على الطرف الغربي من الطريق الدولي "حلب"- "دمشق"، وعلى مسافة أربعة كيلومترات منه تتربع قرية "داديخ"، وذلك على بعد 30 كم جنوب شرق مدينة "إدلب"، و12 كم جنوب مدينة "سراقب"، وهي تتبع إدارياً لناحية "سراقب" منطقة "إدلب".

يذكر الباحث "عبد الحميد مشلح" لموقعنا بأن: «"داديخ" من القرى القديمة، فقد سكنها "العوفيون"، وهم أقارب "أبو بكر الصديق"».

"داديخ" من القرى القديمة، فقد سكنها "العوفيون"، وهم أقارب "أبو بكر الصديق"

ويضيف: «أما تسميتها فيرى الأب السرياني "أرملا" بأنها مأخوذة من الآرامية "ددكي" وتعني عمك».

رئيس البلدية أحمد حاج عرسان

يوجد في القرية تل شبيه بالتلال الأثرية، يقول الأهالي إنه مرتبط بنفق تحت الأرض بتل "مرديخ" (موقع مملكة إبلا) الذي يبعد عنه حوالي سبعة كيلومترات، سألنا مؤرخ محافظة "إدلب" الأستاذ "فايز قوصرة" إن كان هناك أية علاقة تاريخية بين "داديخ" و"إبلا" فأكد قائلاً: «إلى الآن لم تظهر أية وثيقة تثبت وجود أي علاقة تاريخية بين "داديخ" و"إبلا"، ولكن بحسب الوثائق التي اطلعت عليها فإن أقدم ذكر لـ"داديخ" يعود إلى القرن السادس الميلادي حيث ذكرت إحدى الوثائق السريانية ديراً كان قائماً فيها».

وخلال زيارة موقع eIdleb للقرية، التقينا عدداً من أبنائها ليعرفونا بقريتهم الوادعة، حيث يقول مختار قرية "داديخ" "عوض خطاب": «يبلغ عدد سكان قريتنا حوالي 3500 نسمة، ونشاطهم متوزع بين الزراعة والأعمال الحرة والوظائف الحكومية، وهناك قسم كبير من أبناء القرية مغتربون في دول الخليج وبعض الدول الأوروبية، نزرع في القرية المحاصيل الشتوية والأشجار المثمرة وعلى رأسها الزيتون، حيث يغطي الزيتون مساحة كبيرة من أراضي القرية، وكل زراعاتنا بعلية إذ لا وجود للآبار الارتوازية، لكون المياه عميقة جداً حتى إن عمقها يصل إلى 400 متر تحت الأرض، يوجد في القرية أربعة مساجد وتقام صلاة الجمعة في الجامع الكبير، وفيها جمعية فلاحية لتأمين احتياجات المزارعين من السماد والبذار».

المختار عوض الخطاب

وعن تخديم القرية تحدّث الأستاذ "أحمد حاج عرسان" رئيس البلدية بالقول: «أحدثت بلدية "داديخ" بموجب القرار رقم 35 لتاريخ 2008، ويتبع لهذه البلدية ثلاثة قرى هي "داديخ" و"جوباس" و"الترنبة"، وهذه القرى الثلاث تقع على استقامة واحدة، حدودها الإدارية تقدر بحوالي 13 كم جنوب- شمال، وتخدّم البلدية حوالي 8700 نسمة في القرى الثلاث، صدر مخطط تنظيمي للقرية للاعتراض عليه لأول مرة ولم يصدق بعد، والقرية مخدّمة بالكهرباء منذ عام 1981 بنسبة 95% وبالهاتف بنسبة 50% وبالمياه بشكل كامل، حيث يوجد في القرية بئر مياه يغذي القرية، والآن هناك خطة لحفر بئر آخر، ولأنه لا يوجد مخطط تنظيمي معتمد للقرية فلم يتم بعد المباشرة بمشروع الصرف الصحي.

طبيعة الأرض في قرية "داديخ" صخرية لذلك فإن طرقها ليست في الوضع الأمثل، وقد قامت مديرية الخدمات الفنية مؤخراً بتعبيد بعض طرقات القرية والطرق التي تربطها مع القرى الأخرى».

مشهد عام للقرية

ويتابع رئيس البلدية حديثه: «وبالنسبة لموضوع القمامة فنحن لدينا في البلدية جرار زراعي يعمل عليه ثلاثة عمال نظافة، وقد تقدمنا بطلب لتأمين جرار آخر حيث يقوم الجرار بتخديم القرى الثلاث، حيث يعمل لمدة يومين في كل قرية، وفي بلدية "داديخ" نحن نعاني من نقص كبير في العاملين لدى البلدية، إذ لا يعمل في البلدية سواي مع شرطي، وهناك محاسب مشترك بين بلديتنا وبلدية "كفر بطيخ"، يداوم يومين عندنا فقط، كذلك نحن نفتقد بشكل كامل للمكتب الفني، حيث نحيل ما يأتينا من رخص لمديرية الخدمات الفنية في "إدلب"، كذلك لا يوجد في البلدية سوى دراجتين ناريتين وهي غير قادرة على تغطية مساحة قدرها حوالي 196 كم مربع تتبع للبلدية».

وللتعرف على الوضع التعليمي في قرية "داديخ" التقينا الأستاذ "توفيق الابراهيم" مدير الابتدائية فحدثنا بالقول: «يوجد في القرية مدرستان للتعليم الأساسي، يداوم فيها حوالي 1000 تلميذ وتلميذة وكادر تعليمي يقارب 50 معلماً معظمهم من خارج القرية، ووضع التعليم حالياً أفضل بكثير من السابق حيث كان الأهالي يرفضون فكرة متابعة التعليم، لكن حالياً والحمد لله هناك إصرار من قبل الأهالي لمتابعة تعليم أبنائهم حتى الوصول إلى المرحلة الجامعية.

بناء المدرستين جيد نسبياً نظراً لطبيعة أرض القرية لكونها صخرية فإن أساسات القرية متينة، ولكن وقوع المدرسة الابتدائية على الطريق العام يشكل تهديداً كبيراً لحياة التلاميذ أثناء الدخول والخروج إلى المدرسة، حيث أضطر يومياً للوقوف عند باب المدرسة عند بداية الدوام وعند نهايته للإشراف على سلامة التلاميذ عند دخولهم وخروجهم، وحل هذه المشكلة يكون بجعل مدخل المدرسة في طرف بعيد عن الطريق العام».