "سراقب" بحوالي 15 كم على مقربة من موقع "تل مرديخ" الأثري تقع قرية "الريان"، وحول تسمية القرية كما يذكر أهلها هناك رأيان: الأول هو ما ذهب إليه الباحث "عبد الحميد مشلح" بأن تسمية القرية جاءت من كثرة مياهها وغزارة آبارها.

وهذا ما يؤكده الأهالي بأنهم منذ انتقالهم للإقامة في قرية "الريان" قبل نحو سبعين عاما كان هذا الموقع يعرف بـ"الريان" وذلك لغزارة مياه آباره الارتوازية، قبل أن ينخفض منسوب تلك الآبار في الوقت الراهن، والرأي الثاني أن التسمية جاءت نسبة لبنت أحد ملوك مملكة "إبلا" القريبة من القرية والتي كانت تزور هذا الموقع بكثرة فسمي باسمها.

موقع أثري بيزنطي بدليل وجود بقايا كنيسة بيزنطية في الموقع تعود للقرن الخامس الميلادي وقد دبت فيه الحياة من جديد في أواخر العهد العثماني

وحول تاريخ القرية يذكر الباحث "عبد الحميد مشلح" بأنها «موقع أثري بيزنطي بدليل وجود بقايا كنيسة بيزنطية في الموقع تعود للقرن الخامس الميلادي وقد دبت فيه الحياة من جديد في أواخر العهد العثماني».

قرية الريان

وللتعرف على الواقع الخدمي في القرية التقينا رئيس بلدية "الريان" الأستاذ "عبد اللطيف ابراهيم" الذي يقول: «أحدثت بلدية "الريان" في عام 2008 وهي تخدم قريتي "الريان" و"لوف"، تتبع القرية ناحية "سراقب" تبلغ مساحتها 600 هكتار ويبلغ عدد سكانها 2400 نسمة، القرية مخدمة بالكهرباء بنسبة مئة في المئة منذ عام 1982 عن طريق أربع محولات، وأما شبكة المياه فهي قديمة في القرية حيث كان يتم إرواء القرية من بئرين في أرض "الريان" بالإضافة إلى خزان مياه كان يخدم لفترة طويلة القرى المجاورة، وبسبب موجة الجفاف في القرية يتم حاليا إرواء القرية من بئر في قرية "كفرعميم" القريبة منا، والقرية مخدمة بمركز هاتف ألي منذ عام 2004 يخدم عدة قرى منها "كفرعميم" و"لوف" و"الشيخ ادريس" و"البويطي" و"بجغاص"، ويتبع للبلدية جرار يعمل عليه عاملان يقوم بجمع قمامة القرية ونقلها إلى مكب مصيبين ثلاث مرات في الأسبوع، وتنفيذ طرقات القرية مؤجل حتى يتم تنفيذ شبكة الصرف الصحي ونأمل أن تكون قريبة بعد أن تم اعتماد المخطط التنظيمي منذ عام 2007 أي قبل إحداث البلدية، وكحل مؤقت قمنا برصف الطرقات بـ"جماش" لتسليك تلك الطرقات من الحفر والعيوب الأخرى، قد تم إنجاز دراسة مشروع الصرف الصحي بانتظار المصادقة عليها من قبل الوزارة».

وبخصوص وضع الطرق الزراعية التي تربط القرية مع القرى المجاورة يقول الأستاذ "عبد اللطيف": «هناك طريق معبد يربط "الريان" مع "مرديخ" مرورا بـ"أنقراتي" وصولا إلى الطريق العام "حلب" "دمشق"، والطريق الذي يربط "الريان" مع "لوف" طريق ترابي وكذلك طريق "بجغاص" أما طريق معبد "ريان"- "كفرعميم"- "سراقب" فهو معبد».

عبد اللطيف الابراهيم

الحاج "حمدو حسن الشعبان" مختار قرية "الريان" تحدث عن واقع القرية بالقول: «"الريان" قرية صغيرة يعمل معظم سكانها بالزراعة وتربية الماشية وخاصة الأبقار حيث يوجد في القرية حوالي 200 رأس بقر تنتج يوميا حوالي 2 طن من الحليب، وقد سكنت أولى العائلات القرية في عام 1945 وأنا لدي وثيقة تعود إلى عام 1948 تذكر أسماء وأعداد العوائل التي كانت تسكن القرية فقد كان عددهم 285 نسمة فقط وكانت القرية عبارة عن خربة فيها بئر اثري نشرب منه، ومن عوائل القرية "الناصر" و"الشعبان" و"الابراهيم" و"الخضور" و"الحاج عبد الله" و"الخاني"، معظم أراضي القرية بعلية وكان قسم منها في الماضي مرويا نظرا لكثرة الآبار فيها، يزرع في القرية القمح والشعير وسابقا القطن حيث كان الزراعة الأساسية في القرية قبل أن تنخفض مساحة زراعته نتيجة غلاء أسعار السماد والمازوت وقلة الموارد المائية، وقد تم تحويل الأراضي الخفيفة التي لا تصلح لزراعة الحبوب إلى زراعة الزيتون وهي زراعة حديثة نسبيا في القرية وخلال أشهر الصيف يتم زراعة الأرضي بالخضراوات المتنوعة، ويوجد في القرية جمعية فلاحية».

الأستاذ "أحمد الناصر" مدير ابتدائية "الريان" حدثنا عن الواقع التعليمي في القرية بالقول: «يوجد مدرستان ابتدائية فيها 420 طالبا وإعدادية يداوم فيها 400 طالب وقد بلغت نسبة النجاح في شهادة التعليم الأساسي عندنا هذا العام 60 بالمئة وقسم من المعلمين من أبناء القرية والقسم الآخر من القرى المجاورة، ولدينا عدد كبير من حملة الشهادة الجامعية العديد منهم من الفتيات من اختصاصات مختلفة وإحدى طالباتنا في قسم الرياضيات احتلت المركز الثاني في كلية العلوم في "إدلب"».

المختار مع أحمد الناصر